المقالات

والدان عند قبر ولدهما!!! يا لهول الموقف!! بقلم: للدكتور محمد علي ضناوي

في مولدك الواحد والأربعين الثالث بعد وفاتك، قلت لولدي مؤمن رحمه الله: فرحت بك يوم ولادتك ثم وقت تخرجك، فيوم عودتك من العمرة المباركة، فيوم افتتاح مختبرك فيوم اكتشافك لـ “مزيجك” دواءً يخفف آلام المتألمين وتصنيعه. كما اكتشاف تأثير دواء الكآبة على الدماغ عبر الدم.
ثم امتزج الفرح والألم بعد أن اكتشفتُ بعض أوراقك التي تركتها لنا في هذه الدنيا أو ما يمكن تسميته “مذكرات” وخير ما وجدت فيها وكالة كتبتَها بيدك تعلن فيها توكيل الله جل علاه معيناً لك ولابنتك الوحيدة التي أحببتَ، وكيلاً عاماً عنكما، وكالة دائمة شاملة لا رجوع عنها.
وبعد سنتين أو أكثر من كتابة الوكالة الرائعة وفجأة ودون سابق انذار غادرتنا على عجل إلى عالم آخر هو البرزخ العجيب!! ،
في العاشر من كانون الثاني 2011 قمتُ ووالدتُك بزيارة قبرك، دعونا الله لك ثم وقفنا خاشعين لجلال اللقاء! الوالدان عند قبر ولدهما… يا للمفارقة ويا لهول الموقف!!! ،
رحتُ وسط التأمل الرهيب والصعب أستعيد في ذاكرتي شريط حياتك من يوم مولدك، وهي الإطلالة الأولى لأول ولد لي، إلى أنْ وُورِيْتَ الثرى حيث توسدت التراب والتحفتَ الحجر مستذكراً وجهك الجميل، بعد أن أزاحوا عنه الأكفان، فبدا وجهاً منيراً كما كنتَ في معظم الأحيان، عسى أن أراك يا ولدي غداً على سرر مرفوعة في جنة الخلد إن شاء الله وفي حرز حريز عند رب غفور رحيم (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ).
والدك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى