الأخبار اللبنانية

مراد ل”أهل الرّباط ” : النّهج النّاصري يسري بضمائر الجماهير المتمسّكة بمبادئ الوحدة العربيّة

رأى رئيس حزب الإتّحاد معالي الوزير عبد الرّحيم مراد أنّثورة 23 يوليو 1952 جاءت لمواجهة مشروع الغرب والأميركان معهم الصّهاينة لاستهداف المنطقة العربيّة خشية من توحّد المنطقة العربيّة ، فبتوحّدها تؤثّر على العمق الإسلامي الكامل وعلى العمق الأفريقي أيضاً وخافوا أن تضع الوحدة العربيّة يدها على البترول العربي مستفيدة من الثروة البتروليّة الهائلة لتصنع ثورة علميّة و تكنولوجيّة وبالتّالي زرع الكيان السّرطاني الصّهيوني لتقسيم المنطقة ومنع قيام الوحدة مؤكّداًأنّ ملامح ثورة 23 يوليو بدت مجدّداً بمصر بعد نتائج الإنتخابات الأخيرة .

* ماذا تقولون عن ثورة 23يوليو في الذّكرى السّتّين لها ؟

ثورة 23 يوليو أعظم ثورة بتاريخ الأمّة العربيّة في القرن العشرين ، عشنا خلالها مرحلة من المدّ القومي والعروبي ، وشكّلت مشروعاً لمواجهة المشروع الغربي – الصّهيوني الذي يستهدف الأمّة .
للأسف الشّديد ، إنّ الأنظمة العربيّة المرتبطة بالسّياسة الغربيّة تآمرت على ثورة 23 يوليو منذ اليوم الأوّل فهي لم تكن سعيدة بقيام هذه الثّورة خشية أن تنتقل هذه الثّورة إلى بلادهم .
تطلّع القائد جمال عبد النّاصر لإقامة خطّة تنمية فبعد تأميم قناة السّويس بدأ التّفكير بإقامة السّد العالي غير أنّ البنك الدّولي رفض تمويل السدّ العالي فتوجّه للإتّحاد السّوفياتي لإجراء صفقة سلاح ليدافع عن نفسه ، هذا ما جعل الأنظمة العربيّة ترتاب خوفاً وتبعث للإنلكيز والفرنسيّين بالإسراع لضرب هذه الثّورة وبالفعل كان العدوان الثّلاثي 1956 فانتصر عبد النّاصر وأقام الوحدة العربيّة بين سوريا ومصر كأوّل خطوة على طريق الوحدة العربيّة التي حلم بها القائد جمال عبد النّاصر وتحلم بها الجماهير العربيّة إلأّ أنّ الأنظمة العربيّة تآمرت على الوحدة 1962 ثمّ كانت الضّربة الكبرى 1967 عندما تآمروا جميعاً بطلب من الأنظمة العربيّة لضرب الثّورة .
تجدر الإشارة إلى أنّ القائد جمال عبد النّاصر قام بحرب الإستنزاف ضد الكيان الصّهيوني وهي حرب هامّة استمرّت حتّى يوم وفاة القائد جمال عبد النّاصر لكن للأسف لم يعطى لها الدّور الكافي .
حجم ثورة 23 يوليو عظيم ومؤثّر ، فعندما كان يخطب عبد النّاصر كان العالم يستنفر بإعلامه وبسياسته وقيادته العسكريّة ليرى مدى تأثير خطاب القائد جمال عبد النّاصر على الجماهير العربي .
* أين هو النّهج النّاصري اليوم ؟
لازالت جذور ثورة 23 يوليو ثابتة راسخة ، كلّ ما قطعوها أينعت ثماراً أنضج ، النّهج النّاصري موجود بضمائر الجماهير ، فأفكار ومبادئ الوحدة العربيّة هي مبادئ غالبيّة الجماهير العربيّة في كلّ مكان وزمان والأنظمة العربيّة تخشى من تحقيق الوحدة ما أسفر عن هذه الهجمة المغطّاة بشعار ” الرّبيع العربي”
مبادئ النّهج النّاصري بطاقة ضغط يجب أن تستخدمها الجماهير العربيّة للضّغط على حكّامها لتحقيق المتغيّرات .
المتغيّرات التي حصلت في الدّول العربيّة تحت شعار الرّبيع العربي في بدايتها حركات جماهيريّة صادقة هدفها التّخلّص من الأنظمة الفاسدة غير أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة مع حلفائها في بعض الدّول العربيّة استطاعت حرف هذه التّوجّهات عن مسارها الصّحيح والسّليم
ستبقى مبادئ ثورة 23 يوليو مبادئ النّاصريّة هي الأمل
*العالم اليوم يتوجه نحو التّكامل والوحدة والكيانات الكبيرة، لماذا يسير العرب في اتجاه التفرق والتشرذم ؟
كلّ دول العالم تتحوّل إلى كيانات قاريّة ، بأميركا الجنوبيّة يوجد دولة قاريّة ، بأوروبا يوجد دولة قاريّة ، بجنوب آسيا يوجد دولة قاريّة ، كلّ العالم يتوحّد ونحن بالعالم العربي يحاولون تقسيمنا من 22 دولة إلى 44دولة ، والحلّ الوحيد هو تطبيق مبدأ الوحدة الذي يُترجم بإقامة خطّة تنمية عربيّة واحدة بكلّ الدّول العربيّة .
يعرفون أنّ الوحدة العربيّة تؤثّر على الوحدة الإسلاميّة ، ويعرفون أنّ الوحدة العربيّة تلغي ومحو الكيان الصّهيوني من المنطقة وأنا أعتقد أنّ الجماهير العربيّة ستتمسّك من جديد بهذه المبادئ ستحاول جاهدة لفرضها على الأنظمة العربيّة .


* هل الفكر القومي العربي اليوم قادراً على التصدي لمشروعات إقليمية مطروحة في المنطقة ؟

سيأتي يوم القابض على دينه كالقابض على الجمر نتيجة الهجمة البربريّة على العروبة وعلى الإسلام وعلى القيم الأخلاقيّة والسياسيّة والوطنيّة .
ظلّ النّاصريّون بمعظم السّاحات العربيّة متمسّكين بهذه القيم العروبيّة ، نقطة الضّعف أنّهم لايوحّدون صفوفهم ليظهروا ككيان كبير فلازالوا ممزّقين على صعيد كلّ دولة من الدّول العربيّة ، المطلوب أن يتوحّدوا كما هو حال بعض التّنظيمات الأمميّة والإسلاميّة
* كيف يمكن إصلاح الخلل وتشكيل فكر قومي لوجه إنساني ووعاء للثقافة والحضارة العربية والإسلامية ؟
إصلاح الخلل من خلال الوحدة العربيّة، فوحدة الأمّة العربيّة ضرورة للعمق الإسلامي ، ضرورة لأجل البترول العربي بغية التّخلّص من الكيان السّرطاني لمواجهة التّحديات العربيّة القادمة والتحديات العلميّة والتّكنولوجيّة الهائلة ، فهل سيكون لنا مكان في عالم الغد إذا استمرّينا بهذا التّمزّق الذي نعيشه ؟ ذلك مستحيل .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى