ثقافة

نشاطات اليوم الخامس لـ “المهرجان المسيحي الحادي عشر” 2012 في انطلياس

ندوة بعنوان “الطفل والاعلام” : تشجيع الأطفال على التشاركية في برامجهم تواصلت نشاطات “المهرجان المسيحي الحادي عشر” الذي ينظمه الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة – لبنان (أوسيب لبنان) بعنوان “الطفولة” في قاعة مار الياس-انطلياس .

عُقد لقاء بعنوان “الاعلام والطفولة” شارك فيه الاعلاميتان ليليان اندراوس ورانيا بارود ورئيس دار النشر Descartes  زياد معربس وأدارها الأستاذ أنطوان أبو رحل   .

رحبّ الأستاذ أبو رحل بالمشاركين منوهاً بأهمية “إعطاء برامج الأطفال مكانة في وسائل الاعلام” ،لافتاً الى أن ما “تبثه وسائل الاعلام يؤدي وظيفة تربوية يندرج في مستواه بين العادي والسيء والرديء” . ورأى أن “اعلام الأطفال بحاجة الى مناهج مبتكرة يضعها اختصاصيو تربية وخبراء في تنمية الطفل ومنتجون محليون لتشجيع الأطفال على ثقة ايجابية بالنفس واكتساب حب المعرفة والعلم” .

ورأى أن مشكلة الاعلام والطفل “لا تكمن في الطفل عندنا بل هي لدى الأدباء والمعدين وصانعي هذا الاعلام والمدرسة ولدى كل من له علاقة بعالم الطفل وخاصة بعد شيوع الاعلام الالكتروني وطغيان الجانب التكنولوجي والتطور العلمي المعرفي لدى الأطفال ، إذ باتوا يرفضون الكثير من القصص الخيالية لمعرفتهم بالتكنولوجيا الأكثر تطوراً مما يقدم اليهم” ، مشيراً الى أن نتيجة ذلك “ما يتلقاه الأطفال يواجهونه بالسخرية لذا يفترض أن يتمتع اعلاميو وأدباء الأطفال بثقافة أكثر شمولاً مما كانت عليه وصولاً الى اختراق خيال الطفل ومجاله الذهني لخلق رابط جديد بدلاً من القديم من أجل ربطه بمصادر المعرفة الصحيحة والمتقدمة في عصر نقف فيه يومياً بل كل ساعة على جديد ومفيد” . وعرض تجارب برامج الأطفال في الدول الأروربية والعربية ولبنان ليستنتج “أي برامج نقدم للاطفال في لبنان ؟”

ثمّ تحدثت الاعلامية ليليان اندراوس عن العلاقة بين الاعلام والطفل ، مشيرة الى أن “هذا الطفل يبدأ بالتواصل الاعلامي وهو جنين في شهره السادس ، يعني أن ما تتلقاه أمه يصله هو أيضاً ، وعند الولادة يصبح التواصل بشكل غير مباشر عن طريق الأم أو الأب ، وبعد ثلاث سنوات تكبر مساحة التواصل من خلال دور الحضانة وغيرها ومن عمر سبع الى عشر سنوات يتطور اعلامياً ويصبح صالحاً للتلقي والتعبير في آنٍ” .

ولفتت الى مواد اتفاقية حقوق الطفل 12و13و17 التي تنص على حقوق الطفل في التعبير ووسائل الاعلام التي ينبغي أن تخصص مساحة للاطفال ، مشيرة الى “التغرات التي تعيق تنفيذ هذه المواد بأمانة لأن غالبية برامج الأطفال تحكي عنهم بدلاً من أن يعبّروا هم عن أنفسهم” .

ورأت أن تأثير الاعلام على الطفل يندرج بنسبة 80% سلباً و20% ايجاباً ، ولفتت الى دراسة طبية أُجريت حول الطفل أظهرت أن الألعاب الالكترونية أكثر تأثيراً على نمو الدماغ وتُبعد عنه الخيال والابداع. معتبرة  “ان المجتمع الاعلامي سطحي واستهلاكي في تعاطيه مع الأطفال”،  وطالبت بتخصيص مساحات أكثر للأطفال والاهتمام بهم لتحقيق أمنياتهم ونشر الأخلاقيات .
وتحدثت الاعلامية رانيا بارود عن اتفاقية حقوق الطفل مبيّنة أن الاتفاقية تتحدث عن الاعلام لا سيما أن الطفل يقضي يومياً أربع ساعات وأكثر امام شاشة التلفزيون ولا من حسيب أو رقيب على ماذا يتلقى من الاعلام . ورأت أن البرامج التي تورد عن الأطفال تندرج في سياق اخبارية وغير اخبارية واعلانية . وفنّدت بأن البرامج الاخبارية إما عاجزة وإما تنطوي على اثارات (انطباع غير متوازن عن الطفل، ضحية أو شخص خطير ، أي خرق خصوصيته وهذا ممنوع في اتفاقية حقوق الطفل) والبرامج غير الاخبارية تحكي عن الطفل وتعكس تربية تقليدية ، أي أنها لا تأخذ رأي الطفل ولا التوقيت الزمني مناسب ولا وقت محدد للاطفال . وبالنسبة للبرامج الاعلانية هناك خرق لاتفاقية حقوق الطفل لناحية استخدامه في الاعلان بهدف التسويق أو جمع التبرعات . ورأت أن ما يُقدم للطفل من برامج الكرتون أو ما شابه بغالبيته يشكل اختراقاً لاتفاقية حقوق الطفل لما تحتوي على أعمال عنفية . وطالبت بايجاد قانون يحمي الطفل في الاعلام.

وتحدث رئيس دار النشر Descartes   زياد معربس عن تجربته في مجال اصدار مجلات متخصصة للاطفال ، معتبراً أن صحافة الطفل تُسهم في تشكيل شخصيته . ولفت الى انشاء قسم من فروض العطلة الصيفية على الكمبيوتر لأن هذا الأخير أصبح يُشغل اهتمام الأطفال وذلك لتحفيزهم وتنمية الطاقات الابداعية وغيرها .          

كما كرّم الاتحاد السيدة ديزيريه فرح لمساهمتها في تقديم برامج الأطفال بتقديم من الاعلامي ميلاد حدشيتي.

ويتضمن برنامج اليوم الأربعاء : لقاء بعنوان “الأطفال في ظل النزاعات المسلحة”يحاضر فيه كل من المسؤولة التنفيذية في جمعية الحركة الاجتماعية فيروز سلامة ، الدكتورة  سنى حمزي من مركز ريستارت لتأهيل ضحايا العنف ، السيدة دعد ابراهيم من حركة السلام الدائم . طاولة مستديرة مع جمعية أصدقاء الجامعة اللبنانية تحت عنوان ” الجامعة اللبنانية ومستقبل شباب لبنان” يشارك فيها كل من الدكاترة عبد الرؤوف سنو ، رمزي أبو شقرا ، محمد مراد والصحافي غسان حجار .  

هذا ويستمر المعرض الى الثامن عشر من تشرين الثاني الجاري ، يفتح أبوابه من العاشرة صباحاً الى التاسعة مساءً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى