المجتمع المدني

كلمة المحامي مصطفى عجم التي وزعت على المشاركتن بمناسبة انعقاد الدورة الثانية لاعمال المكتب الدائم لاتحاد المحامتن العرب في عمان

سعادة رئيس الاتحاد ….سعادة الامين العام….السادة اعضاء الامانة العامة والمكتب الدائم للاتحاد… تحية الحق والعروبة…وبعد…

كنت اتمنى لو اضيفت جملة اعتراضية وسط شعار هذه الدورة…فيصبح كالتالي: “الى اين يقود الحـراك العربي ، في عصر التضليل السياسي والإعلامي  ، سيادة حكم القانون وديمقراطيات الشعوب العربية؟؟”

فالتقدّم التقني… في وسائل الاتصالات وإعلام الفضائيات… اخترق كلّ الحواجز بين دول العالم وشعوبها… وأصبح ممكناً إطلاقُ صورةٍ كاذبة أو خبرٍ مختلَق… ونشره عبر هذه الوسائل… لكي يُصبح عند ملايين من الناس حقيقة…وفي مقدّمة “الأكاذيب”… التي تتردّد الآن… أكذوبة حرص “المجتمع الدولي” على تحقيق الديمقراطية في المنطقة العربية… وعلى حقوق الإنسان العربي وتوفير “المظلات الجوية” للدفاع عن المدنيين!!.            

فهل هذه هي فعلاً أهداف القوى الدولية الرافعة لهذه الشعارات؟ وإذا كانت الإجابة بالنّفي… فكيف تجوز المراهنات العربية على التدخّل الأجنبي وعلى تدويل الأزمات العربية؟!

في الوقائع الآن… أنّ هناك سعياً محموماً لتدويل الأزمات الداخلية …في المنطقة العربية… ممّا يُعيد معظم أوطانها إلى حال الوصاية الأجنبية… التي كانت سائدة في النصف الأول من القرن الماضي. فالتغيير حدث الآن في ليبيا… تحت اشراف مجلس الأمن ووصاية مباشرة من “حلف الناتو”… وقبلها كان السودان… وما زال… خاضعاً لقرارات دولية تتعامل مع حكومته بسياسة “العصا والجزرة” حتّى تستجيب للمرغوب به من قبل الدول الغربية… ومعها إسرائيل… كما جرى في فصل جنوب السودان عن شماله.

كذلك هي المحاولات المستمرّة لتدويل أوضاع اليمن وسوريا ولبنان… بعدما جرى أيضاً احتلال العراق وإخضاعه سابقاً لجملة قرارات دولية. فمن المحيط الأطلسي… حيث جرى تدويل قضية الصحراء المغربية… إلى الخليج العربي… حيث التدويل العسكري حاصلٌ هناك… مروراً بالسودان والصومال في العمق الإفريقي العربي… أصبح التدخّل الأجنبي حالةً عامّة في المنطقة العربية.

إنّ الديمقراطية السليمة… القائمة على وحدةٍ وطنية شعبية… وعلى ترسيخ الولاء الوطني… وعلى الهويّة العربية… وعلى التمسّك بوحدة الكيان الوطني… وعلى “رفض العنف والطائفية والتدخل الأجنبي”… هي البديل المطلوب للحالة العربية الفاسدة والعفنة…

إنّ أبرز ما يعيق التحوّل نحو الديمقراطية السليمة هو أنّ المجتمعات العربية موبوءة بأمراض التحزّب الطائفي والمذهبي والإثني… وهذه الأمراض وحدها تشكّل الآن خطراً على الحراك الشعبي العربي الكبير… فكيف سيكون المستقبل… إذا ما أُضيف إلى ذلك أيضاً… خطر مشاريع الفتنة والتقسيم والتدويل لعموم بلدان المنطقة؟!

المجد والخلود لشهداء امتنا العربية…عاشت بلاد العرب واحدة موحدة…عاش اتحاد المحامين العرب طليعة رائدة للعمل العربي المشترك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى