الأخبار اللبنانية

الموسوي: منفتحون على أي قانون انتخاب يحفظ الوحدة

دعا عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي، إلى “الخروج من الغيبوبة العربية في النار السورية والتنبه إلى بدء العدو الصهيوني معركته الحاسمة لتقسيم المسجد الأقصى تمهيدا لهدمه وتشييد الهيكل المزعوم على أنقاضه. وأكد أن موقف “حزب الله” هو “العمل على وقف فوري للنار في سوريا وجمع أطرافها في حوار يفضي إلى وفاق وطني يعيدها قوية في موقع مقاومة العدو الصهيوني والهيمنة الأمريكية، وذلك بغض النظر عن أضاليل آلة الكذب الإعلامية السياسية النيابية التي يديرها فريق 14 آذار”.

وخلال كلمة له في إحتفال تأبيني في بلدة معركة الجنوبية، رأى الموسوي أن “من أدمن سياسة “الفجور للتفجير” في أي موقع كان فوقف على منبر في المجلس النيابي او على وسيلة اعلامية أيا كان لونها وطعمها ورائحتها، قد جربها على مدى أعوام من العام 2005 ولم تزده إلا خسارة”، مشيرا إلى أن لبنان “يعد العدة اليوم من أجل استحقاق مصيري متمثل بالانتخابات النيابية التي ستقرر من الذي سيقود لبنان ويقرر مصير أرضه ومائه وشعبه وثروته الطبيعية من النفط إلى الغاز الطبيعي والمياه الوفيرة”، مؤكدا على “أننا حريصون على ان تكون قيادة السفينة اللبنانية بأيد امينة ما يعني أنه يجب أن لا تكون وبكل وضوح بين يدي فريق 14 آذار منفردا ومستبدا”، لافتا إلى أن “الوقائع والتجارب قد بينت أن هذا الفريق حين يتفرد بالحكم يضيع الحقوق اللبنانية ويسمح بانتهاك السيادة اللبنانية ويصدع الوحدة الوطنية ويهدد لبنان في وجوده وبقائه وازدهاره وسلامته”.

وقال: “ان حكومة الرئيس الأسبق فؤاد السنيورة عندما حكمت البلاد بصورة غير دستورية وغير شرعية وغير ميثاقية قد ضيعت على لبنان 850 كلم مربع من المياه الإقتصادية الخالصة المليئة بالثروات الطبيعية، ووقعت باستسهال وتهاون وتراخ إتفاقية تحديد الحدود البحرية مع قبرص متراجعة لأميال كثيرة عن النقطة الثلاثية الأبعاد المفترضة للبنان حقا وقانونا، سامحة بذلك للعدو الإسرائيلي حين وقع إتفاقيه تحديد حدوده البحرية في المياه الإقتصادية الخالصة مع قبرص بأن يجعل نقطته الثلاثية الأبعاد حيث تراجعت حكومة السنيورة”، مؤكدا أن “هذا الأمر يعرفه تماما الرئيس السنيورة وقد ألمحت إليه بذلك على منبر المجلس النيابي، كما وأنه يعرف أنني حين نزلت من على المنبر طلب أن يلتقي بي وأعدت على مسامعه مفصلا ما فعله وما هي الأخطاء التي ارتكبتها حكومته غير الشرعية”.

وخاطب “فريق 14 آذار” قائلا: “إننا، وفي هذه اللحظة الحساسة، لا نستطيع أن نسمح لكم، عقلا وقانونا ودستورا وعرفا ووطنية، باغتصاب السلطة والأكثرية التي لا تمثلونها فنسلمكم الحكم حتى تتنازلوا عن حقوقنا، وأن أكثر اللبنانيين يعلمون أننا نخوض معركة قاسية لاستعادة مساحة الـ 850 كلم التي اكتشفنا في المجلس النيابي كيفية تسريبها وكيف كان يجري تهريب اتفاقية تحديد الحدود، وأن المجلس النيابي برئاسة دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري ومشاركة فاعلة من لجنة الأشغال والنواب الوطنيين الشرفاء يخوضون معركة قاسية من اجل استعادة هذه المساحة التي أتاحت حكومة السنيورة المبتورة وبجرة قلم للعدو الإسرائيلي أن يدعي أنها جزء من منطقته الإقتصادية الخالصة”.

وقال: “هذه واحدة من سلسلة طويلة من الممارسات التي ارتكبتها حكومات فريق 14 آذار فضيعت على لبنان حقوقا ومست بسيادته، فضلا عن سياستها الإقتصادية التي أوصلت البلد إلى حافة الفقر المدقع لأنهم حين وضعوا أولوياتهم الاقتصادية لم ينظروا إلا إلى وعود ربيعية لم تأتِ على لبنان إلا بالرياح الخمسينية، وكأن الرياح الخمسينية الإقتصادية والدستورية والسياسية لم تكفهم فجاؤوا اليوم يطلقون على لبنان رياح خمسينية انتخابية، وفق تعبير الرئيس بري، وهي رياح اقتراح قانون الدوائر الصغرى “الخمسين دائرة”.

وأكد الموسوي “أننا وفي هذا الصدد لا نريد أن يتمزق لبنان أو يحكم من جانب شخص أتى بقانون انتخابي مزور للإرادة الوطنية اللبنانية”، معتبرا أنه “لو كان فريق 14 آذار يثق بأنه يمتلك الأكثرية الشعبية لكان قد وافق حتما على إجراء الإنتخابات النيابية على أساس النسبية ولبنان دائرة واحدة لأن النسبية تعطي كلذي قدر قدره”، مشيرا إلى “ما قاله وزير الداخلية والبلديات بالأمس وبكل جرأة عن أن النسبية تلائم لبنان وأن من يعترض على النسبية هو فريق المستقبل الذي حصل على 65 بالمئة من أصوات الطائفة التي يمثل، لكنه نال المقاعد جميعا وبالتالي فإنه يشعر أنه إذا ما اعتمدت النسبية فإنه سيخسر 35 بالمئة من المقاعد، وإلى أن هذا هو سبب معارضته لقانون النسبية”.

أضاف: “ولذا فإن حزب المستقبل يريد القضاء على تعددية التمثيل وفرض أحاديته الاستبدادية مصرا على تقديم نفسه أنه ممثل حصري ووحيد لشريحة لبنانية تحفل بالتنوع السياسي والحزبي والوطني والعروبي المقاوم”.

وشدد الموسوي على “أننا لن نقبل بأن يجري بيع لبنان من خلال قانون الدوائر الصغرى أو أن يجري تمزيقه وتحويله الى رقيق في سوق نخاسة من خلال دوائر انتخابية وقانون انتخابي يسلب اللبنانيين ارادتهم الحرة ويغتصب الأكثرية من ممثليها الحقيقيين ويجعلها بين يدي أقلية ذات مشروع خارجي معروف لايتسم لا بالاستقلال ولا بالسيادة ولا بالحرية”، مشيرا إلى “أننا وفي المقابل نؤيد المشروع الذي تقدمت به الحكومة وأننا لطالما كنا نؤيد النسبية مع لبنان دائرة واحدة، وأننا في الوقت نفسه منفتحون على فكرة التوصل الى قانون انتخابي يجري التوافق عليه لكن على ان يؤمن هذا القانون صحة التمثيل السياسي والنيابي، ويحفظ الوحدة الوطنية ولا يمزقها شر تمزيق، وأننا حاضرون لمناقشة من كان لديه طروحات أخرى”.

وتابع: “ان وجهتنا كانت على الدوام مقاومة الاحتلال الاسرائيلي وأننا كنا ندعو العالم الاسلامي والعربي والدول والشعوب لأن تقفز فوق انقساماتها وصراعاتها الداخلية، وتتنبه الى الخطر الصهيوني الذي يحدق بها ويهدد وجودها كما يهدد مقدساتها، وأننا من كنا ندعو من كان يتورط في تسعير الحروب في سوريا لأن يكف عن أسلوبه التخريبي ليحث السوريين على الحوار فيما بينهم ويتجاوزوا أزمتهم لنتفرغ جميعا لمواجهة عدو الأمة الوحيد والأوحد العدو الصهيوني. وإن هذا هو موقفنا ولا نقيم وزنا لآلة الكذب السياسية والإعلامية والنيابية التي يديرها فريق 14 آذار لصاحبه حزب المستقبل”.

وقال: “لقد كنا نقول دائما انه ينبغي ان نقفل كل جرح ونحل كل ازمة لكي تتوحد جهودنا جميعا باتجاه عدونا، وإننا اليوم وفي هذه اللحظة بالذات نجعل الأولوية الأولى في حديثنا وخطابنا وفعلنا حقيقة ما يقوم به العدو الإسرائيلي الذي يستغل اليوم إنشغال أنظمة عربية في تدمير سوريا من اجل ان يتفرغ في الظل للإستفراد بالشعب الفلسطيني المحاصر والاستيلاء على المسجد الأقصى”، مشيرا إلى أن “المشروع الإسرائيلي الذي كنا نحذر منه دائما هو ان هذا العدو يعمل بشكل حثيث على بناء هيكله الثالث مكان المسجد الأقصى، وأن هذا المشروع يجري تطبيقه اليوم بصورة حثيثة وسريعة، فيستغل الاسرائيليين هم بعض العرب بإسقاط بشار الأسد من أجل أن يتفرغوا لإسقاط أولى القبلتين”.

تابع: “إن ما يجري اليوم هو السيناريو نفسه الذي اعتمد في المسجد الابراهيمي حين دخلت ما يسمى بجموع المصلين اليهود لتفرض امرا واقعا اسمه تقاسم المسجد الابراهيمي، فبات المسجد مقاما يهوديا تسيطر عليه الدولة الصهيونية ولا يكاد المسلم الفلسطيني يبلغ عتبته، الآن وفي ظل الغيبوبة العربية في النار السورية يسعى الاسرائلييون لفرض تقسيم لباحة المسجد الاقصى كمقدمة للسيطرة عليه لهدمه في لحظة من اللحظات وبناء الهيكل المزعوم”، معتبرا أن “هذا الامر لم يعد مجرد حلم يراود صهيونيا يمينيا متطرفا بل بات مشروعا تعمل الدولة العبرية رسميا على تنفيذه من خلال قواتها الأمنية التي تقوم باخلاء المصلين منه يوم الجمعة بحجة اتاحة المجال امام المتدينين اليهود لإقامة شعائرهم بداخله”.

وسأل: “من يعتبر نفسه حريصا على بيوت الله وعلى اعلاء كلمته واقامة حكمه في الارض هل سيظل منهمكا في حربه العبثية الدموية من اجل اسقاط النظام السوري ويغفل عما يقوم به الصهيوني ضد ثالث الحرمين، وهل ستبقى بعض القوى غافلة عن المسجد الاقصى لانها تعتبر ان قضيتها الاولى والوحيدة والمقدسة هي كيف تفرض نظامها المستحيل في سوريا؟”، مشددا على “اننا نلقي الحجة امام الله وامام الناس والمسلمين والعرب لأن المسجد الاقصى في خطر التقسيم الآن بين مساحة اسلامية وأخرى يهودية، تمهيدا للسيطرة المطلقة عليه مستقبلا وتقويضه وهدمه وبناء الهيكل على اثاره المدمرة”.

ورأى الموسوي “أننا نلقي هذه الحجة لندعو الجميع ولا سيما المعنيين بالأزمة السورية الى وقف اطلاق نار فوري بمعزل عن الوقائع الميدانية والذهاب سريعا وبشكل مباشر إلى حوار وطني والخروج منه بوفاق يعيد إلى سوريا عافيتها”، مؤكدا “أن بلاد الشام والتي تعد القدس من أرجائها لا يستقيم لها أود ولا تستعيد عافيتها اذا بقيت سوريا تقطر دما. هذا هو موقفنا بغض النظر عن اكاذيب فريق 14 آذار وأسياده المعروفين التي مللنا الاستماع إليها، وأن دورنا كان على الدوام هو كيف نبسلم الجرح السوري ونصل بين الأطراف المتنازعة فيما بينها، وأن حرصنا كان ولا يزال وعبر القنوات جميعا هو كيف نجمع الأطراف السورية الى طاولة الحوار”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى