ثقافة

ممثلة دياب في حفل تكريم 47 استاذا متقاعدا في طرابلس: خضتم تحركا مشروعا وحضاريا للحفاظ على مكتسبات تاريخية وصولا إلى إنصافكم

وطنية – كرمت رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي – فرع الشمال 47 أستاذا وأستاذة أحيلوا إلى التقاعد خلال إحتفال أقيم في مبنى ثانوية روضة الفيحاء بطرابلس، برعاية وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال البروفسور حسان دياب ممثلا برئيسة المنطقة التربوية في الشمال نهلة حاماتي نعمة، في حضور الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا وزير المالية في حكومة تصريف الاعمال محمد الصفدي، النائب الدكتور خالد زهرمان، الدكتور جلال حلواني ممثلا النائب سمير الجسر، المحامية سميرة حرب ممثلة النائب بطرس حرب، المحامي ريكاردوس وهبة ممثلا النائب إيلي كيروز، طوني وهبة ممثلا النائب الدكتور فادي كرم، المحامي عامر المراد ممثلا نقيب المحامين في الشمال ميشال خوري، الدكتور جلال كساب ممثلا نقيبة أطباء الأسنان الدكتورة راحيل الدويهي في الشمال، رئيس نقابة معلمي المدارس الخاصة في لبنان نعمة محفوض، رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي في لبنان حنا غريب وحشد من الهيئات التربوية في التعليم الرسمي والخاص والتفتيش التربوي وأهالي المكرمين والمدرسين.

في الإفتتاح النشيد الوطني عزفه تلامذة ثانوية روضة الفيحاء، والوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح الأساتذة الراحلين، ثم ألقى أمين سر الرابطة ميشال يونس كلمة تقديم بعدها تحدث مدير ثانوية الروضة مصطفى المرعبي، فقال: “إننا في التعليم الخاص شركاء مع قطاع التعليم الرسمي نتقاسم حمل الأمانة وتوحدنا شجون التربية وهمومها ونسعى إلى هدف واحد أن يبقى هذا البلد محافظا على ثروته الأولى أي العقل الإنساني المزود بالثقافة والمعرفة، إنها الطاقة المستدامة والثروة التي إحتار العالم كيف نراكمها على الرغم من رياح الفتن التي ما فتئت تعصف بأمننا وإستقرارنا”.

وألقت مقررة فرع الشمال لرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي ملوك محرز كلمة ترحيب، قالت فيها: “أنتهزها فرصة لأعتذر من مدينتنا طرابلس من جراء ما لحق ويلحق بها من مآس وويلات دون إثم أو ذنب سوى أنها أبت إلآ أن تكون لجميع أبنائها مهما بلغ حقد الحاقدين وتخطيط المتربصين بها من الأشرار، وحدتنا سلاحنا وسلاحنا أقلام وحروف ومطالبنا خط أحمر عملنا لها سوية وبإتحاد قل نظيره وعناد محق سوف يوصلنا لا محالة إلى النتائج التي حلمنا بها، لقد راهنوا على تعبكم ولم تتعبوا وراهنوا على زرع الخلاف بينكم ولم تختلفوا وعلى زرع الشقاق بينكم وبين طلابكم وأهليهم وفشلوا”.

أضافت: “بعد إقرار السلسلة التي نتمنى أن يكون قريبا آن الأوان لأن نأخذ دورنا في حماية التعليم الرسمي من التناتش والتخريب السياسي وأن تعود للأستاذ كرامته، وتبقى التحية الأكبر اليوم إلى حاملي الشعلة الذين يتقدمون المسيرة فأنتم المنارة في ظلمات الليل يا معشر المعلمين المكرمين”.

كما ألقى غريب كلمة توجه فيها إلى المكرمين وتساءل: “وأنتم تغادرون المهنة تسألون ونسأل معكم ماذا بقي من هذه الدولة التي أعطيناها أربعين عاما من عمرنا، وأنتم لم تبخلوا يوما عن تقديم الغالي والنفيس من أجل بنائها ورفعة شأنها، بالتعليم قاومتم الجهل والتخلف والتعصب الطائفي والمذهبي وبالعمل النقابي قاومتم حيتان المال ونظام الهدر والفساد والإفقار”.

أضاف: “نحن امام دولة مهددة بالسقوط، ليس بسبب إستمرار حال الفراغ والركود ولا بسبب عدم تشكيل حكومة ولا بسبب مجلس نيابي ممدد له ولا يعمل وليس لأن مجلس الخدمة المدنية عاجز عن تنفيذ القوانين وخدمة المواطنين، إنما السبب الحقيقي هو نظامنا الطائفي والمذهبي، وأن أول من دفع ويدفع ثمن إستمرار هذا الوضع هم موظفو الدولة ومتقاعدوها وأمثالهم من العمال والأجراء والمتعاقدين وأصحاب الدخل المحدود”.

وتناول مسألة “تجميد سلسلة الرتب والرواتب كغيرها من المشاريع التي تهم المواطنين وما جرى مع اللجنة النيابية الفرعية من إنهاء للتقرير هو خطوة إلى الأمام على صعيد إقرار السلسلة في اللجان المشتركة التي نطالب بإنعقادها من أجل ذلك تمهيدا للجلسة العامة”.

ودعا إلى “الأخذ بالإتفاقات والتعهدات التي جرت بين هيئة التنسيق النقابية والحكومة وفق ما نصت عليه مذكرة هيئة التنسيق النقابية وتعديلاتها، وإلى ضرورة شمول القطاعات الوظيفية كافة بالسلسلة من أساتذة ومعلمين وإداريين وعسكريين ومتعاقدين ومتقاعدين وأجراء ومياومين وموظفي بلديات”.

وألقت سوزان الحصري كلمة الأساتذة المكرمين، وقالت: “هنيئا لكم هذا التقاعد فإجعلوه يوم فرح نطير فيه معا إلى العالم اللامتناهي وليثق الجميع أننا نرفض أن يكون هذا اليوم يوم وداع وأسى، وإن قذف بنا بلوغ السن إلى خارج صرح التعليم فإننا لا نزال من القادرين على العطاء فلنكمل الطريق ونغرف من نور المعرفة ونتزود لنناضل بما أوتينا من قوة روحية وفكرية من أجل الإنسان والوطن لأن العطاء الفكري لا يتقاعد ولأن الحياة هي للذين يرفضون العيش بين الحفر”.

نعمة

وألقت نعمة كلمة الوزير دياب فقالت: “شرفني معالي وزير التربية والتعليم العالي البروفسور حسان دياب حين كلفني بأن ألقي كلمته في هذا الإحتفال وأن أنقل تحياته إلى الأساتذة الذين أنهوا خدماتهم إثر مسيرة ظافرة أمضوها في مهنة رسولية، وكان يتمنى أن يكون بيننا في هذه العشية ولكن ظروفا قاهرة حالت دون ذلك”.

أضافت: “نحتفي اليوم بسبعة وأربعين أستاذة وأستاذا أنهيت خدماتهم الوظيفية، كان لهم مع زملاء ما زالوا في معترك الخدمة ويسهمون في إعلاء شأن التربية في لبنان وفي صناعة القطاع الثانوي الرسمي ذلك القطاع الذي يعد مفخرة للتعليم الرسمي، وإذ نستعيد مسيرة هذا القطاع التي إنطلقت خمسينات القرن الماضي وحتى منتصف السبعينات ولتعود هذه المسيرة بزخم قوي بعدما وضعت الحرب الأهلية أوزارها فإننا نسجل له دوره الوازن والمتميز على الصعيد التربوي كما على الصعيد النقابي دفاعا عن حقوقه المشروعة ودفاعا عن المدرسة الرسمية. فهذا القطاع بأساتذته ورموزه النقابية ونخبه الفكرية بات يشكل قاطرة أساسية لحراك مطلبي يتجسد راهنا في هيئة التنسيق النقابية”.

وتوجهت إلى المتقاعدين المكرمين، قائلة: “التقاعد ليس نهاية المطاف ولا آخر الدنيا إلآ عند المنهزمين الذين يكتبون لأنفسهم موتا سريريا لا نرتضيه لمن صنعوا الأجيال وكيف لصانع الأجيال ومنشئهم على قيم الحق والخير والجمال بل كيف لمن وسم بأنه وكيل المجتمع بوكالة غير قابلة للعزل، كيف له أن ينعزل ويتقوقع وأن تصادر عقله وأحاسيسه ثقافة التخاذل والإنهزام أمام عقارب الزمن؟ إنكم ستبقون زخرا للقطاع التعليمي الذي تفيأتم ظلاله وأمضيتم ردحا طويلا من عمركم في كنفه كبر بكم وكبرتم به تمدونه بعظيم خبراتكم وجليل عطائكم تأخذون بيد الأجيال الشابة فيه كي يبقى قلعة حصينة للتربية ومدخل هذه المهمة المتجددة عبر رابطة الأساتذة المتقاعدين هذه الرابطة نتطلع ان تكون على تواصل تفاعلي مع الرابطة الأم رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي”.

وتابعت: “لقد خضتم سحابة العامين المنصرمين تحركا مشروعا وحضاريا في سبيل الحفاظ على مكتسبات تاريخية وصولا إلى إنصافكم عبر سلسلة رتب ورواتب جديدة، ولا نستغربن منكم هذا التحرك فتاريخ القطاع الثانوي الرسمي إلى جانب سائر قطاعات التعليم موسوم بمحطات من التحرك المطلبي الذي يشكل علامات فارقة في مسيرته الظافرة، وعسى أن يلبي تقرير اللجنة الفرعية النيابية ما تسعون إليه، فيسلك هذا التقرير سبيله إلى اللجان المشتركة ومن ثم إلى الهيئة العامة للمجلس النيابي، وفي هذا المجال لا بد من التشديد على أن رسالة التعليم لا يمكن تقويمها ببدل مالي عادل، بالغا ما بلغت الأرقام، ذلك أن صناعة البشر لا تعدلها صناعة مهما إرتقت”.

هذا وتضمن الإحتفال عرض فيلم وثائقي لإنجازات الأساتذة الثانويين ومشاركتهم في التحركات المطلبية ولوحة فنية من تلامذة ثانوية فضل المقدم الرسمية بطرابلس وتحية غنائية إلى وديع الصافي من تلامذة ثانوية أميون الرسمية وقدم كورال ثانوية روضة الفيحاء اغان ومعزوفات تراثية.

وإختتم الإحتفال بتسليم دروع تذكارية للأساتذة المكرمين، وهم: إلياس الشالوحي، أسعد غزالة، الأمير نصر الدين الأيوبي، انطوان حاكمة، بطرس ضومط، تريز قهوجي، جاكلين صقر، جورج إلياس، جوزف عاقلة، حبيب حبيب، حسان الفلو، حنا يعقوب، دوللي قودم، ضوميط الخوري، رشيد الصاج، سوزان الحصري، سميرة حوراني، سناء شاهين، سهيل سرحان، صلاح كوسا، طوني جبرايل، عبد الله ديب، عبد الحميد سعادة، عبد القادر مرعب، عزيز كرم، عصمة الحسن، عمر نافع، عمر بلطجي، عماد صهيون، علي عثمان، غازي ادهمي، كارمل الخوري، منى الأيوبي، محمد شندب، محمد زهير السنكري، مروان عواظة، مها شعراني، محمد عمر كرامة، مصطفى الحاج، منى الحموي، ميلاد معوض، نزار الأيوبي، نزيه خير الله، نهى شعراني، هيبة عثمان، يوسف يوسف ويعقوب منصور.
وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى