خبايا القصص القرآنية قصة قارون \ ✍️د.غنى أحمد عيواظة

قال تعالى:
{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ * وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ * فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَالَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ * فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ * وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ * تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ }
عن ابن عباس، وهو قول أكثر أهل العلم، أن قارون كان ابن عم موسى عليه الصلاة والسلام، فتجاوز حدَّه في الكِبْر والتجبر عليهم بعد أن آتاه الله من كنوز الأموال شيئًا عظيمًا، حتى إنَّ مفاتحه لَيثقل حملها على العدد الكثير من الأقوياء، إذ قال له قومه: لا تبطر فرحًا بما أنت فيه من المال، إن الله لا يحب مِن خلقه البَطِرين الذين لا يشكرون لله تعالى ما أعطاهم.
والتمس فيما أتاك الله من الأموال ثواب الدار الآخرة، بالعمل فيها بطاعة الله في الدنيا بأن تتمتع فيها بالحلال دون إسراف، وأحسن إلى الناس بالصدقة لحظ لك في الآخرة، كما أحسن الله إليك بهذه الأموال الكثيرة، ولا تلتمس ما حرَّم الله عليك من البغي على قومك، إن الله لا يحب المفسدين.
فخرج قارون يوما على قومه في زينته، مريدًا بذلك إظهار ما عنده من كثرة أمواله، وحين رآه الذين يريدون زينة الحياة الدنيا قالوا: يا ليت لنا مثل ما أُعطي قارون من المال والزينة والجاه، إن قارون لذو نصيب عظيم من الدنيا.
فوعظهم الذين أوتوا العلم بالله وشرعه وعرفوا حقائق الأمور بأن اتقوا الله وأطيعوه، فثوابُ الأعمال الصالحة، خيرٌ مما أوتي قارون، وهي لمن في قلبه إيمان وتقوى.
فخسف الله سبحانه بقارون وبداره الأرض، فما وجد له ناصرا من دون الله سبحانه، وصار الذين تمنوا حاله بالأمس يقولون خائفين من وقوع العذاب بهم أن الرزق بيد الله يعطيه من يشاء، ولولا أن الله منَّ علينا لَخسف بنا كما فعل بقارون، ألم تعلم أنه لا يفلح الكافرون، لا في الدنيا ولا في الآخرة، وإن الجنة هي لمن اتقى عذاب الله وعمل الطاعات، وترك المحرمات.
خبايا القصة القرآنية:
١- الآخرة لا تمنعك من الحياة، لكن توجهك كيف تعيش.
٢- ثلث للاستثمار، وثلث للفقراء، وثلث للانتفاع الشخصي، عين قسمة النجاة والربح والاستمرار والقبول.
٣- قد تحدثك نفسك أن تنظر لما عندك من نعم وتغتر بها، فحدث نفسك أن النعم من عند الله سبحانه، وبالشكر تدوم النعم.
٤-استعراض ما عندك يورث الآخرين الحسرة والندامة على ما فاتهم من حظ الدنيا، فلا تكثر منه، وأشركهم بهدايا تطيب قلوبهم، وصدقات وزكاة، وقضاء حاجات، تسعدوا.
٥- { وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}.
٦-{ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا}.
٧-تظن أن قوة ما عندك تفوق قوة الله سبحانه، وتنسى وتجحد، فتأتي لحظة الخسف بالنفس وما ملكت.
٨-{ما عِندَكُم يَنفَدُ وَما عِندَ اللَّهِ باقٍ}.
٩- مهما أحاط بك قومك لن يمنعوك من أمر الله سبحانه.
١٠- اتعظ من كلام الله سبحانه لا من عقوبته.
١١- حقيقة الدنيا عمل صالح، وجزاؤها الجنة.
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development