التنمية والحكم في العالم العربي في عين العاصفة”


بعد كلمة ترحيبية من الرئيس التنفيذي لمركز ولسون الدولي للأبحاث، ألقى الوزير محمد الصفدي كلمة تناول فيها التغيير الحاصل في عدد من الدول العربية مشدّداً على أن شعوبها لن تتراجع عن المطالبة بالديمقراطية والتنمية وأن الأنظمة التي سقطت هي تلك التي خذلت شعوبها في الإصلاحات.
وقال الصفدي:”إن سقوط الأنظمة لا يعني أن الديمقراطية تأمنت فالربيع العربي يعطي للقيادات الجديدة إمكانات كبيرة لتبني المؤسسات وتقدم لمواطنيها فرصاً حقيقية في بناء الاقتصاد المنتج لكن أي فشل سيأتي على الأرجح بأنظمة راديكالية تتولى السلطة”. وأضاف:”إن نتائج الربيع العربي ليست واضحة حتى الآن فالحكومة والمجتمعات المدنية والدول المانحة تحتاج كلها إلى استراتيجية جديدة لردم الهوة بين السلطة القائمة والتنمية المطلوبة”.
وقال الوزير الصفدي: “إن الدعم المالي والاقتصادي ضروري جداً لتسهيل عملية التحوّل الديمقراطي في البلدان التي شهدت تغييراً. كما أن بناء المؤسسات وضمان الشفافية في الحكم والخضوع للمساءلة هي عناصر ضرورية للوصول إلى الديمقراطية والاستقرار”. وقال:”كان لبنان ويجب أن يبقى دولة ديمقراطية وحكومته الحالية هي حكومة ائتلافية وصلت من خلال عملية ديمقراطية لكنها تعرّضت لضغوط ظالمة.
وأضاف: “لقد جعلنا المصلحة الوطنية في مقدمة أولوياتنا لحماية المواطن من التوتر المتصاعد حول لبنان وما يتركه من انعكاسات سلبية على الناس، كما أن الحكومة ماضية في تنفيذ برنامج إصلاحي يتضمن قانوناً جديداً للانتخابات النيابية وآخر للامركزية الإدارية”.
واعتبر الصفدي أن مبادرة مؤسسة الصفدي-أميركا وجامعة ستانفورد لتجديد السياسات العامة، هدفها الإضاءة على اقتراحات قابلة للتطبيق في العالم العربي ومن ضمنه لبنان. وفي هذا الإطار، تمّ فتح المجال أمام الباحثين ليقدموا أفضل ما لديهم فوقع الاختيار هذه السنة على باحثتين قدمتا دراستين، واحدة حول عملية صنع القرار في الدول العربية والإصلاح المطلوب، والثانية حول التنمية الاقتصادية وإصلاح قطاع الطاقة في لبنان.
بعد كلمة الوزير الصفدي عقدت الجلسة الأولى التي شاركت فيها تامارا ويتس نائبة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ومارا رودمان المديرة المساعدة لمكتب الوكالة الأميركية للتنمية الدولية ومريام علام الباحثة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تضم 34 دولة ومركزها باريس.
أما الندوة الثانية فشارك فيها مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الاقتصاد والطاقة والزراعة روبرت هورماتس ومساعدة رئيس البنك الدولي لمنظمة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إنغر أندرسون، وكاتارينا حاصباني الباحثة التي فازت بجائزة مؤسسة الصفدي عن دراستها حول التنمية الاقتصادية وإصلاح قطاع الطاقة في لبنان.
في نهاية المؤتمر كانت كلمة الختام لمديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد التي أعربت عن استعداد الصندوق لدعم دول الربيع العربي بالتمويل والمساعدة التقنية وقالت: “بعد مضي عام على انطلاق الربيع العربي من تونس لا تزال هناك حال من عدم اليقين فالربيع تحوّل إلى خريف والخريف إلى شتاء والشعوب تشعر بعدم الارتياح وتزداد ضيقاً بالوضع الراهن”.
وأضافت: “إن هذا الوضع متوقع فالتغيرات الجذرية لا تتم بسهولة بل غالباً ما تكون معقدة”. وقالت: “إن البطالة المرتفعة بين الشباب العرب قنبلة موقوتة والمطلوب تحقيق معدل نمو أعلى يوفر مزيداً من فرص العمل ويحقق المساواة بين شرائح المجتمع كشرط لتحقيق الاستقرار”.
وأقام السفير اللبناني في واشنطن أنطوان شديد مأدبة عشاء تكريماً للوزير الصفدي في دارته بحضور مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد ووزير النقل الأميركي راي لحود ومساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الاقتصاد والطاقة والزراعة روبرت هورماتس ومساعد وزير الخزانة الأميركية شارل كولنز ومساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون تمويل الإرهاب دانيال غلايزر وعضوا الكونغرس من أصل لبناني نيك رحال وشارل بستاني.
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development