الأخبار اللبنانية

في حفل تكريم القاضيين الشرعيين كمال الدين والايوبي

ي حفل تكريم القاضيين الشرعيين كمال الدين والايوبي
المفتي الشعار: تصاريح المرشحين عنوان ثقافتهم وبيئتهم.

 

طرابلس- عبد القادر الاسمر
دعا مفتي طرابلس والشمال الدكتور الشيخ مالك الشعار الدولة وأجهزتها كافة للسهر على حسن سير الانتخابات, وأهاب بالمرشحين أن يعوا المسؤولية الوطنية لافتاً الى أن التصاريح هي عنوان ثقافة المرشح وبيئته وأهاب بالمواطنين تحكيم عقولهم وضمائرهم وعدم الانسياق وراء الغرائز.
جاء ذلك في حفل الغداء التكريمي الذي اقامه المفتي الشعار لقاضيي طرابلس الشرعيين الشيخ سمير كمال الدين والشيخ غالب الايوبي في مطعم الفيصل في القلمون في حضور الرئيس نجيب ميقاتي وممثل الرئيس عمر كرامي الدكتور خلدون الشريف ووزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي والنواب سمير الجسر, محمد كبارة, هاشم علم الدين ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى عمر مسقاوي ومحافظ الشمال ناصيف قالوش وممثل رئيس المحاكم الشرعية السنية القاضي الشيخ عبد اللطيف دريان , القاضي الشيخ أحمد درويش الكردي والمستشارين الشيخ محمد عساف والشيخ عبد المجيد سالم والنواب السابقين عبد المجيد الرافعي, جان عبيد, أحمد كرامي وممثل النائب أحمد فتفت الدكتور غازي فتفت وممثل النائب مصباح الاحدب المحامي علي الغول وممثل مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي العقيد بسام الايوبي ورئيس إتحاد بلديات الفيحاء المهندس رشيد جمالي ورئيس لجنة صندوق زكاة طرابلس السفير السابق محمد عيسى ورئيس المنبر اللبناني المستقل النقيب نبيل فتال وحشد من القادة الامنيين والعسكريين وقضاة الشرع الشريف والعلماء والدبلوماسيين ورؤساء البلديات والمخاتير والجمعيات الخيرية والتربوية والدينية.
بعد تلاوة آي من الذكر الحكيم لشيخ القراء زياد الحاج والنشيد الوطني اللبناني ألقى عريف الحفل الشيخ ماجد الدرويش كلمة ترحيب ثم ألقى كل من القاضي الشيخ سمير كمال الدين والشيخ غالب الايوبي كلمة شكر لصاحب الدعوة التكريمية الشيخ مالك الشعار.
ثم ألقى المفتي الشعار كلمة نوه فيها باهمية القاضي العادل وصفات القاضيين الفائزين وقال:
تأتي هذه المناسبة ولبنان قادم على استحقاق هام جداً أعني بذلك الانتخابات النيابية التي تشكل تحدياً كبيراً واختباراً عسيراً وميزاناً قويماً لصفاء مناخنا السياسي ولمستوى وعينا الحضاري وحسّنا الوطني وهنا مهمّتي أن أؤكد أن علينا واجبات جساماً تتمثل بما يلي…
أولاً: واجبات الدولة وأجهزتها كافة في السهر على أمن المواطنين وانتظام حياتهم, حسن سير الانتخابات بالشفافية التامة والنزاهة المطلقة, وقد رأينا تباشير ذلك بما تمّ انجازه حتى الآن ونأمل أن تستمر الخطط المسؤولة والواعية الى الامام. وهذا عهدنا بفخامة رئيس الجمهورية الذي يتلمس المصلحة في مواقفه وقراراته والذي يشكل الامل الاهم في مسيرة الحفاظ على هيكلية الدولة والوطن, وهو عهدنا كذلك بصاحبي الدولة والساهرين معهم وتلكم أمنيتنا جميعاً أن تصل سفينة هذا الاستحقاق الى بر الامان المنشود.
ثانياً: واجبات المرشحين الحريصين على تمثيل الشعب اللبناني وهو شعب واحد… نعم شعبنا شعب واحد وإن تعددت انتماءاته وطوائفه ومشاربه واتجاهاته السياسية والفكرية. واجبات المرشحين جميعاً أن يعوا أنهم وفق الدستور اللبناني والمسؤولية الوطنية ممثلين للشعب كل الشعب من شماله الى جنوبه ومن مشرقه الى مغربه فهم ليسوا أمراء طوائف ولا ممثلي أحياء أو قرى أو مناطق, وإنما هم ضمائر حيّة ناطقة معبرة عن وجدان هذا الشعب يتحسسون آلامه وآماله وينطقون بمشاعره وطموحاته وتطلعاته وبالتالي لا بد أن يرتقي الجميع الى مستوى تمثيل الوطن كل الوطن بما تملكه هذه العبارة من ثقل الامانة وعظم المسؤولية. فشعبنا المعطاء الذي صبر وضحّى وبذل يستحق منا الكثير الكثير من العطاء والاهتمام والخدمات.
وهنا لا بد لي من أن ألفت النظر الى أن التصاريح والمواقف هي عنوان المرشح وثقافته سلباً كانت أم ايجاباً لأنها عاكسة لقيمه وأخلاقه, وليس مسموحاً أن تتساهل أو نرتجل أي عبارة أو موقف وخاصة متى يخص الوطن وبنيته ودستوره وحرماته والطائف الذي جمع اللبنانيين في بوتقة واحدة هي لبنان وحذار من المساس بكرامات المؤسسات والهيئات والاشخاص فكل ذلك لا مكان له في ثقافتنا ولا في ديننا ولا أخلاقنا.
وها هي طرابلس كطفلة بائسة منسية, تنكّر لها القريب والبعيد, تغفو حالمة تفتّش عمّن يعيد لها أريجها الفواح الذي مضى مع ما مضى من أحلام لأهلها الطيبين, وتستيقظ على مرارة الحرمان وألم النسيان, في ظل فوضى مرهقة, وإهمال محبط فمتى تنصف الفيحاء؟ ومتى يبنى ما انهدم فيها من بنيان, ويرمم ما انصدع من قيمها يوم غاب الوجدان.
فيا أيها المرشحون, إنها دعوة من القلب أرجو أن تستقر في القلب: هلم نتعاهد أن نقدم مصالح الوطن العليا فوق كل مصلحة. هلم نعمل من أجل أن ننصف الفيحاء, نرحمها, نريحها. لتكن مصلحة الفقراء في التبانة وجبل محسن شاخصة في أبصارنا, ليكن العمل من أجل تطوير المناخ الاقتصادي والاستثماري ماثلاً أمام أعيننا, لنتفكر في طلابنا في الجامعات والمعاهد ولنرقب حاجاتهم وآمالهم, لنتأمل حال القيم الاخلاقية التي بتنا نترحم عليها والتي بات فقدانها يفتك بشبابنا وشاباتنا ويهدد أمننا الاجتماعي ويصيبه في الصميم.
ثالثاً وأخيراً, واجبنا نحن كمواطنين أن نحكّم عقولنا وضمائرنا. وأن لاننساق وراء غرائزنا. وأن نكون خيار الرعايا لخيار القادة, وهذا ما يجب علينا أن نصنعه غداً في صناديق الاقتراع بوازع ٍ من ضمائرنا, وبتطلعٍ واثق نحو مستقبلنا, وبخشية صادقة من الله تعالى خالقنا ومحاسبنا.
واجبنا جميعاً إذن: أن نثبت للعالم أجمع أننا بلد الحرية وشعب التعايش والرقي والحضارة. وأننا قادرون فيما لو أتيحت لنا السبل أن نبني دولة عصرية متقدمة حضارية تكون نموذجاً يحتذى في العالم أجمع.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى