إجتماعيات

*جامعة طرابلس ناعية أحد قدامى أساتذتها : رحيلُ عاشق العربية العلامة الدكتور أحمد الحمصي خسارةٌ فادحةٌ لطرابلس عاصمة الثقافة العربية ولبنان والعالم العربي

نعت جامعة طرابلس لبنان العلامة اللغوي الأستاذ الدكتور أحمد الحمصي الذي وافته المنيّة عن ثلاثة وتسعين عاما هجريا زاخرا بالعطاء

وقال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رأفت محمد رشيد الميقاتي ” إنَّ فقيدنا الكبير قد درَّس أجيالا وحبّب إلى قلوبهم اللغة العربية بكل علومها
وذلك في الثانويات والجامعات وبخاصة جامعة طرابلس التي درّس فيها أعواما طويلة علوم البلاغة وصناعة الكتابة” .

وأضاف “ان مما ميّز الراحل الكبير عن أترابه وقرنائه من أساتذة اللغة العربية تفانيه النادر وحماسته المتقدة التي صبغت أداءه الرائد وتعليمه التفاعلي لطلابه وطالباته من لبنان والخارج ، بحيث صاغهم صوغا لغويا وأعدّهم إعدادا استثنائيا لا نظير له ، وحوّلهم إلى سفراء العربية حول العالم بالتوازي مع إعدادهم الفقهي والدعوي على يد نخبة من كبار العلماء المتعاقبين على التدريس في جامعة طرابلس .

ونوّه “بحرص العلامة الفقيد على خدمة اللغة العربية التي كان يستحق بجدارة أن يُعرَّفَ بها بوصفه خادم لغة القرآن ، ولا غرو في ذلك فهو تلميذ العلامة الشهيد الدكتور الشيخ صبحي الصالح رحمه الله عضو المجامع اللغوية ، فضلا عن مهارته العلمية في التدقيق اللغوي للأبحاث والرسائل الجامعية ، حيث كان يصر سماحة العالم الرباني المؤسس الشيخ محمد رشيد الميقاتي رحمه الله على التزام ذلك في زمن فشوّ اللحن وانهيار الصناعة اللغوية ، كما كان يتميز بحرقته البالغة على اللغة في زمن تهافت المستوى المعرفي عند كثير من أدعياء العلم وأساتذة اللغة والآداب نفسها” .

ودعا إلى “الإفادة من تراثه ومؤلفاته الغنية وبخاصة شرح ألفية ابن مالك الذي قام بختمه ختمة كاملة على طلاب العلم الشريف في مسجد الخيرات بمجمع الإصلاح الإسلامي ، وكتابه المدارج المعتمد في تدريس اللغة العربية في ثانوية الإصلاح الإسلامية ، فضلا عن أعماله المعجمية ونتاجاته الشعرية ، مؤكدا أنه برحيل العلامة الحمصي خسرت طرابلس عاصمة الثقافة العربية خسارة فادحة كما خسر لبنان والعالم العربي تلك القامة اللغوية الشامخة” .

ولفت إلى “أن العلامة الحمصي الذي كرّمته الجامعة منذ أكثر من عقدين من الزمن شهد للتاريخ بأنه درّس علوم العربية في سبع جامعات في لبنان وأن جامعة طرابلس هي الجامعة الأقوى بفضل الله تعالى ” .

وختم ميقاتي بالتوجه إلى الله تعالى بالدعاء أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جنانه ، متقدما بأحرّ التعازي القلبية الحارّة إلى أسرته وأهله ومحبيه ، وقائلا “رحمك الله جارا صابرا ، ورحمك الله أستاذا ماهرا ، ورحمك الله مؤلفاً ومحققا ومدققا فاخرا “وإنا لله وإنا إليه راجعون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى