الأخبار اللبنانية

اية الله ..في خلق المسيح* \ بقلم الأستاذ الدكتوررأفت محمد رشيد الميقاتي

هي قدرةُ اللهِ على الإطلاقِ
من ذا يضارعُ قدرةَ الخلّاقِ

ف “الكافُ “منهُ إنْ تُعانقْ “نُونَهُ”
كانت عجائبُ في مدى الآفاقِ


أيَشُقُّ تخليقُ ابنِ مريم عنده
وب “كن”! برا الخلاق سبع طباقِ

هي آيةٌ خَلْقُ المسيحِ بلا أبٍ
بل من بَتُولٍ ..درّةِ الأخلاقِ

عذراءَ تَنْذُرُ للإلهِ قنوتَها
هي مريمٌ شبّتْ عن الأطواقِ

أهدى لها الروحُ الأمينُ غلامَها
بتفضّلٍ من مبدِعِ الأنساقِ

وتقول “أنّى ” والملاكُ يجيبُها
هو ذا “كذلكِ ” ..منحةُ الرزاقِ

هو آيةٌ للناسِ .. منَّا رحمةٌ
والأمرُ مقضيٌّ لدى الخلّاقِ

قد نالَ في الدارَين فضل وجاهةٍ
وهو المقرّبُ في ختام لحاقِ

واللهُ أنطقهُ بساعة تهمةٍ
في المَهدِ حيثُ تطايُرُ الأحداقِ

عبدٌ أنا لله ..هذا قولهُ
ها قد أُقِرَّ الحقُّ بالإحقاقِ

وأنا النبيُّ مباركٌ ..هو قالها
بلسان صدقٍ طاهرٍ سبّاقِ

فالباهتون لمريمٍ ووليدها
في النار مقعدهم وفي الغسّاقِ

هذي عقيدةُ مريمٍ ووليدِها
هذي معالمُ ديننا الخفّاقِ

هو مِثلُ آدمَ من ترابٍ لم يكُن
من والديْنِ ..مسلسلَ الأعراقِ

لو كانتِ الآياتُ تُعبدُ نفسُها
فَلَآدمُ الأوْلى بذا الإلحاقِ

مِن روحِهِ نفخَ الإلهُ بطينهِ
أضْحَت كيانًا عاقلَ الإنطاقِ

يومَ الملائكُ ساجدون لآدمٍ
كان امتيازُ عطائهِ الدفّاقِ


مَنْ خالقٌ يحْيَ برحمٍ عاقرٍ
وأبوهُ مشتعلٌ بشيْبِ وثاقِ

ويقول “أنّى ” والكريم يجيبه:
هو ذا “كذلك ” ، من عطاء الباقي

“هُو هيِّنٌ” ..لم يُعيِ ربي خلقُهُ
سبِّح عشيّا لي وبالإشراقِ

فسلامُ ربي يوم مَولدِ سيدٍ
يوم المماتِ ، ويوم بَعْثِ مآقِ


إسحاقُ يُخلقُ والعقيمةُ أمُّهُ
إذ بُشّرتْ سُرَّتْ من الأشداقِ

والوجهَ صكَّت من عجيبةِ خلْقهِ
فهي العجوزُ.. فما لها بمشاقِ

والزوجُ إبراهيمُ سيّدُ ملّة
ربي الذي نجَّاهُ من إحراقِ

ودعا الطيورَ وقد تقطّعَ لحمُها
سعيًا أتتهُ بلهفةِ المشتاقِ


إنْ كان للرحمنِ مَن هو إبنُهُ
عبَدَتْهُ كلُّ خلائقِ الآفاقِ

لكنَّهُ الربُّ العزيزُ وخالقٌ
لم يتّخِذْ ولدًا على الإطلاقِ

جلَّ الإلهُ الفردُ في ملكوتهِ
عن زعمِ إشراكٍ وقولِ شقاقِ

ْأحدٌ هو الله العظيمُ ولم يلدْ
هو أوّلٌ ..هو قاسمُ الأرزاقِ

صمدٌ هو اللهُ العزيزُ بحكمةٍ
حاشاهُ يولَدُ..بارئُ الأعناقِ !!


والأنبياءُ على التتابعِ أُرسلوا
برسالةِ التوحيدِ ..بالميثاقِ

والكلُّ عبدٌ للإلهِ وقانتٌ
أما التألّهُ فهْو عينُ إباقِ

ما قاله عيسى بنُ مريم بتةً
حاشاه أن يهوي إلى الإزلاقِ

لم يدعُ إلا للقدير موحّدا
كان الرحومَ ومنبعَ الإشفاقِ

وعلى يديهِ جرتْ عجائبُ تجتلي
توحيدَ صِدقٍ لا ادعاءَ رفاقِ

من كيدِ كُفرٍ ربُّنا قد صانه
رفْعًا إليه بلا دمٍ مهراقِ

لم يقتلوهُ وما استطاعوا صلبهُ
أفضت مكائدهم إلى الإخفاقِ

فبأحمدَ المختارِ بشَّرَ قومه
نورِ الوجودِ ومُكرَمٍ ببراقِ

هو سيدُ الثقَلين خيرُ الأنبيا
وإمامُ رسْلِ اللهِ بالإطلاقِ

صلّى الإله على النبيِّ محمدٍ
فالأنبياءُ جميعُهم بوفاقِ

وسلامُ ربي لابن مريم علَّنا
نَحظى به وبأحمدٍ بعناقِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى