المقالات

رضوانيات الحلقة ال83 …تضحية ام…!!!
بقلم – رئيس الاتحاد العام للاعلاميين العرب ، سفير الاعلام العربي عن دولة فلسطين، الاعلامي الدكتور رضوان عبد الله

منذ فترة وجيزة ، تقارب العامين او اكثر بقليل ، ارسل لي صديقي وزميلنا الدكتور عبد الرحيم جاموس ما يلي : (أسير فلسطيني محكوم ٢١ سنة وزميله محكوم ٧ سنوات …صديقه صاحب الحكم الاقل طلب يحمل عن صديقه ٧ سنوات ويطلعوا مع بعض بعد ١٤ سنة .. اليهود وافقوا بعد موافقة ام صاحب الحكم الاقل …. تم الافراج عنهم بالامس بعد قضاء ١٤ سنة بالسجن…)…
لا أستطيع ان تمر هذه الجمل الكبيرة والهامة والعظيمة هكذا دونما تعليق مني ، ومن كثير مثلي…ممن يحملون الهم الفلسطيني ، وممن يناضلون مع مناضلي شعبنا ، والذين هم بالالاف بل بالملايين، لا يمكن ان يمر هكذا كلام وكأنه خبر عابر او خبر عاجل ويذهب مع الريح…
تلك هي قدسية التضحية والوفاء والفداء من اجل فلسطين ، انها عدالة الاخوة والنضال…. ليس فقط التضحية بل كل الاخاء والوفاء من اجل فلسطين.. سبع سنوات ليست بالكلمة السهلة ان ابقى مع اخي ورفيق دربي بالسجن ، ان ارفض الخروج مع نسائم الصباح الى فجر الحرية التي اشتاق اليها، وارى اخي لا زال أسيرا او مسجونا او محبوسا عند العدو….ارفض مغادرة السجن لملاقاة الاحبة والاهل والاقارب والاصحاب…ورفيق دربي يبقى اربعة عشر عاما…
انها القسمة العادلة ان اسعى لاخفض له محكوميته عند العدو واتحمل مشاق السجن لسبع سنوات عجاف اخرى عند العدو….اتحمل الجوع والعطش والظلم والعذاب والتعذيب النفسي والجسدي…
انت ايها الفلسطيني….يا يوسف العرب….يا ايها الاخ والرفيق والصديق الصديق( بالتشديد على حرف الدال)، انت ايها الاسير الذي لا توجد كلمات تفي تضحياتك ونضالاتك وإيثارك تجاه اخيك… واهله كما هم اهلك واخوانه كما هم اخوانك… انها الفرحة المشتركة ان نصمد سويا لنخرج سويا ونتنفس هواء الحرية معا وسويا….
حقا يرونها بعيدة ونراها قريبة وانا لصادقون…فعلا صادقون….رب السجن احب الي….لماذا ؟؟؟!!
كي لا اخرج الى منزلي و رفيق لي مسجون يبقى له اعواما بعدد السموات و الارض…
ساتحمل عنه نصف العدد…كي نفترش الارض سويا ونلتحف السماء….ويقابلنا اهالينا الفرحة معا ولو كانت مغموسة بالدموع…الا ان نسائم الفرحة والحب والتضحية تنسينا عناء السجن وقرحات الحزن…. الله الله يا فلسطين….لقد انجبت الانبياء والاولياء والصالحين….وانجبت ايضا المضحين الصادقين الصديقين….المرابطين الى يوم الدين…
انجبت يا فلسطين الام المثالية…الحنونة المضحية لاجل الوطن…انت الام بل انت كل الوطن….
يا اخي الاسير….الفدائي البطل….امك هي امي ويجب ان تفرح قبل أمي…ولا يجب ان تبقى حزينة لانها اخت امي…. الله الله يا فلسطين .. يا أمي واخت امي وام امي….يا كل الحب الذي يزيل عن قلوبنا كل الم وكل هم(ي)….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى