مجلس الوزراء يتّجه إلى دعم المازوت الأحمر وتخوف من “سوق سوداء”

يتّجه مجلس الوزراء هذا الاسبوع نحو دعم مادة المازوت الأحمر من دون الأخضر عبر الغاء الضريبة على القيمة المضافة الـ TVA، مما يُبقي مشكلة ارتفاع الصفيحة على حالها (سعر الصفيحة نحو 34 ألف ليرة)، بسبب استغلال التجار لهذه المادة وبيعها في السوق السوداء، فيُحرم المواطنون الأكثر فقراً في المناطق الجبلية من التدفئة في ظل الطقس البارد عشية فصل الشتاء.
لرئيس تجمع شركات النفط مارون شماس موقف واضح يعكس موقف الشركات وفق قوله لـ”النهار” إننا “ضد الغاء الضريبة على القيمة المضافة الـTVA على المازوت الأحمر من دون الأخضر”. وطالب بـ”الغاء هذه الضريبة على نوعي المازوت (الأحمر والأخضر) بغية تحقيق العدالة الاجتماعية، فتفيد من الدعم الحكومي العائلات الأكثر فقراً وخصوصاً في المناطق الجبلية (بقاعاً وشمالاً وجنوباً)”.
ولفت الى انه “ليس ثمة آلية واضحة لدى الحكومة حيال دعم المازوت سوى الغاء ضريبة الـ TVA على الصفيحة، داعياً الى “عدم اتاحة الفرصة امام بعض التجار الذين يستغلون فرصة الدعم مما يوجد سوقاً سوداء ويفتح المجال امام تحقيق الغش، فيما المواطنون يتعطشون الى هذه المادة”.
ما هو الفرق بين المازوت الأحمر والأخضر؟ مصادر نفطية اشارت الى ان نوعية المازوت الاخضر افضل بكثير من الاحمر، لأنه يحتوي على 350 جزءاً من المليون كبريتاً، في حين ان الأحمر يتضمن 5 الآف جزء من المليون، مما يعني ان الأخضر يشكل حماية فاعلة عند استخدامه المولدات الكهربائية والسخانات وغيرها ولا يؤدي تالياً الى تلويث الأجواء بالدخان الأسود.
لكن نسبة بيع المازوت الاحمر تبلغ 75% في السوق المحلية، في حين ان بيع الأخضر تبلغ 25% وفق المصادر عينها التي تعتبر ان المازوت الاحمر اكثر مبيعاً لاسباب تجارية.
ورأت انه اذا دعمت الحكومة المازوت الاحمر عبر الغاء ضريبة الـ TVA على الصفيحة (نحو الفي ليرة)، فان بعض التجار سيتجهون الى تخزين هذه المادة ويعمدون الى بيع المواطنين المازوت الاخضر مما يؤدي الى نوع من الغش في السوق المحلية ويتيح الفرصة امام هؤلاء لتحقيق ارباح طائلة عن طريق الغش.
يذكر ان لبنان يستهلك نحو 4 ملايين ليتر في اليوم من المازوت، وقد عمد بعض التجار على تخزين ملايين الليترات من مادة المازوت خلال الاعوام الماضية وخصوصاً خلال فترة الدعم الرسمي لهذه المادة، فكيف الحال هذه السنة ولا سيما في ظل الاحداث التي تجري في سوريا، اذ ان هذه المادة باتت نادرة في الاراضي السورية، مما يفتح المجال واسعا امام تهريب مادة المازوت المدعوم الى الداخل السوري.
يشار الى ان الحكومة لم تعمد في العام الفائت الى دعم المازوت كون وزير الطاقة والمياه جبران باسيل شكا السوق السوداء وندرة المادة من جراء احتكار بعض التجار لها، باعتبار ان الدعم الرسمي لهذه المادة في الاعوام السابقة لم يفض الى اي نتيجة واستخدم عدد كبير من العائلات الحطب واغصان الاشجار وسيلة للتدفئة!