المقالات

ثورة البيزنس – بقلم: عماد العيسى

قبل ايام واثناء وجودي لحضور مؤتمر  له علاقة بالوطنية !!! تعرفت بل تشرفت بالتعرف على احد الاشخاص وهو شاب عربي ( وطني ) يدعى سالم , مع العلم بانه غير مسالم بالمعنى الامريكي , ومن الكلمات الاولى التي بادلني فيها الحديث كانت ( ثورة بيزنس )  عندها وبلحظات تذكرت البيزنس الثوري والذي تحدث عنه الشاعر الكبير مظفر النواب عندما قال في قصيدته الشهيرة القدس عروس عروبتكم (وهذا الثوري المتخم بالصدف البحري في بيروت تكرش حتى عاد بلا رقبة  (  والكثير الكثير مما يذكر على هذا الصعيد ومنه ايضا , ما كانت تقوله جدتي بشكل دائم ( بشو بدي اتذكرك يا سفرجلي كل عضة بغصة ) ولكن لا بد من التذكير ايها القارئ الكريم ولو بشكل موجز لسبب بسيط انا الائحة الموجودة بهذا الشأن هي كبيرة ولا تتسع الاوراق او صفحات الانترنت لها وبالتالي وجب الاختصار , لن اذكر مشروع الدولة والنقاط العشر والتي طرحت اثناء انعقاد المؤتمر الوطني الفلسطيني في عام 1974 ولمن لا يعلم فان هذا المشروع هو مشروع بيزنس على دماء الشهداء والاسرى واليتامى والارامل , مرورا بمشاريع البيزنس قبل ذلك وبعدها , ودعونا نكون متسامحين وننسى الماضي ( اي ما قبل النقاط العشر ) ولكن نذكر ببعض تلك المشاريع بعد ذلك الى اليوم , فلا ننسى مشاريع الاشتياح الاول عام 1978 في لبنان وما جرى وعام 1981 وما جرى وعام 1982 وما جرى من البيزنس الاكبر في ذلك الوقت عندما تم الاتفاق على مشاريع عديدة ومنتجة على صعيد البيزنس ولكن هذه المرة توج هذا البيزنس بالدولي ايضا  اي ( الانفتاح ) والله يفتحها عليهم . بعد ذلك استمرت صفقات البيزنس من مدريد , الى اوسلو وطبعا  غزة واريحا من اكبر مشاريع البيزنس في هذا العصر . ولكن دعونا من كل هذه المشاريع فنحن كما قلت متسامحين ولكن هل بالامكان المرور بشكل عابر ومتسامح بخصوص ما جرى من اكبر صفقة بيزنس بخصوص تقرير غولدستون , هل من المعقول ان جمعيات غير عربية  , وعربية تعمل منذ فترة ليست بقليلة تم فيها استخدام مجهود فوق العادة من اجل ادانة العدو الاسرائيلي بما يقوم هو به من جرائم اقل ما يقال فيها جرائم العصر عصر البيزنس , ولكن هل يعقل ان يكون البيزنس وصل الى هذا المستوى من الانحدار , ايها السادة كل شيء مباح في هذا العصر عصر بيزنس الدماء حتى ولو كان من اجل شركة هاتف من هنا او شركة مقاولات من هناك او تلزيم بناء قرى سكنية هنا او هناك , ولكن كل هذا يدخل ضمن اطار العمل الوطني , لأن العمل الوطني هذه الايام من وجهة نظر اصحاب البيزنس لا يأبه لبعض المئات او الألآف من القتلى ,,,,,,,عفوا من الشهداء والجرحى والارامل والايتام , عدا عن التدمير الهائل الذي لحق بقطاع غزة تحديدا , المهم ان هذه الجمعيات استطاعت ان تتقدم بمشروع الادانة وذلك بعد تحقيق اجري برئاسة قاضي يهودي وهذه هي المفارقة ( يهودي يدين العدو الاسرائيلي ومن يدعي بانه صاحب الحق وبأنه صاحب البيت وبأنه المعتدي عليه وانه المظلوم …… يقول لا , لا نريد ان تدان دولة الكيان الغاصب وان كل ما قامت به يدخل ضمن اطار الدفاع عن النفس . ما هذا البيزنس مستر عباس عفوآ مستر باراك او النتن ياهو وبصراحة لم اشعر بفرق بين هذه الاسماء وانا اكتبها .. المهم هل ان هذا البيزنس لهو من احقر وادنس البيزنس عبر التاريخ لانه بيزنس مجبول بالدم . اتمنى اخيرا من الطرف الاخر المعادي لهذا البيزنس اي ( المعارضة الفلسطينية بكل فئاتها ) لا تخضعوا للضغوط التي تتعرضون لها او ستتعرضون لها لان اقل ما يمكن ان تعملوا عليه هو اسقاط هذا الرجل المقاول . وعلى ما اعتقد واسمحوا لي اذا قلتها وهي فجة , ستكونون مشاركين في هذه المقاولة او بمعنى اخر بالبيزنس الدموي , وهنا السؤال هل تقبلون ان تكونوا مقاولين واصحاب بيزنس , نصيحة اخيرة ,,, اذا اردتم ان تكونوا كما قلنا ( اصحاب بيزنس ) عليكم الاستقالة ومن ثم اذهبوا الى البيزنس … وكل بيزنس وانتم بالف غولدستون , وكل عام وانتم دايتون , وكل عام وشهدائنا في الجنة مرتاحون , ولكن لا تنسوا ما قاله  الشاعر : وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً … على المرء من وقع الحسام المهنّد .
.     [email protected]عماد العيسى    ………………………………

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى