ثقافة

الدراويش المولوية العالمية” في مجمَّع العزم التربوي” فرقة د. عبد الإله ميقاتي أكد على القواسم المشتركة التي تجمع بين لبنان وتركيا من القيم والعقيدة والتاريخ والجغرافيا

إستضاف “مجمع العزم التربوي” فرقة الدراويش المولوية العالمية، بحضور جمهور غفير من المجتمع الطرابلسي، كما حضر الحفل  مستشار السفارة التركية ياسين كوشارسلان، ومدير المركز الثقافي التركي شينكيز إيروغلو، وعدد من موظفي السفارة التركية في لبنان.
في البداية تكلم الدكتور عبد الإله ميقاتي، فشكر السفارة التركية على إرسال هذه الفرقة الفريدة من نوعها في العالم ومركزها قونيا – تركيا، والتي تنتدبها الحكومة التركية للمشاركة في المباريات العالمية. كما أكد على القواسم المشتركة التي تجمع بين لبنان وتركيا من القيم والعقيدة والتاريخ والجغرافيا.
وأشار أيضاً إلى ما تقوم به  تركيا وتقدمه من مساعدات إلى لبنان عموماً والشمال خصوصاً. فقد قامت تركيا بترميم التكية المولوية في طرابلس، بالإضافة إلى العديد من المشاريع العمرانية ومنها المستشفيات النقالة وترميم المدارس ومد شبكات المياه.
وتكلمت بعد ذلك د. سعاد الحكيم التي قدمت لمحة تاريخية عن ولادة الأمم على يد الأنبياء والمرسلين، حتى وصلت إلى أمة المسلمين التي تربّت على يدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهدفت إلى بناء الإنسان المؤمن الخُلُقي، هذا الإنسان الذي هو محور الإجتماع البشري، والحياة الإنسانية التي تبدأ مع العائلة الصغيرة وتنتهي بجمع الأمة الكبيرة. وقد أرسى الرسول الكريم الإيمان والأخلاق معاً ودون فصام ليكونا نظام حياة للمجتمع الإسلامي.
ثم تحدثت د. حكيم عن مدلولات بعض الرموز التي تمثلها فرقة الدراويش المولوية التي أنشأها العلامة جلال الدين الرومي، الذي حمل لقب مولانا، والذي إلتقى بشمس تبريز الذي كان درويشاً جوالاً، ونشأت بينهما علاقة روحية متينة. وما أن توارى شمس تبريز عن هذه العلاقة حتى هام جلال الدين في الآفاق بحثاً عن صاحبه، وربما تطلع إلى الأعماق، بعد اليأس من الآفاق، فوجد شمساً في نفسه مشعاً كالقمر…
وأضافت د. حكيم: “بعد هذا الإمتلاك الوجداني للمحبوب، كان يمضي أيامه في العبادة والتأمل وفي الدرس وأحياناً في مجالس السماع، وصار كل نغم يطرب جلال الدين، وربما كان وشمس يدوران في خلواتهم تحت وطأة الحال، ولكنه رقص للمرة الأولى في سوق الصاغة في قونية.
سمع طرقاً متناغماً في دكان صائغ ماهر، فبدأ يدور في وجدٍ صوفي، وطلب من الصائغ أن ينضم إليه، فدار معه مدة ثم إنصرف إلى عمله، وظل الرومي يدور لعدة ساعات”.
“وفي مناسبات حياتية نرى السماع والرقص أيضاً هو اللغة التي يعبر جلال الدين فيها عن حزنه أو عن فرحه، فإن حزن غنى ورقص، وإن فرح غنى ورقص. إحتفل بمولد طفلة لإنسان عزيز عليه رآها “زهرة جديدة في الحديقة”، بأيامٍ من السماع. وحين توفي عام 672هـ، ترك بعده جماعة على نهجه صلت عليه صلاة الجنازة وإستمرت بالسماع والموسيقى لساعات وساعات”.

ثم كان عرضاً مميزاً لفرقة الدراويش المولوية العالمية، حيث تحرك الدراويش على وقع الموسيقا و الاناشيد الصوفية ، لتقدم خيرة ما ألف في مجال “الغناء” الصوفي والنشيد والموشح .
و قدم المؤدون صورة جمالية رائعة  بأثوابهم التقليدية البيضاء متبادلين الأدوار فيما بينهم. وقد لاقى هذا الحفل الذي اتسم بالطابع الروحاني استحسان الجمهوروتصفيقهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى