الأخبار اللبنانية

مؤتمر طرابلس عيش واحد

مؤتمر طرابلس عيش واحد
مظاهر من الحراك الثقافي والاجتماعي والتيارات الفكرية  شخصيات وشهادات

عقد  مؤتمر طرابلس عيش واحد الذي تنظمه  جمعية العزم والسعادة الاجتماعية والمركز الثقافي للحوار والدراسات برعاية الرئيس نجيب ميقاتي في فندق الكواليتي ان في طرابلس  اعمال يومه الثاني
حيث  تراس رئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس رشيد جمالي الجلسة الثالثة من المؤتمر وكان عنوانها ” مظاهر الحراك الثقافي والاجتماعي بطرابلس ” ونوه  بجمعية العزم والسعادة وعميدها الرئيس ميقاتي والمركز الثقافي للحوار و الدراسات على تنظيمهم لهذا المؤتمر.
وتحدثت بعد ذلك الاستاذة  الجامعية الدكتورة هند صوفي تحت عنوان “من الخاص الى الخاص : المراة والنضال الصامت” قائلة وسردت لتجارب المراة الطرابلسية المسيحية والمسلمة وعرضت لسيرة نسوة عدة عرفن في المدينة وقالت : لا معنى أن تكون مبدعاً في خدمتك للشأن العام، ولا صادقاً في وطنيتك وبارعاً في اختصاصك، الأبواب موصدة في وجهك إن لم يكن لطائفتك مقعد متاح في مجال عملك. كم من المواهب تنطوي وكم من التنازلات تقدم لأنك عاجز أمام هذه الحواجز! “العيش المشترك” يفرض قدره، من حيث تطرفه أمام مسارات التطور، أما العيش الواحد فهو تلقائي، عفوي،  مبني على المحبة والحرص في تفادي الفتن، والاحترام الذي تفرضه الأديان،  وهو مترسخ في شخصية أهل المدينة تاريخيا.  ثم تناولت بعد ذلك دور المرأة بين قيم العيش الواحد والعيش المشترك، وعرضت لكيفية استثمار ذلك  في بناء فكر جديد واستشراف النظم المرنة والآيلة إلى بناء دولة الحق…
من جهته الدكتور نزيه كبارة قدم مداخلة بعنوان” شعراء الفيحاء صورة زاهرة للوطنية والعيش المشترك ” وتناول الشعر الوطني في طرابلس الذي نظمه شعراء المدينة  بالقضايا الوطنية والقومية معددا ابرز الشعراء الطرابلسيين  محمود بصبوص  ،ومحمد علي منقارة ،وكامل درويش ،سابا زريق ، وعطفت شعبان ، وعبد الوهاب الساري وغيرهم ….
و حدد كبارة لنوع العلاقات  التي كانت قائمة بين شعراء طرابلس على اختلاف مذاهبهم والذين تنوعت اغراض اشعارهم   في الحياة والتصوف والقضايا العربية القومية منها حرب  الجزائر والنكسة في عام سبعة وستين وماساة فلسطين .
ولفت كانت الى ان العلاقة بين ابناء مدينة طرابلس من المفكرين والمثقفين والسياسيين وكانت  نموذجا عيش مشترك  و ان شعراءها كانوا يمثلون روح المدينة وضميرها وكانوا  يعبرون عن آلامها واحزانها وافراحها  ويترجمون  مشاريعها القومية والانسانية والى ان ما من  حدث كان له في المدينة او في دنيا العروبة دوي الا ردد صداه  شاعر او اكثر من الفيحاء .
اما الصحافي مايز الادهمي  فتناول  موضوع “صحافة طرابلس والعيش المشترك” تكلم عن العمل الصحافي في طرابلس منذ مطلع القرن الماضي الذي تميز بحيويته  تنوعه تميز ابناء طرابلس على اختلاف مذاهبهم في كتاباتهم التي حرصوا فيها على وحدة المدينة ووحدة الوطن  كما عرض الادهمي  لمسار العلاقات بين الاتجاه العروبي والكياني اللبناني وتاثير ذلك على العمل الصحافي في الشمال وكيف تعاطت الصحافة مع هذه المواضيع .
بدوره تحدث الدكتور جان توما عن ” اشكالية المدينة البحرية  مدينة الميناء نموذجا ” فتوقف عند تاريخ مدينة الميناء وهي طرابلس التاريخية قبل ان يحررها السلطان قلاوون المملوكي عام 1289من الفرنجة  وركز على دور هذه المدينة  في تمتين العلاقات بين المسليمن  والمسيحيين  زمن الفرنجة وزمن ما بعد التحرير هذه المدينة البحرية وصولا الى العصر الحديث حيث برزت رجالات  ساهمت  في تطوير الحوار اليومي للعيش الواحد من الشيخ صبحي الصالح والمطران جورج خضر والشيخ منير الملك والمفتي الحالي مالك الشعار
وتناول  دور مدرسة مارالياس الارثوزكسية وشهادتها التعليمية  المنفتحة لدى كل ابناءالميناء ،واستعرض توما الواقع النيابي للمدينة البحرية في تضافر اصوات الناخبين  لانتخاب ابن المدينة دون النظر الى دينه بل الى خدمته اليومية لابناء الثغر البحري .
وفي ختام الجلسة قدم رئيسها المهندس جمالي دروعا تذكارية للمحاضرين .
وبعد استراحة  بدات الجلسة الرابعة والاخيرة  من المؤتمر بعنوان ” التيارات الفكرية … شخصيات وشهادات ” وتراسها عميد معهد كلية العلوم الاجتماعية الدكتور فريدريك معتوق الذي تحدث عن اعمال قامت بها الجامعة اللبناينة معهد العلوم الاجتماعية من اجل الحفاظ على الوثائق في المحاكم السنية في لبنان وفي طرابلس مثنيا على الجهود التي بزلها اساتذة الجامعة وخاصة الدكتور خالد زيادة  في الحفاظ على هذه الوثائق  وساعده فيها مزيج من طلاب الجامعة من مختلف الطوائف اللبنانية .
ثم تحدث مارون عيسى الخوري عن” الحراك الفكري في طرابلس اواخر القرن التاسع عشر ومطالع القرن العشرين ”  وقال من الاوهام  التي ينشط فيها بعض السذج اعتقادهم بان سمة المدينة ايام العثمانيين لا تحتمل اقل مراء في انتمائه الى اسلام خالص لم يشبه أي اختلاط  وكان  اجتماع الاقحوان والنرجس والفل والياسمين في باقة  يزاهي الوانه وعاطر نشره نشاز منكر يفسد العين رؤيتها .
وراى ان طرابلس لطالما كانت مدينة العيش وتقبل الاخر وفيها  ما يدحض  فكرة انتماء المدينة الى الاسلام الخالص ويدعم فكرة الاختلاط فيها.
اما مدير معهد كلية العلوم الاجتماعية الدكتور عاطف عطية  فجاء  بحثه تحت عنوان ”  لطف الله خلاط الاهل والمدينة ” وتناول  سيرة  هذا الصحافي من ابناء طرابلس الذي اسس جريدة الحوادث 1911وكان يتناول فيها شتى المواضيع التي تنطلق من طرابلس والى طرابلس ومن اجل رفعتها وتقدمها،ولفت الى ان  هذه الجريدة ظلت  تهتم بالمدينة في حياتها اليومية  وطرقاتها ومرافقها والمسائل السياسية، وفي مسارها العام وكان   وتحدث عن طرابلس وكان المدينة في مكان   والعالم الاخر في مكان اخر
الاب  الدكتور ابراهيم سروج  تناول كعنوان لبحثه ”  الاب  البطريرك غريغوريوس حداد نموذج فريد في العيش المسيحي الاسلامي ،وقال فيه  انه   كان مدافعا عن المظلومين من الفقراء ومن علية القوم وحتى من القضاة وكان رجل الوفاء  والوطنية وفيا للناس جميعا فريدا في سلوكه وتصرفه فان المسلمين ايضا كانوا ايضا اهل وفاء ومروءة معه .
واعتبر متابعا انه كان الشاهد الحي على ان الخلق كلهم عيال الله  وان لا فرق لعربي واعجمي الا بالتقوى وكان له  سيرة حسنة في  التوفيق بين ابناء الوطن الواحد الحر  لجميع ابنائه
واخيرا وتحت عنوان  رشيد رضا والمسالة العربية  تحدث  الدكتور انيس الابيض  عن هذا العالم الذي تميز بارائه  الاصلاحية الدينية والاجتماعية والسياسية  فكان ان جال قلمه في كل القضايا التي  تخص العالمين الاسلامي والعربي .
واشار الى ان الشيخ رضا كان في موضوع المسالة العربية تولدت عنده  قناعة مفادها ان العرب  كانوا ميالين الى الانفصال عن جسم الدولة العثمانية الا ان ذلك لم ينسه موقف الاتحاديين من المسالة العربية ،فبعد  ان اتهمهم  باضاعة ثلثي المملكة العثمانية  وجميع الولايات العربية شن عليهم هجوما عنيفا واتهمهم بافساد الجيش العثماني وحملهم مسؤولية ايقاع الشقاق بين مسلمي سوريا والنصارى منهم .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى