الأخبار اللبنانية

المؤتمر الثالث لاتحاد الحقوقيين المسلمين

المؤتمر الثالث لاتحاد الحقوقيين المسلمين
عن ثقافة الديمقراطية و ادب الاختلاف

المفتي الشعار:نسعى في دار الفتوى الى نشر مفهوم احترام الرأي الآخر وتكريس أدب الاختلاف

 

طرابلس – عبد القادر الأســمر
إستهجن مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار الأجواء المحمومة “مستغلين الحرية لنتمادى في جولات الردح والقدح والذم وإبتداع قاموس جديد من الشتائم والمهاترات التي تأباها أخلاق اللبنانيين وكدنا ننعي هذه الديمقراطية التي أسأنا إستخدامها “
كلام المفتي الشعار جاء في افتتاح المؤتمر الثالث الذي نظمه اتحاد الحقوقيين المسلمين في لبنان بالتعاون مع بلدية طرابلس تحت عنوان ( ثقافة الديمقراطية وأدب الاختلاف ) في فندق الكواليتي – إن طرابلس بحضور ممثلين عن الرئيس عمر كرامي والرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي ونقيب المحامين في طرابلس انطوان عيروت وحشد من ممثلي الهيئات والفعاليات السياسية والأكاديمية والحقوقيين .

شلق
بعد تلاوة مباركة لآي من الذكر الحكيم رتلها الشيخ رشيد الشعار ، كلمة لعريف الإحتفال عبد المنعم كبارة، تحدث رئيس الإتحاد المحامي كرامي شلق فقال:”ان ثقافةالديموقراطية الناجحة تتضمن قبول الآخر والإعتراف به وبدوره، وتشجيع المجتمع لمبادىء التسامح وأدب الإختلاف في إدارة النقاش والحوار بين المواطنين ما يتطلب درجات عالية من المعرفة والثقافة”.

وقال:”ان الحالة العامة في لبنان تحمل تباشير خير عام على صعيد التلاقي بين مختلف أطياف المجتمع اللبناني، ونتمنى أن تنطبع الإنتخابات بالسلوكيات السياسية الصحيحة والهادئة ليكون ذلك مدخلا إلى حياة سياسية نوعية يستحقها لبنان واللبنانيون”.

الشعار
ثم القى المفتي الشعار كلمة قال فيها: “إن وطننا الذي ينعم بنظام الحرية بكل أنواعها والذي يتسم بشعارات التعدد والتنوع والديمقراطية وذلك إلى الأمس القريب، نرى أنه قد تحولت فيه هذه الحرية إلى فوضى عارمة، وأصبحت الديموقراطية حبيسة صراع القوى والتيارات المختلفة والمتصادمة فافتقدنا مفهوم الحرية الحقة في إطارها الحضاري والإنساني وبتنا في أجواء مجموعة من الخلافات البغيضة مستغلين هذه الحرية لنتمادى في تصريحاتنا ومنابرنا الإعلامية ومحطاتنا الفضائية في جولات من الردح والقدح والذم وإبتداع قاموس جديد من الشتائم والمهاترات التي تأباها أخلاق اللبنانيين. وكدنا ننعي هذه الديموقراطية التي أسأنا إستخدامها في حياتنا السياسية على وجه الخصوص”.

أضاف:” اننا من دار الفتوى في طرابلس والشمال قد آلينا على أنفسنا منذ أوليت شرف مقام الإفتاء السعي إلى نشر مفهوم إحترام الرأي الآخر وتكريس أدب الإختلاف واستيعاب كل الآراء في المواطنية والإنصهار وإستعادة حضارة العيش المشترك في إطار الالفة مثلما كان دأب طرابلس وأهلها حاضنة للجميع على الرغم مما هو دخيل عليها وعلى ارثها الثقافي الوطني”.

جمالي
وألقى عضو مجلس بلدية طرابلس محمد يحيي كلمة رئيس البلدية المهندس رشيد جمالي فقال: “أن الديموقراطية مفهوم حديث لم يكن معروفا قبل الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر، وهي تطورت في تطبيقاتها بنتيجة معاناة الشعوب وتوقها للتحرر من الديكتاتوريات”.وقال: “الا ان الواقع العملي شوه مفهوم الديموقراطية لتأثر الشعوب بالعواطف والغرائز والاعلام”.

عيروت
ثم تحدث نقيب المحامين في طرابلس أنطوان عيروت، فقال:”ان الحق بالإختلاف يشكل إنصافا للرأي الآخر وللحق الآخر، والله سبحانه وتعالى قد خلق البشر للتنوع والإختلاف لكن لن يتحقق المراد من هذا التنوع الا إذا كان هناك حوار هادىء واع لقضايا الآخرين ولثقافتهم، حوار غير أناني يرسخ قيم التوافق والتعاون والتعايش على قاعدة الإحترام المتبادل وإحترام الخصوصيات والتسامح”.

أضاف:” إن إحترام الهويات المميزة للمجتمعات التي تتألف منها الإنسانية بهدف العيش المشترك بين الأفراد والمجموعات ذات الهويات الثقافية المتعددة والمتنوعة التي يحكمها تاريخ واحد ومصير واحد، له طريق واحد هو الدخول إلى قلب الإنسان وعقله مهما كان لونه أو جنسه و دينه ، وأن نفهم ثقافة تربى عليها وأن هذه الثقافة الموروثة ما هي إلا حق من حقوق هذا الإنسان فلنتحاور معا بدون خلفيات، وبدون يأس كمن يصلي في بيت الله”.

الأب ضو
وتحدث أمين عام اللجنة الآسقفية للحوار المسيحي – الإسلامي الاب انطوان ضو فقال:”النظام الديموقراطي هو الذي يعزز المواطنة، أي وحدة الحياة بين المواطنين وبالتالي بين البشر كلهم، والتناغم والتفاعل بين الإنساني والروحي والوطني والكوني، وتعزيز روح المساواة في الحقوق والواجبات وتحقيق العدالة الإجتماعية مع المحافظة على القيم والأخلاق من أجل العيش معا بضمير حي في الحق والحقيقة والحرية والمسؤولية والعدالة والمساواة ، والإنفتاح والأمن والإستقرار والسلام والمحبة ورفع الظلم والإستبداد والفقر والجهل والحرمان والتخلف”.

أضاف:”الدولة الديموقراطية المعاصرة عليها أن تحفظ للدين مقامه وتقيم علاقات صادقة ومخلصة بين الدين والدولة على أساس الإعتراف المتبادل والإحترام والتعاون الوثيق والتفاعل الإيجابي والتكامل الخلاق المبدع دون أن نجعل من التمايز والفصل والإستقلال والتبعية والإلغاء والتخوين والإضطهاد والإستبداد والقمع والإكراه والتكفير شريعة جديدة وشرعة معاصرة للعولمة”.

جلسات عمل
ثم بدأت  جلسات العمل فتحدث في الحلقة الأولى رئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي الدكتور نزيه كبارة حول” ثقافة الديموقراطية والإنصهار الوطني”، وتعقيب من الدكتورة هناء صوفي وأدار الحلقة طارق شكشك

وحاضرت في الحلقة الثانية الدكتورة زهيدة درويش جبور عن “ثقافة الديموقراطية والعيش المشترك”، وتعقيب من المحامي حسين ضناوي وأدار الحلقة المحامي إيمان الأيوبي والمقرر زاهر مطرجي .

وحاضر في الحلقة الثالثة نقيب المحامين الأسبق رشيد درباس عن “التربية على الديموقراطية وأدب الإختلاف”، وتعقيب من مدير معهد العلوم الإجتماعية – الفرع الثالث في طرابلس الدكتور عاطف عطية وأدار الحلقة محمد رفعت يحيى والمقرر عامر العرنوس .
وفي الختام سلم رئيس الإتحاد كرامي شلق المشاركين في المؤتمر دروعا تذكارية ثم دعوة إلى مأدبة غداء تكريمية .

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى