الأخبار اللبنانية

نسيب لحود: توغل القوات السورية وخطف المعارضين انتهاك للسيادة

وعلى الديبلوماسية اللبنانية التزام الحياد في الصراع داخل سوريا عقدت اللجنة التنفيذية لحركة التجدد الديموقراطي جلستها الاسبوعية برئاسة رئيس الحركة نسيب لحود، الذي ادلى اثرها بالتصريح الآتي:
ازاء المعلومات الخطيرة التي نشرت مؤخرا حول اختطاف معارضين سوريين في لبنان ونقلهم قسرا الى سوريا واحتمال ضلوع افراد من اجهزة امنية لبنانية ومن السفارة السورية في هذه الاعمال، فان السلطات الرسمية من سياسية وقضائية وامنية مدعوة جميعا، كل بحسب اختصاصه، اولا الى توضيح ملابسات هذه المسألة وثانيا الى محاسبة كل من يثبت ضلوعه فيها وثالثا الى اتخاذ كل التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الممارسات المشينة التي تضرب ابسط مقومات سيادة هذا البلد وابسط مندرجات معاهدة فيينا حول التبادل الديبلوماسي وابسط مبادىء حقوق الانسان وابسط قواعد المسلكية الوظيفية.
كذلك لا يمكن القبول بتوغل القوات السورية داخل الاراضي اللبنانية والتي اصبحت تتم بوتيرة شبه يومية وتوقع ضحايا وتزرع القلق في صفوف المواطنين، مهما كانت الاعذار والذرائع. فالأمن والسيادة على الجانب اللبناني من الحدود هي من اختصاص القوى المسلحة اللبنانية، والدولة اللبنانية تبلغت رسميا منذ نيسان 2005 من السلطات السورية انسحاب قواتها من لبنان، وبالتالي فان اختراق القوات السورية لحرمة الاراضي اللبنانية لا يحظى منذ ذلك التاريخ بأي شرعية قانونية ويجعل السلطات السورية في موقع المعتدي على السيادة اللبنانية.
اما في ما يتعلق بجامعة الدول العربية والمواقف الديبلوماسية المتصلة بسوريا، فيجدر بلبنان ان يكون اكثر دقة في تعبيره عن الحياد المطلوب حيال النزاع داخل سوريا وأكثر توازنا في دعم المساعي والجهود الآيلة الى وقف اراقة الدماء واحترام حقوق الانسان في هذ البلد الشقيق.
ان هذه المسائل مجتمعة تضع الحكومة امام تحدي اثبات قدرتها على حماية السيادة اللبنانية وفرض هيبة الدولة واحترام القانون وحقوق الانسان فوق اراضيها والتزام الحياد الحقيقي في النزاعات الداخلية للدول العربية. هذه الامور ليست ترفا او خيارا سياسيا يتبدل مع تبدل الحكومات والاكثريات النيابية، بل مقومات اساسية نابعة من الدستور ومن وجود الدولة نفسها وتمليها المصالح الوطنية العليا للبنان.
بيروت في 20 تشرين الاول 2011

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى