الأخبار اللبنانية

رد الشيخ عمر بكري : الإغتصاب الجنسي من كبائر الذنوب والمحرمات لذاتها في الإسلام

كنت قد آثرت عدم الرد على ما أتعرض له من إساءة شخصية ، لأن الله عز وجل تعهد بالدفاع عن الذين آمنوا ، قال تعالى : ” إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ” الحج38 . ولكن أن تصل الإساءة الى الدين الإسلامي الحنيف ، فإنه من أوجب الواجبات على أهل العلم بيان الاحكام الشرعية للناس ، والزود عن الملة والدين ، ولما كان حفظ الدين من أعظم مقاصد الشريعة في الإسلام ، كان لا بد لي من الرد على بعض ما ورط به نفسه الشيخ بلال دقماق – ولأكثر من مرة – على شاشات التلفاز ، في التحدث بمسائل الدين ، من دون فقه شرعي ، ولا روية ولا تحقيق ، وآخرها قوله مساء البارحة على قناة اي بي ان “بأن إغتصاب النساء يجوز في حالات معينة” !! …والعياذ بالله تعالى من هذا القول المفترى على الله عز وجل قال تعالى : “وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ” النحل116 .فالإغتصاب ، والزنا ، واللواط ، وقتل الاطفال ، من كبائر الذنوب والمحرمات والجرائم المجردة لذاتها ، وهي محرمة وقبيحة في كل الأزمنة والأماكن والحالات ، وهي من كبائر الذنوب في الإسلام ، وهي عادة سيئة من عادات فرعون والطواغيت والكافرين لا من سنن الأنبياء والصالحين . قال الله تعالى يصف فرعون : ” إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ” القصص4
وإن كان الشيخ دقماق قد خانته ألفاظه على عجل في معرض حديثه عن شبيحة النظام البعثي المتهالك ، وقصد أحكام السبي أي من خلّفه العدو من النساء اللاتي مات عنهن أزواجهن بعد الحرب في أرض المعركة . فكان حري به أن يتجنب ترديد كلمة إغتصاب هو ومقدمة البرنامج ! .  إن الإسلام قد خصص للسبي نظام رعاية وإحصان لهن ولأولادهن ، وجعل الدولة أو الإمارة الإسلامية مسؤولة عن أمنهن وسلامتهن ورعايتهن هن وأولادهن .
فلا يحل اغتصاب المرأة المسبية ، ولا أن يقّتل أولادها أو أن يفرق بينهم ، ولا يحل تهديدها بقتل اولادها أو بأي وسيلة من الوسائل لإكراهها على البغاء أو الجماع ، بل يجب على من نصبته الدولة مسؤولا عن رعايتها هي وأولادها ، أن يكرمها إكرام الزوج لزوجته وأولاده ، وأن تكون علاقته بها علاقة رعاية وإحصان كعلاقته ورعايته لزوجته وأولاده ، والأصل في العلاقة بين الزوج وزوجته العشرة بالمعروف وكذلك علاقته بالمرأة التي وصفت بالسبي ، أي علاقة مراودة  بالتراضي من دون غصب ولا قهر أو إكراه وهي زوجة كاملة في حالة وقوع حمل بينهما ترث وتورث .  قال تعالى: ” {..وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ .. }النساء19
كان حري بالشيخ بلال دقماق أن يستمر في الحديث عن الشأن العام وأن يمسك لسانه عن المسائل الفقهية  ، وأن يرد الامر الى أهل الذكر ، قال تعالى : “.. فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ” الأنبياء 7

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى