ميقاتي يرعى أعمال مؤتمر طرابلس عيش واحد

ميقاتي يرعى أعمال ” مؤتمر طرابلس عيش واحد ”
حذر الرئيس نجيب ميقاتي ” من أن يجنح اللبنانيون أو فريق منهم نحو ممارسات تهدد الصيغة اللبنانية
أو تجرّحها ومن أن تدفع المصالح الفئوية والمكتسبات الذاتية الى تشجيع محاولات عزل طوائفنا على ذاتها بحجة الدفاع عن مصالحها”. وحذر أيضا ” من تغليب الانتماء الطائفي على الانتماء الوطني، لأن في هذا السلوك، تغليبا للولاء للطائفة على الولاء للوطن الذي شكل اتفاق الطائف القاعدة المتينة له ، في اطار من الديمقراطية التوافقية القائمة على الحرية والعدالة والمساواة، وهي الأسس نفسها التي يقوم عليها خيار الوسطية”.
وشدد ” على أن مقاربتنا للاستحقاق الانتخابي المقبل ترتكز أساسا على احترامنا لارادة أهلنا أبناء طرابلس ، وحقهم في اختيار ممثليهم ” مشددا على ” أن خيارات أبناء طرابس الشرفاء، صافية ووطنية لانها نابعة من التاريخ المشرّف لهذه المدينة الغالية” .
أما وزير الثقافة تمام سلام فشدد من ناحيته ” على أن العيشُ الواحد لم يكن يوماً شعاراً ظرفيّاً في طرابلس الصامدة والصابرة لأن المدينة إجتازت إمتحانات الحياة المجتمعيّة والحياة السياسيّة بجدارة، واستطاعت رغم ما مر به الوطن من خضّاتٍ وأزمات، أن تحافظَ على وحدة أبنائها بخاصّة، وأبناء الشمال بعامّة، حتّى في أحلك أيّام الحرب اللبنانيّة. “
وكان الرئيس ميقاتي يتحدث قبل ظهر اليوم في خلال رعايته أعمال ” مؤتمر طرابلس عيش واحد ” الذي تنظمه “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية ” و” المركز الثقافي للحوار والدراسات ” على مدى يومين في فندق كواليتي إن في طرابلس .
حضر المؤتمر النائب سمير الجسر ، مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار ،المونسنيور بطرس جبور ممثلا مطران طرابلس للموارنة المطران جورج بو جودة ، المفتي طه الصابونجي ، النواب السابقون : عمر مسقاوي ، أحمد كرامي وعبد المجيد الرافعي ، السيد روبير موريس فاضل ، ممثل الوزير محمد الصفدي الدكتور مصطفى الحلوة ، منسق تيار المستقبل في طرابلس ناصر عدرة ، نقيبا المهندسين جوزيف اسحق والاطباء نسيم خرياطي ، وحشد من رؤساء البلديات والشخصيات السياسية والروحية والاجتماعية والنقابية وفاعليات .
المركز الثقافي للحوار والدراسات
بداية كلمة ترحيبية لمقبل ملك ثم كلمة لرئيس” المركز الثقافي للحوار والدراسات ” عبد الغني عماد قال فيها : لقد إخترنا العيش الواحد كقضية ، لسبب بسيط هو أن لا قيامة للبنان ولا إستقرار فيه من دون العيش الواحد .
أضاف : إن ثقافة العيش الواحد لم تسقط ولم تتهاوى بعد في لبنان لأتها ليست ثقافة عابرة ي تاريخنا وليست حالة مصطنعة فرضها حاكم أو إستوردتها سلطة ، إنها نسيج حر صنعه الاجداد في علاقات يومية تراكمت فأصبحت نمط حياة وعيشا واحدا مشتركا في السراء والضراء .
جمعية العزم والسعادة الاجتماعية
ثم ألقى الدكتور عبد الاله ميقاتي كلمة ” جمعية العزم والسعادة الاجتماعية ” وفيها: ما نحن بصدده في هذا المؤتمر من ذاكرة الماضي في بناء المدينة ومرافقها وفي نسيج العلاقات بين المسلمين والمسيحيين إنما هو تأكيد أن عمران طرابلس والعيش الواحد فيها بين مختلف الطوائف والأطياف، ليس وليد فترة معينة وحسب، إنما يستمد جذوره من التاريخ المشرّف، ويرقى إلى مئات السنين وهذا كله يتجسد روحاً ونصاً ومضموناً في وثائق تاريخية، يجب أن نبرزها بكل صدق و موضوعية في سبيل تقوية دعائم الوحدة الوطنية، وفي سبيل إنطلاقة عمرانية علمية ومعرفية جديده لهذه المدينة تعيد لها مجدها.
وإذا ما شابت الماضي بعض الغيوم التي تركت أحياناً أثراً سلبياً عند فئة أو أخرى فعلينا جميعاً أن نجلو آثارها ونعمل سوياً على الخروج من تداعياتها لأن الإنسان في حياته وحاضره وإبداعه إنما يستند غالباً على أسس من الماضي، وعلى إنجازات سبقت.
بلدية طرابلس
وألقى رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي كلمة قال فيها : إن طرابلس التاريخ والحضارة ما برحت حتى اليوم وستبقى مدينة تحترم حرية الفكر والرأي والمعتقد كما تحتر الحق في الاختلاف وتتمسك بصيغة العيش الأخوي المشترك وتحرص عليه وتلتزم بمشروع الدولة : مدينة منفتحة على الحضارة الانسانية مضيافة معطاءة وصابرة على الصعوبات التي القى بها في ساحتها تهميشا انمائيا منذ مطلع العهد الاستقلالي الأول .
طرابلس تعاني اقتصاديا واجتماعيا لكنها تبقى الحاضرة العربية الملتزمة بالعيش الواحد والوسطية والاعتدال والانفتاح وهي تواقة ومؤهلة لأن تتجاوز صعوباتها الحالية وأن تنطلق الى رحاب الفعالية والحضور في وطننا وشرقنا العربي وفي العالم .
وفي اطار سعي البعض لتصوير طرابلس على أنها مدينة التطرف والانغلاق يبقى حاضر المدينة وتاريخها شاهدا لها لا عليها وستغدو فيحاؤنا باذن الله في زمن قريب درة المدن ومفخرة لبنان ومقصد ابنائه .
الوزير سلام
والقى وزير الثقافة تمام سلام الكلمة الآتية : يسعدني أن أكون بينكم اليوم في طرابلس الفيحاء، هذه المدينة العريقة بأصالتها، المميّزة بطيبة أهلها، التي تجسّد الكثير من مفاهيم وحدة لبنان، وتنوّع وغنى المكوّنات المجتمعيّة فيه. ويشرّفني أن ألبّي دعوة جمعيّة العزم والسعادة، والرئيس نجيب ميقاتي، إلى حفل إفتتاح مؤتمر “طرابلس عيشٌ واحد”، الذي تشارك فيه نُخبةٌ من القيادات الفكريّة تحت شعارات التسامح والوسطيّة والإعتدال. فطرابلس، ما كانت يوماً إلاّ مدينة الإنفتاح على الوطن، وما كانت تاريخياً، إلاّ المدينة المؤتمنة على العروبة ووحدةِ العيش بين جميع أبنائها.
أضاف : إنّه قدر المدن الساحليّة في لبنان، التي تميّزت دائماً بقدرتها على استيعاب كل التنوّع والأطياف اللبنانيّة، بتسامح وثقة بنسيجها الوطني، والمصالح الوطنيّة التي تجمعُها. هكذا هي بيروت، وهكذا هي صيدا وجبيل وصور، تترابط كحبّات عقدِ التواصل بين جميع فئات الوطن. وهكذا هي البلدات الأخرى، تأخذ نصيبها من هذه المعادلة، والدور الذي كان الضمانةَ في منع تقطيع أوصالِ الوطن.
إنّ طرابلس عاصمة الشمال، تنبض بأهلنا في هذه المنطقة العزيزة، يعيشون فيها بسلام آمنين، فهي تمثل تراثَهم وقيمَهم وأخلاقَهم، وهي الشعلةُ في حضورها الوطني، رغم ما تحمّلتهُ من حالات الحرمان، الذي دفع بأبنائها إلى الغربة أو الهجرة في الوطن، ورغم ما عانته من تقصيرٍ إنمائي منذ الإستقلال وحتّى اليوم.
وقال : العيشُ الواحد لم يكن يوماً شعاراً ظرفيّاً في هذه المدينة الصامدة والصابرة. فالمدينة إجتازت إمتحانات الحياة المجتمعيّة والحياة السياسيّة بجدارة، واستطاعت رغم ما مر به الوطن من خضّاتٍ وأزمات، أن تحافظَ على وحدة أبنائها بخاصّة، وأبناء الشمال بعامّة، حتّى في أحلك أيّام الحرب اللبنانيّة. فما عاشت الحواجز…بل لعلّها وفي فترات عصيبة دفعت ثمن هذا العيش غالياً عند حواجز الآخرين، فما تغيّرت وما تبدّلت وما سمحت لأي تحريض أن ينال مِنعتَها.
أضاف : لا أعتقد أنّ من أهداف هذا المؤتمر تحديدَ عناصر العيش الواحد، لأنّ أيَّ تحديد سينتقص من القيمة الكليّة لهذا العيش، فهو إمّا يكونُ واحداً أو لا يكون. ولكنّني أدركُ أهميّة الأهداف، التي تريد تعزيزَ مناخِ الوحدة في طرابلس والشمال، بعد ما مرّت به المدينةُ وشمالُها، من مؤامرةٍ خطيرة استهدفت جيشَنا الوطني في مخيّم نهر البارد وما تلا ذلك من أحداثٍ مفتعلة في أحياء المدينة القديمة.
وقال : لقد استطاعت قياداتُ المدينة أن تتصدى لما كان يُحاكُ لها في الخفاء، وما يسعى إليه دعاةُ الفتنة لشق صفوفِ أبنائها، فتمكّنت المساعي الخيّرةُ من قطع دابر الفتنة. وتمكّن العاقلون، وهم كثيرون والحمد لله، من إطلاق حملة محبةٍ وسلام، توجتها مساعي رئيس تيّار المستقبل النائب سعد الحريري، في إنتاج وثيقة المصالحة في المدينة، والتي تم توقيعُها في منزل سماحة مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار.
ولا يستغربنَّ أحدٌ مثلَ هذه الوثيقة، لأنّ قوى المجتمع الحيّة وقياداتِه قادرةٌ في كلّ وقت على الإمساك بزمام الأمور وتصحيح المسار، ولاسيّما عندما يتهدّد العيش الواحد. أنّه قدرُ اللبنانيّين، ولكنّه أيضًا خيارُهم الحرّ. لقد خبروا العيشَ الواحد، بحريّة ومسؤوليّة على مدى قرونٍ طويلة، فكانت حقباتٌ مضيئة، لم تخلُ من بعض الصعوبات. لذلك، فهم اليوم يتحمّلون مسؤوليّةَ ترسيخِ هذا العيش، وتخطّي ما لحق به من خللٍ ومشاكل، لأنّ ما يجمعُ بينهم هو أكثرُ مما يفرّق، أنّه الإيمان بالله الواحد، والانتماءُ إلى وطنٍ واحد، والارتباطُ بمصير واحد.
وختم بالقول : يمرّ لبنان اليوم في مرحلةٍ مصيريّة، تحتاج إلى جهد كل لبناني، أيّاً كان موقعُه، وهي مرحلة الخيارات الوطنيّة لمن سيمثّل السلطة التشريعيّة في لبنان في السنوات المقبلة. إنّنا نتمنّى أن تكون الخيارات خارج إطار فرزٍ يهدّدُ العيشَ الواحد، ونريدها خياراتٍ حاسمةً في ما يعزّز الوحدة الوطنية اللبنانيّة، ومكاسب الإستقلال، والسيادة والحريّة والعدالة. إنّها مرحلة الإنتقال من العيش الواحد، إلى صيغة المواطن الواحد في حقوقِه، الآمنِ لمستقبلِه، الممثَّل بقياداته، المطمئن للعدالة والإنماء في وطنه، فوق كلّ انتماء طائفي أو مذهبي أو مناطقي. هذا هو العيشُ الواحد في أحسنِ صوره. عندها سنرى بسمةَ الرضا على وجوه أهلِنا في طرابلس، يردّدون قولَ المتنبي:
أكارمٌ حسدَ الأرضَ السَّماءُ بهمْ وقصَّرتْ كلُّ مِصْرٍ عن طرابُلُسِ
الرئيس ميقاتي
وألقى الرئيس ميقاتي الكلمة الآتية : أشعر اليوم ، وأنا أشارك في افتتاح مؤتمركم، بفخر كبير لأنني أنتمي الى طرابلس الفيحاء، مدينة العيش الواحد، التي تجسد صورة لبنان الواحد . ولأنكم أدركتم ما تمثل هذه المدينة من قيم وحضارة وتاريخ ، أتيتم اليوم اليها ، بدعوة من “جمعية العزم والسعادة الاجتماعية”، و”المركز الثقافي للحوار والدراسات”، لتشهدوا ، من خلال هذا المؤتمر الرائد، على تاريخها العريق وعلى ارادة شعب آمن بالقدر المشترك، وبالمصير الواحد.
حسناً فعلتم في اختيار موضوع هذا المؤتمر ، لأن طرابلس ، تمثل ، على مستوى اهلها وعائلاتها وتاريخها ، نموذجاً متقدماً في العيش الواحد على الرغم مما تعرضت له من اهمال ، وما تتعرض له من تشويه. ولقد نسج الطرابلسيون بين بعضهم البعض عيشا واحدا تجسد على مرّ الزمن ، عبر تقاليد عريقة وراسخة من العلاقات والأخوة ، قوامها التسامح والانفتاح والتعاون بين مختلف العائلات . فشكرا لحضوركم، وتحية امتنان الى منظمي المؤتمر والمشاركين في حلقاته الحوارية، الذين سيقدمون اضافات تبرز ما لطرابلس خصوصا وللشمال عموما، من رمزية يتطلع اليها اللبنانيون لمستقبل وطنهم ودوره.
وقال : إن إحياء التراث الثقافي بالنسبة للمدن العريقة ، يشكل المادة الاساسية لهويتها ، كما أن مبادرة الاخوة في المركز الثقافي للحوار والدراسات الى إحياء التراث الوثائقي والثقافي هي ضرورة حضارية لمدينة طرابلس التي تمتلك إرثا ضخما من الوثائق ومن الآثار التي تشكل في حد ذاتها متحفا حيا يضج بالحياة، كان في ذاكرة من سبقونا وسعوا للحفاظ عليه ، ومنعه من السقوط في الاهمال والنسيان والضياع . ونحن سنتابع المسيرة ، إن شاء الله بانشاء “المتحف الدائم للتراث الثقافي والوثائقي ” في طرابلس . وعلى خط مواز علينا العمل جميعا للحفاظ على التراث المعماري الذي تكتنزه المدينة ، وهذا الأمر نضعه أمانة في عهدتكم يا معالي الوزير ، وإنكم ستعملون من دون شك للحفاظ عليه . ومن ناحيتنا سنضع امكاناتنا في تصرفكم .
أضاف : إن هذه القيم والمرتكزات التي قامت عليها طرابلس عبر التاريخ، واستمرت في الحاضر، تشكل كلها أسس الوسطية التي هي حاضنة العيش المشترك والتي تعكس رغبات أبناء شعبنا في أن يكون لهم خيارهم الحر النابع عن قناعتهم الذاتية ، فلا يصنفون عنوة مع هذا الفريق أو ذاك، فيما هم يشكلون في حد ذاتهم، حالة خاصة لها نظرتها وقناعاتها التي لا يجوز أن تحتكرها جماعة، أو تهيمن عليها أخرى.
إن الوسطية ، التي قيل فيها أنها سلوك متزن قائم على ارساء اسلوب الحوار بعيدا عن الغلو والتطرف والعناد في الرأي ، تعني أيضا الاستقلالية في الالتزام ، والأقرب الى العدل والعدالة والاعتدال، والبعيدة كل البعد عن المساومات الرخصية التي تؤول بالنتيجة الى إصطفاف هنا أو ذوبان هناك.
ولأننا نسعى من خلال الوسطية الى احتضان هواجس الناس وقلقهم وأوجاعهم، كما قلنا في أكثر من مناسبة، فاننا دعونا الى أن تكون خيارات الطرابلسيين في الاستحقاق الانتخابي المقبل، وليدة قناعاتهم الراسخة ، وثقتهم الأكيدة بما يمكن أن يقدمه ممثلو مدينتهم في الندوة البرلمانية خصوصا، وكل الساحة الوطنية عموما، من افكار ومواقف ومشاريع انمائية ، فضلا عما يجسده هؤلاء من اعتدال وقيم اخلاقية ومناقبية عالية تؤسس لثقة بين المواطن وممثله في مجلس النواب فيبقى وفيا للامانة التي يحملها وجديرا بالثقة التي وضعها الشعب فيه.
من هذا المنطلق ، يجب أن تفهم ، أيها الاخوة والاخوات، مقاربتنا للاستحقاق الانتخابي المقبل والتي ترتكز أساسا على احترامنا لارادة أهلنا أبناء طرابلس ، وحقهم في اختيار ممثليهم ، واننا على يقين بأن خيارات أبناء طرابس الشرفاء، صافية ووطنية لانها نابعة من التاريخ المشرّف لهذه المدينة الغالية.
وقال : عندما اخترتم “طرابلس عيش واحد” عنوانا لمؤتمركم، يحضرني قول للمغفور له الرئيس صائب سلام قال فيه “لبنان لا يقوم إلاّ بجناحيه المسلم و المسيحي” ، ولا شك أنكم أردتم أن تبرزوا أهمية دور مدينتنا لتنطلقوا للدعوة الى تعميم النموذج الطرابلسي والشمالي على كل لبنان. حسبي أن أذكّركم أن لوطننا خصائص كثيرة هي ثمرة نضال طويل قاده رجال كبار وأفرز بلدا متعدد الطوائف في صيغة فريدة تحترم الهوية الثقافية لكل طائفة فيه. وهذه الهيكلية المتعددة الطوائف هي التي تسمح بالعيش المشترك الاسلامي – المسيحي في مناخ من الحرية والمساواة والتعاون المخلص.
فحذار أولا ، أن يجنح اللبنانيون ، أو فريق منهم نحو ممارسات تهدد هذه الصيغة أو تجرّحها سواء من خلال الدعوات السياسية الملتبسة ، أو الممارسات الطائفية المشبوهة.
وحذار ثانيا ، من أن تدفع المصالح الفئوية والمكتسبات الذاتية الى تشجيع محاولات عزل طوائفنا على ذاتها بحجة الدفاع عن مصالحها.
وحذار ثالثا، من تغليب الانتماء الطائفي على الانتماء الوطني، لأن في هذا السلوك، تغليبا للولاء للطائفة على الولاء للوطن الذي شكل اتفاق الطائف القاعدة المتينة له ، في اطار من الديمقراطية التوافقية القائمة على الحرية والعدالة والمساواة، وهي الأسس نفسها التي يقوم عليها خيار الوسطية.
لقد علمتنا الحرب التي كادت أن تقضي على عيشنا المشترك، كيف نحمي هذه الميزة الفريدة، ونحن مدعوون اليوم الى تجديد هذه التجربة ، لأن فيها ضمانة لمستقبل اللبنانيين من دون تمييز، وضرورة أيضا لمحيطهم العربي، وإرادة طوعية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها المنطقة. فالتجربة اللبنانية ليست فقط للداخل اللبناني، بل هي من خلال صيغتها المتجددة ، النموذج الذي يمكن للعالم العربي الافادة منه لأنه حاجة للمجتمعات التي تتميز بالتنوع والتعدد.
وختم بالقول : أني ، اذ أتمنى لمؤتمركم النجاح، آمل أن تحمل توصياتكم التجربة الطرابلسية الى العيش الواحد، الى الوطن كله، ولتكن الدعوة الأكثر ابرازا فيها هي لهدم الجدران التي تفصل بين اللبنانيين وازالة الحدود المصطنعة، والنفسية، والمادية إن وجدت، ويكون المرتجى تقوية الوحدة بين اللبنانيين، لأن في الاتحاد قوة ، ولأن يد الله مع الجماعة… وفقكم الله لما فيه مرضاته، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ثم قلد الرئيس ميقاتي الوزير تمام سلام الدرع التذكاري .
جلسات العمل
بعد ذلك بدأت جلسات عمل المؤتمر التي تتناول اربعة محاور هي :
– السلطة والمجتمع في طرابلس : محطات ووقائع في تاريخ العيش المشترك .
– واقع العلاقات الاهلية في المجتمع الطرابسي .
– مظاهر من الحراك الثقافي والاجتماعي في طرابلس .
– التيارات الفكرية : شخصيات وشهادات .
ويختتم المؤتمر بإذاعة البيان الختامي واعلان التوصيات .
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development