المجتمع المدني

كون رجال وعلي صوتك ضد العنف

مع إعلانها الجديد “أعلى…” تكمل مؤسسة أبعاد ما بدأته من جهود إشمال الرجال في القضاء على العنف ضد النساء من أجل تكريس شراكة حقيقية بين النساء والرجال لتحقيق المساواة. بناءً على ما حققته الحملة الأولى في هذا المجال “بكل قوتي ضد العنف” من نجاح في التأكيد على الدور الإيجابي والفعّال للرجال في مناهضة العنف، يأتي هذا الإعلان ليطلب من النساء والرجال “إعلاء الصوت” في إعلانهم عن رفضهم للعنف وتأكيدهم على ضرورة إقرار المساواة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه المبادرة تأتي ضمن مقاربة مفادها أن رسالة إشراك الرجال في جهود القضاء على التمييز يجب أن تكون إيجابية، خصوصاً في ظل ما شاب جهود الحراك النسوي لجهة مناهضة العنف من فلسفة مفادها أن الرجال هم المعتدين، الأمر الذي بات يربط العنف المنزلي بالأذهان تلقائياً بالرجال. ولعل هذه الصورة، بالرغم من واقعيتها في غالب الأحيان، إلا أنها من الخطورة بمكان بحيث تخلق حيزاً من الممانعة والمقاومة لدى الرجال، ما يجعل أمر القضاء على العنف تحدياً كبيراً يصبح من الصعب إحداثه دون التطرق إلى دور الرجال الإيجابي في الحد منه. بكلام آخر فإن إستعمال علم النفس الإيجابي في التطرق إلى مسائل العنف المنزلي والعنف القائم على الجندر من شأنه أن يساهم في إحداث تغيير مستدام لاسيما مع القناعة التي تتبناها مؤسسة أبعاد بأن المساواة الجندرية يجب أن تقوم على تمكين كل من الرجال والنساء في مجتمع يكون فيه الجميع على قدم المساواة في الحقوق والفرص.
من هنا، فإن هذا الإعلان الذي تطلقه  مؤسسة أبعاد بدعم من   Urgent Action Fundوشركائها الوطنيين والدوليين، يأتي كي يكرّس منهجاً جديداً في مقاربة العنف ضد النساء. إن التأكيد على الدور الإيجابي الذي يمكن للرجال لعبه في جهود القضاء على العنف ضد النساء من شأنه أن يؤكّد دور الرجال كحلفاء في عالم الحقوق الإنسانية للنساء والإشادة بالرجال في مجتمعنا الذين ينبذون العنف ويرفضون التحيز القائم على الجندر والذين لديهم دور إيجابي في محاربة العنف ضد النساء. تدعم هذه الحملة الرجال الذين يرفضون، مثلهم مثل النساء، البقاء صامتين عن قضايا العنف القائم على الجندر وعلى الإجحاف الموجود في مجتمعاتنا.
تكمل هذه المبادرة مساعي مؤسسة أبعاد في إستخدام فلسفة “الرجولة الإيجابية”، التي نطمح بأن تشكل سبباً للتأثير الإيجابي بالرجال في مجتمعنا بحيث يأخذون هم أنفسهم موقفاً من العنف ضد النساء. لذا فإنها، أي هذه المبادرة، تأتي لتكمل سلسة الحملات التي بدأتها المؤسسة في نفس السياق، لا سيما حملات “بكل قوتي ضد العنف”، “ضرب الحبيب… معيب”، و”مستعدين نسمع حكي” والتي تأتي كي تؤكد الدور والأثر الإيجابي بأن الرجال اللذين لديهم وعي إجتماعي يمكنهم المساهمة في الحد من العنف. من هنا، فإننا نأمل بمواصلة هذه الجهود في تكريس دور رجال يؤمنون بالمساواة الجندرية، وسيشكلون شركاء حقيقيين مع النساء في مجتمعنا للعمل جنباً إلى جنب من أجل القضاء على العنف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى