الأخبار اللبنانية

لبنان بين العدالة الدولية ومعادلة السلاح

أقيم في مطعم لاروش أيطو ندوة بعنوان لبنان بين العدالة الدولية ومعادلة السلاح ألقاها عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار من آذار الدكتور مصطفى علوش والاعلامية الدكتورة مي شدياق وأدارها الاعلامي شارل جبور . وقد حضر الندوة العميد وهبه قاطيشا ممثلا قائد القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، النائب السابق جواد بولس ، المحامية ماريال معوض ممثلة رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض ، عضو الامانة العامة لقوى 14 آذار المحامي يوسف الدويهي ، طارق عجاج عن تيار المستقبل في زغرتا الزاوية وماريوس البعيني منسق قطاع الساحل في القوات اللبنانية  ومنسقي القطاعات في القوات اللبنانية وحشد من أبناء زغرتا الزاوية .
بداية النشيد الوطني اللبناني فنشيد القوات اللبنانية ثم كلمة الاعلامي شارل جبور الذي قال :” نجتمع اليوم مع رمزين الجوامع بينهما كثيرة ولعل أبرزها وفق التصنيف السياسي الاعلامي انهما من صقور 14 آذار هذه الصفة التي يفترض موضوعيا أن تجعلهما في المواقع القيادية المتقدمة داخل الحركة الاستقلالية أي النيابية والوزارية وغيرها لكونهما يعبران أصدق تعبير عن تطلعات الرأي العام الاستقلالي وهواجسه. “
وأضاف جبور :” ولعل المحكمة الدولية التي تشكل أحد عنواني الندوة اليوم في موازاة السلاح هي كونها رفعت حدا للذهنية الاجرامية التي تريد شطب والغاء كل من ليس مع مشروع سوريا وايران وحزب الله.”
بعدها كانت كلمة الدكتور مصطفى علوش الذي أضاء على معنى كون لبنان أولا بالنسبة لتيار المستقبل من خلال طرح تاريخي وتحليلي تضمن” تعريف عن القومية وبروز القومية عند العرب وصولا الى التسوية اللبنانية التاريخية مرورا بعهد الانتداب الفرنسي وصولا الى الاستقلال الاول ورجالاته والحقبة السياسية التي تلت حتى الرابع عشر من شباط 2005 عندما دفع رفيق الحريري حياته ثمنا لهذا الحلم ،حلم لبنان اولا،   وخسرنا نخبة من اللبنانيين أعلنوا بتضحياتهم الميثاق اللبناني الثاني .”
وأضاف الدكتور علوش :”في 14 شباط2006 ؟أعلن سعد الحريري أن خيار اللبنانيين وتيار المستقبل هو لبنان اولا الذي نراه كما يلي : ان تيار المستقبل ملتزم الى ابعد الحدود بالعروبة . وان العروبة بالنسبة لنا هي عامل تعاون ورسالة حضارية يكون اساسها الفرد وحرية معتقده وتنوعه السياسي والديني . وان الالتزام بالعروبة لا يتناقض مع سعي اللبنانيين الى تثبيت كيانهم ودولتهم بشكل نهائي كمقدمة لتعاون حقيقي مع باقي العرب. وان مقولة لبنان أولا تعني لبنان المعافى والمستقل والديمقراطي وهذا النموذج هو النقيض الطبيعي للكيان الصهيوني . كما ان استمرار لبنان كساحة صراع وقتال وورقة للابتزاز لم تجلب للعرب الا المزيد من المتاعب . ان مبدأ لبنان أولا لا يعني العداء لسوريا باي شكل من الاشكال كما ان لبنان أولا يعني مزيدا من الانفتاح على العرب والعالم ضمن قواعد الدولة ومصلحة الوطن وان لبنان اولا يعني لبنان القوي المتحكم بكل اراضيه والخالي من كل ازدواجية في السلطة والقابضة حكوماته على كل مقومات الحكم على اساس سلطة الشعب والمؤسسات . “
و اضاف الدكتور علوش الى :” ان جوهر وأساس وجود الكيان اللبناني هو أولا : الوجود المسيحي الحر والفاعل وثانيا التنوع الديني . اننا نشعر اليوم ان الوجود المسيحي فيه أصبح في خطر داهم من جراء هجرة النخب والتهميش واستمرار وطننا كساحة صراع لحساب الآاخرين . ان هذا الاحتمال سيؤدي الى زوال الكيان اللبناني وبالتالي خسارة مسلميه للمزايا التي اكتسبوها من خلال وجود مسيحييه فيه .  قد يكون اليوم مستغربا ، بعد كل التغييرات  الديموغرافية ان يطرح مسلمون مبدأ الاصرار على الالتزام بدولة يرأسها مسيحي . ان هذا الموقف هو سياسي بامتياز فان التواجد في دولة تعددية وديمقراطية قد انتشل المسلم اللبناني من الغرق في البحر المحيط به واتاح له فرصة التميز عن المحيط مع شريكه المسيحي مستفيدا من التعاطف الغربي مع المسيحيين ليغرف من العلوم والخبرات والاقتصاد “.
وخلص الدكتور علوش الى القول :” ان العالم الاسلامي يواجه اليوم تحديات كبرى تشمل المواقف من الحداثة والعلمنة والعنف . ويحتاج هذا العالم الى اللبنانيين ليلعبوا دورا في هذا المجال . لذلك فان من واجبنا معا مسلمين ومسيحيين فسح مجال لعلمنة الدولة وتقديم نموذج لدولة تعددية المذاهب تكون مثالا للعالم عن قدرة المسلمين على العيش والمشاركة الايجابية وهذه سوف تكون مساهمة لبنان في صياغة عصر الانسانية. وياخذ هذا الطرح اليوم اهميته من خلال عصر الثورات العربية وبالاخص ما يحدث الان في سوريا والذي ادى الى نشوء فكرتين متضاربتين ومحيرتين بين مسيحيي لبنان والمنطقة وهي متعلقة بالموقف من هذه الثورات  وما هو الاكثر اهمية للبنان هو الوضع السوري . قد يكون من السهل على المسلم السني ان ياخذ موقفا حاسما . ومن الممكن ايضا فهم موقف المسلمين الشيعة في ظل هيمنة حزب الله على واقعهم ولكن الحيرة تبقى في الجانب المسيحي والموقفان  هما : تاييد الثورات العربية باعتبارها  ستؤدي الى احلال الديمقراطيات ومنطق المواطنة . اما الراي الثاني فيقول ان استمرار الحكم في سوريا كما هو الان ضمانة للمسيحيين على اساس ان القادم مجهول.  قد يكون لهذه الفكرة منطقها ولكنها تعتمد على التعادل في التهميش وهيمنة فئة على اخرى وهذا لن يؤدي الى ضمان  حرية الفرد وحقوقه الشخصية والسياسية  وحتى الاقتصادية . لذلك فان الخيار المنطقي هو تاييد ودعم كل الحركات الساعية الى ارساء الحرية والديمقراطية لانها السبيل الوحيد لضمان استقرار المجتمعات “.
مي شدياق
اما الدكتورة مي شدياق فتحدثت عن المحكمة الدولية وتداعياتها قائلة :”بعد  أربع سنين على انشاء المحكمة ،وصلنا بال2011 لقرار اتهامي ومذكرات توقيف بحق اربع اشخاص انكشفت وجوههم واسماؤهم ولمن ينتمون . انها المرة الاولى التي نعرف فيها دور كل واحد وكيف عمل وخطط قبل ان ينفذ . ان ذنب الشهداء والشهداء الاحياء انهم لم يطالبوا الا بحرية لبنان وسيادتع ورفضوا الخضوع لمنطق الوصاية والتسليم بالامر الواقع .”
اضافت :” لم ننسى ان القضاء المحلي كان خاضعا لسلطة الوصاية وكان عاجزا عن التحقيق الشفاف وكشف المتورطين في الجرائم وما رافقها ميدانيا . كان من الطبيعي الا نرى ملجأ امامنا سوى التحقيق والمحكمة الدوليينلنستعيد حق من استشهد بمعرفة قتلته ومحاكمتهم محاكمة عادلة شفافة تظهر المسؤوليات بشكل واضح وعلمي والا يؤول مصيرهم الى من سبقهم من ضحايا اغتيالات سياسية مر على بعضها نحو 40 سنة وما زلنا الى اليوم لا نعرف مرتكبها .فمع صدور مذكرات التوقيف وما تلاها من كشف اجزاء اساسية من القرار الاتهامي يمكننا القول اننا نلنا اول الغيث في بحثنا المتواصل عن كل الحقيقة .”
وتابعت شدياق :”لم يتأخر السيد نصرالله في الرد على كشف مضمون القرار الاتهامي فهو بذل جهدا كبيرا خلال السنة الماضية وما قبلها لضرب صدقية المحكمة قائلا ان معنوياتهم تصل الى السماء ولا يمكن ان يصل اليها اهل الارض فله اقول ان معنوياته تصل الى السماء لانه يملك مضادات ارض – جو ولانه الوحيد الذي يملك السلاح القادر على ان يصل الى السماء . ثمة وقاحة في طرح الامور ، فهم يرتكبون أفعالهم ويمنعون عنا حق الدفاع عن حقوقنا والشهداء الذين سقطوا لا تقل قيمة دمائهم عن شهداء الحزب ،وبالتالي عليه الا يخوفنا بالفتنة السنية- الشيعية. لقد بتنا مقتنعين انه من غير الممكن القاء القبض على المتهمين الاربعة ، للاسف هناك تركيبة ايرانية سورية متعاونة مع حزب الله . وليكن معلوما للجميع انني مع زملائي في 14 آذار ومع الشعب النظيف لن نرتاح الا عندما نكشف كل الحقائق في كل الجرائم التي نحن شبه متاكدين من انها مترابطة. لا نريد الثار ، همنا الحقيقة وادانة المرتكبين.”
وفي قضية الاراضي رأت الدكتورة شدياق :” ان اغتصاب الاراضي يستكمل بلا  هوادة رغم انوف الجميع . فالسماسرة والشراء بأسماء مستعارة في المناطق المتاخمة للمربعات الامنية . لا لن يقنعنا الكلام الدبلوماسي الذي يغلف مشروعا اكبر وابعد من آفاق تحليلنا وهو ربما في بعض المناطق للغلغة وكسر البلوك المسيحي وخرقه في مناطق اخرى لوصل الاراضي المسلمة ببعضها وذلك لعلة دفينة تضمر شرا مستقبليا عواقبه مخيفة ونحن لن نسكت.”
اما عن الحوادث الامنية فرات الدكتورة الشدياق:”ان الحوادث الامنية التي شهدتها البلاد مؤخرا خضعت لمنطق “ناس بسمنة وناس بزيت”ففي قضية اليونيفيل لا موقوفين ولا مداهمات ولا توافر لمعلومات. وفي انفجار الرويس حزب اله فرض طوقا امنيا في محيط المبنىوما سمعنا بيان رسمي يقول ما حصل ، البان الوحيد الذي تطرق الى الموضوع صدر عن حزب الله،  فهل اصبح هو المرجعية الامنية . اما عن متفجرة انطلياس فلم نستطع معرفة الخبر اليقين. وفي اشكال البقاع نتمنى ان يشرح لنا احد طبيعة تصفية الحسابات العائلية. اما في اهدن  (فالتعاطي يختلف كليا)  سارع الجيش  وهو مشكور بمداهمة منزل ذوي نعيم الدويهي ومصادرة اسلحة صيد . كما فرض الجيش طوقا امنيا في محيط المكان وتسنى له اعادة ضبط الوضع ، وكنا على بينة كيف صار الموضوع ومن اطلق الناروالدوافع التي اقتنعنا انها لم تكن سياسية . ان هذه الحادثة كانت مثالا كيف ان بامكان الجيش القيام بدوره كاملا في المناطق التي لا نفوذ لقوى الامر الواقع وخصوصا حزب الله بينما يصبح مقيدا في المناطق الاخرى. “
وختمت مي شدياق :” ان عهد الانظمة الاحادية الشيطانية انتهى ومن يفكر العكس مصيره حتما الفناء والاندثار. العدالة آتية والثورات مشتعلة لتحرق الطغاة . ونحن على الوعد الصادق نبقى لان قضيتنا قضية حق والله مع الحق.”
وفي ختام اللقاء قدم الفنان نايف علوان منحوتة “وجه مار شربل” للدكتورة مي باسم القوات اللبنانية . كما قدم لها كتاب لميشال يونس “وصار انسانا” . فوصلة غنائية وطنية لماريان علوان  وكوكتيل.    

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى