ثقافة

“مجمع العزم التربوي” يطلق المؤتمر التربوي الثاني “الحداثة في التعليم2” بالتعاون مع الجامعة الاميركية في بيروت

الوزير الداعوق: التعليم يُسهم في اشاعة مناخات ايجابية لناحية الانفتاح على التطور د. فياض: الحداثة تتطلب الارتقاء بدور المؤسسة التربوية
د. نويهض: الحاجة الى التفكير النقدي أكثر الحاحاً في ظل التطور السريع للعلوم والتكنولوجيا
د. ميقاتي: مسيرة الحداثة في التعليم مسيرة متجدّدة ومتطوّرة باستمرار

برعاية دولة الرئيس الأستاذ نجيب ميقاتي، أطلق “مجمّع العزم التربوي” بالتعاون مع الجامعة الأميركية في بيروت، المؤتمر التربوي الثاني  تحت عنوان “الحداثة في التعليم2 “، الذي استمر لمدة يومين في 26 و 27 نيسان  2013 على مسرح مجمّع العزم.

حضر المؤتمر معالي وزير الاعلام وليد الداعوق ممثلاً دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي، رئيسة المركز التربوي للبحوث والانماء د. ليلى فياض ممثلة معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسّان دياب، الدكتور مصطفى الحلوة ممثلا وزير المالية محمد الصفدي، المدير العام لمجمّع العزم التربوي الدكتور عبدالإله ميقاتي، ومدير مدرسة العزم الأستاذ فواز دبوسي، وعدد كبير من مدراء المدارس وأساتذة الجامعات والهيئات التربوية والتعليمية من مدرسة العزم ومن مدارس الشمال كافة.
ميقاتي
افتُتح المؤتمر بكلمة القاها مدير عام “مجمّع العزم التربوي” الدكتور عبدالإله ميقاتي، جاء فيها: “إنّ مسيرة الحداثة في التعليم مسيرةٌ متجدّدةٌ ومتطوّرةٌ باستمرار، تستوجب منا متابعة أحدث ما توصلَ إليه العلمُ الحديثُ من تكنولوجيا وطرائقَ ومعاييرَ، حتى يكونَ بناءُ أجيالِ المستقبل بما يتناسبُ مع أرقى وأحدثِ خصائصِ العصرِ وسماته”.
وقال:”إذا كان التركيزُ في المؤتمرِ الأولِ حول أهميةِ الحداثةِ في التعليم، وأثرِها في عمليّة التعلّم عموماً، فإن الإهتمام في هذا المؤتمرِ ينصبُّ بشكلٍ رئيسٍ على طرائقِ التعليم الحديثةِ وما فيها من إيجابيات، خصوصاً وأنها في مجموعها تعتمد على أنّ الطالب هو محورُ عمليةِ التعلّم، ومركز استقطابِ الإهتمام فيه”.
وتابع: “من أهم مباديِء الحداثةِ في التعليم، زرعُ وتنميةُ حبِّ التعلّم الذاتي عند الطالب، حتى تواكبَ مسيرةُ التعلّم هذه، الإنسانَ من المهد إلى اللحد، كما ورد في الحديث الشريف. ذلك أن التطورَ العلميّ يسير بخطواتٍ سريعةٍ جداً غيرَ مسبوقة، ولا يمكن لعملية التعلّم أن تقفَ عند حدودِ المدرسةِ أو الجامعة”.
وأضاف: “مع التقدمِ الملحوظِ في عالم التكنولوجيا، فقد تطوّرتْ طرائقُ التعليمِ كثيراً، بما يخدمُ الهدفَ الأساسَ من العملية التعليمية،ألا وهو بناءُ الانسانِ المعاصر، والمسلّحِ بأحدثِ العلومِ والمعارفِ الأساسيةِ القابلةِ للتكيّفِ مع حاجاتِ العصرِ المتغيرةِ باستمرار”.
وشدد د. ميقاتي على  انه  “بات لزاماً على الإدارة التربوية القيام بالاعداد والتدريب اللازمين والمستمرّيْن والمتناسبَيْن مع متطلباتِ العصر، وبما يواكب متغيراته المتسارعة. ووجبَ أن يغطّي هذا الإعدادُ الجوانبَ المختلفةَ في شخص المعلّمِ وأدائهِ وبلورةِ صفاته، مثلَ الإعدادِ الشخصي، والإعدادِ التخصّصي، والإعدادِالتربوي، والإعدادِالمهني والإعدادِ الثقافي والفكري …”.

نويهض
ثم ألقى الدكتور ايمان نويهض كلمة الجامعة الامريكية فقال: “جميعنا يعلم أثر التطور التكنولوجي الحديث على الجيل الجديد(…) لذا لم يعد من الممكن استعمال الاساليب التعليمية التقليدية التي تعتمد على التلقين، بل اصبح من الواجب مواكبة هذه التطورات السريعة الوتيرة بحيث يصل التلميذ الى المرحلة الجامعية مستعداً لكل التحديات”.
أضاف: “يجب على الاساليب التعليمية أن تنمي قدرة التلميذ على التفكير النقدي، وذلك من خلال تشجيعه على المشاركة  والتحليل والاستنتاج. والحاجة الى التفكير النقدي أكثر الحاحاً في ظل التطور السريع للعلوم والتكنولوجيا، ووجود بحر من المعلومات المتاحة للجميع(…). فمواكبة التكنولوجيا امر مهم واساسي ولكن الأهم هو تطويع هذه التكنولوجيا واخذ منها ما يناسب احتياجاتنا”.
وتابع د.نويهض: “يأتي تعاون الجامعة الاميركية مع مدرسة العزم في هذا الاطار. فقد قامت الجامعة، ايماناً منها بأهمية التعليم المدرسي واثره في حياة التلميذ الجامعية، كما في حياته بشكل عام، بالتعاون مع مدرسة العزم على اختيار الكادر الاكاديمي المناسب ووضع البرامج والمناهج التعليمية الحديثة، كما ساهمت بوضع احدث التقنيات التربوية والتعليمية في خدمة الطلاب والعملية التربوية”.  
ولفت د. نويهض الى أن ” أهم المهارت المطلوبة في يومنا هذا هي تنمية روحية العمل المشترك(…) وتعتمد هذه الروحية على عنصرين أساسيين: التميز والمهارة الفردية، والقيادة او القيادية”.
وختم بالقول: “بناء الانسان لم يكن يوماً عملاً سهلاً، أما في ايامنا هذه، فهو  عمل جبار يتطلب التعاون بيننا جميعاً، لنوصل الطلاب الى بر الامان… من هذا المنطلق كان التعاون بين مدرسة العزم والجامعة الاميركية في بيروت”.

فياض
ثم ألقت  د. ليلى فياض كلمة وزير التربية والتعليم العالي الدكتور حسان دياب، مؤكدة على أن “عصر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات  فرض حراكاً في بلدان العالم كافة، جعل من غير الممكن إغفال هذه الإمكانات عن حسابات أصحاب القرار التربوي  والعاملين في حقل التربية في اي بلد من بلدان العالم”.
وتساءلت : “هل وصلنا الى عصر التعليم الالكتروني وركبنا قطاره، أم اننا ما زلنا على الضفاف؟ وهل أعددنا العدة البشرية والمادية وجهزنا أنفسنا للانطلاق نحو الحداثة بكل مجالاتها، أم أننا لا نزال نتخلف عن اللحاق بالركب؟”.
وقالت :” على الصعيد الرقمي، توسعت التجربة في الوزارة بحيث زادت من نحو ست مدارس الى مجموعة أوسع خصوصاً عندما تتسلم وزارة التربية من وزارة الاتصالات هبة الكومبيوتر اللوحي البالغة ألف وخمسمئةTablets  ليتم توزيعها على مدارس وصفوف جديدة وهي مرتبطة بشركة انترنت آمنة”.
واشارت الى أنه “يواكب هذه العملية انشاء وحدة في المركز التربوي للمحتوى الرقمي، تعمل منطلقة من الخطوات المحققة في تحويل الدروس الى دروس رقمية تفاعلية”.
ورأت فياض أن” الحداثة في التعليم لا تقتصر على دخول عصر المعلوماتية فقط، بل تتطلب الارتقاء بدور المؤسسة التربوية من المبنى الملائم والمجهز، الى افراد الهيئة التعليمية بدءاً من عملية الاعداد، الى التدريب المستمر، وصولاً الى النظام الداخلي المتطور والملبي لهذه الحداثة ادرايا وتربوياً”.
ونقلت تمنيات وزير التربية، “الذي يدرك أهمية هذا المؤتمر”، بان يبلغ أهدافه التي يصبوا اليها الجميع، وهي تحسين نوعية التعليم والنهوض بالمستوى التربوي العام تحقيقاً للتنمية البشرية والوطنية المستدامة”.

الداعوق
ثم القى وزير الاعلام  وليد الداعوق كلمة جاء فيها: “ليس غريباً على الرئيس نجيب ميقاتي الاهتمام بالتربية والعلم والثقافة، وهو الذي اولى اهتماماً خاصاً بجيل الشباب، وسعى بكل ما توافر له من امكانات، الى تنشيط الحركة الثقافية في كل لبنان. وبشكل خاص في عاصمة الشمال، الأحب الى قلبه. والاقرب الى فكره واهتماماته”.
أضاف: لا شك في أن التعليم كان ولا يزال أحد أهم مجالات التقدم في مسيرة المجتمعات الساعية دائماً الى تحسين أنماط حياتها العامة، بعناوينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وذلك انطلاقاً من أن التعليم في أبعاده وأهدافه يسهم في اشاعة مناخات ايجابية، لناحية الانفتاح على التطور ومفاهيم العولمة الشاملة. وبالتالي الاسترشاد بتجارب الآخرين، الذين ارسوا مناهجاً حديثة في ميادين التربية والتعليم، من دون أن يعني ذلك اقتباس ما في الغرب اقتباساً ينسينا تقاليدنا وعادتنا الشرقية.
وتابع:  ان مشروع الحداثة في التعليم، المتنامي في لبنان، بفضل الايادي البيضاء المتمثلة بكم، هو نتيجة طبيعية لتفاعله مع مفهوم العولمة، وما تقتضيه من انفتاح وتقريب للمسافات بين مختلف الثقافات والحضارات.

وقال: لا أكشف سراً حين أقول ان طرابلس كانت بما تمثله من قيمة لدى عدد كبير من الوزراء، وعلى رأسهم الرئيس ميقاتي، تحظى بقسط وافر من اهتمامات  الحكومة، التي كانت قد أعدت، دراسة على الصعيد الاعلامي لاقامة مدينة اعلامية في معرض رشيد كرامي الدولي، تتوافر فيها كافة مقومات الاتصالات الحديثة. وتستقطب طاقات جيل الشباب، لا سيما الاعلاميين منهم، وتخلق فرص عمل جديدة في مجالي الاعلام والاعلان.
وشدد الداعوق على  ضرورة  ان يساوي القانون بين الجميع، لا سيما في مجال التعليم. وذلك عبر اعطائهم الفرص نقسها، او اعطاء حظوظ وفرص أوفر لمن هم أشد حرماناً، وبذلك قد “نكون أمنا للجميع مساواة في فرص العمل”، مما يسمح بتعميم الانماء المتوازن والعادل ، الذي يساعد على تجاوز خط الفقر لدى فئات واسعة من الشعب اللبناني، لا سيما في طرابلس العزيزة.
وختم: فضلاً عن الاهتمام بمستوى التعليم الجيد والراقي، يجب مراعاة الحد الأدنى من السلامة العامة، والحرص على توفير المستلزمات الضرورية للحفاظ على صحة التلاميذ(….).
الجلسات
ترأس الجلسة الاولى الأستاذ فواز دبوسي مدير مدرسة العزم، وقد حاضر خلاها كل من: د. غازي غيث( رئيس قسم التربية في الجامعة الاميركية في بيروت) حول “التعليم التعاوني”، و د. أحمد عويني حولCritical Thinking in the Elementary School، و د. ماريا حبيب ( رئيس قسم التربية في جامعة القديس يوسف فرع الشمال) حول ” التعليم التمايزي في عصر الفروقات الفردية”.

وترأس الجلسة الثانية د. ليلى فياض( رئيس مركز البحوث والانماء)، وحاضر خلاها كل من: د. هنادي شاتيلا حولEnhancing Deep learning in Science Bringing Real Life to Science Classroom، والاستاذة شهيناز بارودي( رئيس قسم التربية المختصة في مجمع العزم التربوي) حول ” “التعلم عن طريق اللعب وتأثيره في تطور المهارات الادراكية عند الطفل”، ود. ميغين خيرالله ( رئيس قسم التربية في جامعة البلمند) ممثلة بالسيدة رندة ميقاتي حول Reader Reponse Theory applied to an Arabic story using Interactive Technology، وأ. فوزية مكاوي حول “التعليم المتمحور حول المتعلم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى