إجتماعيات

مخيم الشباب القومي العربي \ كتب: فيصل درنيقه
الامين العام السابق لمخيمات الشاب القومي العربي
عضو الامانة العامة للمؤتمر القومي العربي

فيما كنت اشارك اخواني وابنائي المشاركين والمشاركات حفل افتتاح الدورة 29 لمخيم الشباب القومي العربي ، واستمع الى كلمة الامين العام للمؤتمر القومي العربي الاستاذ حمدين صباحي والاخوة المتحدثين في حفل افتتاح المخيم في الجامعة الدولية في الخيارة في البقاع الغربي، عادت بي الذكريات الى شهر آذار / مارس 1990 حيث انعقد في تونس المؤتمر القومي العربي الاول بمبادرة من شخصيات عربية يتقدمها رئيس مركز دراسات الوحدة العربية الدكتور خير الدين حسيب – رحمه الله – والذي كانت روحه حاضرة معنا في حفل الافتتاح .
لا أنسى يومها كيف تلقف الراحل الدكتور حسيب فكرة عقد مخيم سنوي للشباب القومي العربي موازٍ للانعقاد السنوي للمؤتمر القومي العربي التي طرحها في المؤتمر الاستاذ معن بشور للتأكيد على ان الحركة القومية العربية هي حركة عابرة للأجيال وليست محصورة بجيل أو جيلين فقط…
يومها في الاستراحة دعا حسيب – رحمه الله – الاستاذ معن بشور وعدد من المشاركين بينهم على ما أذكر الاساتذة بشارة مرهج وعبد الرحيم مراد ونجاح واكيم وضياء الفلكي وعبد الاله بلقزيز الى المباشرة بالتحضير لدورة اولى للمخيم تنعقد بعد ثلاثة أشهر، اي في الذكرى 38 لثورة يوليو وانه سيسعى الى توفير مبلغ عشرين الف دولار كمساهمة من المؤسسة الثقافية العربية التي تضم نخبة من الشخصيات العربية وعلى رأسهم يومها الدكتور سليم الحص (اطال الله في عمره).
يومها قال أبو حسين (عبد الرحيم مراد) وأنا من جهتي مستعد لاستقبال المشاركين في مركز عمر المختار في الخيارة (البقاع الغربي) ، فيما التفت د. حسيب اليّ قائلاَ أما أنت يا فيصل فجهز نفسك لتولي عملاً أساسياَ في ادارة المخيم .
بعد عودتنا الى بيروت، جرى تشكيل لجنة تحضيرية للمؤتمر تولى الأخ معن بشور أمانة سرها وضمت في عضويتها الى الاساتذة مراد وواكيم كل من الراحلين الكبيرين الدكتورة زاهية قدروة والسفير الدكتور حليم ابو عز الدين والاساتذة محمد قباني (وكان مستشاراً للرئيس الحص)، وباسم السبع (وكان مديراً لتحرير جريدة السفير ) وبدأ الاعداد مع عدد من الاخوة أعضاء المؤتمر القومي بترشيح شباب وشابات للدورة الأولى للمخيم وفي المغرب كان الامر موكولاً للدكتور بلقزيز وفي الجزائر للدكتور مصطفى نويصر وللراحل الدكتور علي الكنز، وفي تونس للدكتور الطاهر لبيب، وفي مصر للراحل الاستاذ ضياء الدين داود والدكتور مجدي حمّاد، وفي العراق للراحل الدكتور وميض نظمي، وفي سورية للراحل الدكتور جمال الاتاسي واتحاد شبيبة الثورة، وفي اليمن للراحل الدكتور عبد القدوس المضواحي والاستاذ عبد الملك المخلافي، وفي البحرين للاستاذ رسول الجشي، وفي الاردن للراحلين الاستاذ حمد الفرحان والاستاذ سليم الزعبي وللمناضل عبد القادر صبحا ، وفي فلسطين للراحل الدكتور احمد صدقي الدجاني، وفي السودان للدكتور عمر قسم السيّد ممثل مركز دراسات الوحدة في الخرطوم.
ورغم ان لبنان لم يكن قد خرج بعد من الحرب الدائرة على أرضه، ففيه حكومتان ومنطقتان متحاربتان، فقد انعقد المخيم في الموعد المحدد برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية الراحل الياس الهراوي ممثلاً بالوزير الراحل نصري المعلوف (احد مؤسسي حزب النداء القومي) ،فيما انتدب الرئيسان حسين الحسيني ( رئيس مجلس النواب) والرئيس سليم الحص(رئيس مجلس الوزراء) من يمثلهما…
كان مطار بيروت شبه مغلق، فكنت اضطر مع المناضل يحيى المعلم ان نذهب يوميا الى مطار دمشق لاستقبال الوفود القادمة للمشاركة، وكثيراً ما كان الأخ يحيى يتوجه بمفرده الى دمشق مرتين كل يوم لاصطحاب الوفود بسيارته القديمة التي كانت تتعطل مراراً.
المخيم تولى ادارته المناضل الناصري سعيد أيوب، فيما تولى الاشراف التنظيمي الاخ عبد الله عبد الحميد (لبنان) والاشراف الثقافي الاخ الدكتور مصطفى نويصر ( الجزائر) وتولت الاشراف الاعلامي الاخت رحاب مكحل.(لبنان)
كان برنامج المخيم حافلاً بالبرامج، لكن الرحلات اقتصرت على جزء من لبنان ، بسبب ظروف الحرب في لبنان ، ولكن نجاح المخيم اعطى فكرة عن امكانية استمراره حتى اليوم.
فتحية للمؤسسين، وتحية للراحل الكبير الدكتور خير الدين حسيب راعي العديد من المؤسسات القومية، دون ان ننسى جهود الاخ الكبير معن بشور المستمرة حتى اليوم في انجاح هذا المخيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى