المقالات

سيناريو” تظاهرات سورية متنقل بين سورية ولبنان – بقلم: حسان الحسن

يبدو أن فشل “تحركات المحتجين” على أداء الحكم في دمشق ، وانحسار “التظاهرات” في أماكن محددة من المحافظات السورية، وبمشاركة شعبية خجولة، دفع القيادة الخارجية “لحركات الاحتجاج” إلى نقل شرارتها إلى لبنان، في محاولة للتعويض عن فشلها في سورية، بعد مرور ستة أشهر على انطلاقها، من دون أن يكون لها أي تأثير يذكر، لولا الحملة الإعلامية المضللة المواكبة لها.
وفي سياق حملة التضليل الإعلامي التي تستهدف سورية، ينظم “تيار المستقبل” وبعض المجموعات الوهابية التابعة له تظاهرات تحت شعار “نصرة الشعب السوري”، للإسهام في القرقعة الإعلامية للحملة المذكورة.
وفي هذا الصدد كلفت بعض الفضائيات العربية مجموعة من “المستقبل”، بالتضامن والتكافل مع قيادته تصوير هذه التظاهرات، مقابل بدل مادي، بعدما زودتهم بالأجهزة اللازمة لذلك، على غرار ما يحصل في سورية.
غير أن بعض “المستقبليين” والسلفيين ذهب أبعد من ذلك في هذه الحرب العبثية، فقام كل من المدعو: “م.أ” (الملقب بالكايد) والشيخ الوهابي “م.ح” وشقيقه “ي.ح” بتصوير تظاهرة في وادي خالد، فبثتها قناة الجزيرة على أنها في تلكلخ في سورية.
وفي إطار حملة استهداف الاستقرار السوري من “المستقبل” وأتباعه، أوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني المدعو “عسال ع” المنتمي إلى القوات اللبنانية في منطقة البترون، بتهمة تهريب السلاح إلى سورية عبر طرابلس، وأفادت معلومات خاصة أن المدعو “ع” مرتبط بعصابة تهريب سلاح، ولم يقدم على جرمه منفرداً، وأن التحقيقات مستمرة معه لكشف باقي أفراد العصابة، والجهة التي تقف وراءهم.
وبالعودة إلى مسألة الحرب الإعلامية، فعلى ما يبدو أن سيناريو “الحركة الاحتجاجية السورية” انسحب إلى بعض المناطق اللبنانية، وبدا ذلك جلياً من خلال الجوامع المشتركة بين التحركات في البلدين، وأبرزها:
أولاً: اختيار التوقيت المناسب، فغالبية التحركات “المستقبلية – الوهابية” تنطلق عقب صلاة ظهر الجمعة أو التروايح، لاستغلال وجود المصلين، وبالتالي إيهام الرأي العام بضخامة حجم التحركات المذكورة.
ثانياً: اختيار المكان المناسب، فنقاط التجمع للتحركات المذكورة، غالباً ما تكون إما عند تقاطع طرق كما حصل في وادي خالد وحلبا، وإما في شارع رئيسي كشارع التل في طرابلس، فيؤدي التجمع في هذه الأماكن إلى زحمة سير، ليتم استغلالها وتصويرها أمام الرأي العام، على أنها مشاركة شعبية في التجمعات، ويسهم في ذلك عن غير قصد، حركة مرور للمواطنين الاعتيادية في أماكن هذه التجمعات.
والأمر اللافت والمشترك أيضاً بين “حركات الاحتجاج” في سورية و”اعتصامات التضامن” في لبنان، هو عدم إطالة مدة التجمعات، ما يشير إلى أن الهدف الأساس لهما هو تصويرها وبثها عبر وسائل الإعلام، إسهاماً في الحملة الإعلامية على سورية ليس إلا.
يبدو من خلال ما نقلته وسائل الاعلام عن تصريحات لوزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ودعوتها تركيا والسعودية إلى الضغط ودعوة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحى، بدلاً من أن تقوم الولايات المتحدة بذلك، وتأكيدها أن الولايات المتحدة ليست مستعدة للقيام بذلك، وأن تركيا والمملكة العربية السعودية ودولاً أخرى لها تأثير على بشار الأسد أكثر مما لدى الولايات المتحدة التى “بالكاد تقيم علاقات مع سوريا”.. هذه التصريحات تفيد بما لا يقبل الشك، أن من يراهن على سقوط النظام السوري أو على تدخل غربي أو تركي عسكري في سوريا للإطاحة بالنظام هو أوهام، وتمنيات في خيال مطلقيها.
بالتأكيد، دخل المستقبليون وبعض السوريين اليوم في لعبة أمم أكبر من حجمهم بكثير، لا بل هي أكبر من حجم لبنان بأكمله، وسيحصدون الفشل كما حصده خلال السنوات الماضية في لبنان.

الثبات – حسان الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى