الأخبار اللبنانية

بشور في لقاء حاشد في الطريق الجديدة حول ما بعد ملحمة غزة

بشور في لقاء حاشد في الطريق الجديدة حول ما بعد ملحمة غزة:
– مناخ المصالحات العربية – العربية الذي انطلق في الكويت يحتاج الى كثير من الجهد من اجل تحصينه وترجمته الى مفاعيل جدية.

– الرئيس سليمان قادر على قيادة سفينة المصالحة في لبنان، والزوبعة التي اثيرت في وجهه تتنكر بشكل غير مبرر لمواقفه الوطنية والقومية.
– المطلوب امريكيا من اوباما امران الخروج من الازمة الاقتصادية في الداخل وتحسين صورة امريكا في الخارج.
– عوامل نجاح الحوار الوطني الفلسطيني جدية هذه المرة، رغم  وجود قوى متضررة  
– حرب غزة اكدت  على محورية القضية الفلسطينية وعلى فعالية المقاومة  كخيار وكأسلوب.

 

قال السيد معن بشور المنسق العام لتجمع اللجان والروابط الشعبية أن مناخ المصالحات العربية – العربية الذي انطلق في الكويت يحتاج الى كثير من الجهد من اجل تحصينه وترجمته الى مفاعيل جدية تنعكس على مختلف الساحات وفي كل الميادين خصوصاً أن قوى متضررة كثيرة خارج الوطن العربي وداخله تبني مخططاتها ومصالحها ومشاريعها على اساس بقاء الانقسام العربي – العربي…
واضاف بشور أن ترجمة مفاعيل المصالحة السورية – السعودية – المصرية على الساحة اللبنانية مرهون الى حد كبير بالطريقة التي سيتعامل فيها اللبنانيون معها، فهم قادرون على حمايتها ورفدها بعناصر قوة جديدة، وهم ايضاً قادرون على لجمها، بل والاجهاز عليها، عبر خطاب انقسامي متجدد يحاول تصوير ما جرى وكأنه انتصار لفريق على آخر فيما يعلم الجميع أن من ابسط شروط المصالحات أن يحافظ كل طرف على حلفائه واصدقائه.
وقال بشور أن الرئيس ميشال سليمان قادر على قيادة سفينة المصالحة والتوافق داخل لبنان مستفيداً من رياح المصالحة التي هبت في الكويت، ومن رياح المقاومة التي انتصرت في غزة، بعد انتصارها في لبنان،  فيما استغرب بشور في رد على سؤال  الزوبعة التي اثيرت في وجه الرئيس عشية سفره الى الدوحة والتي لا تتجاهل رمزية الموقع الذي يمثله رئيس البلاد فحسب، بل تتنكر بشكل غير مبرر لمواقف الرئيس سليمان الملتزمة وطنياً وقومياً ولوقفته الى جانب المقاومة عسكرياً حين كان قائداً للجيش وسياسياً حين اصبح رئيساً توافقياً للجمهورية يسعى الى تفهم مواقف الجميع ولكن ليس على حساب القضايا.
واشاد  بشور بكلام  نائب امين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي رفض محاولات الايقاع بين المقاومة ورئيس الجمهورية واعتبر أن هذه المحاولات لن تتوقف لوضع المقاومة بوجه الدولة والدولة بوجه المقاومة وانها تتطلب وعياً لدى المواطن وحكمة لدى القيادات.
كلام بشور هذا جاء خلال حوار ولقاء حاشد في الطريق الجديدة في بيروت دعت اليه “هيئة بيروت في تجمع اللجان” تحت عنوان “ماذا بعد ملحمة غزة” حضره الوزير السابق بشارة مرهج، والشيخ نبيل حمزة، وعدد من ممثلي الاحزاب والفصائل والهيئات اللبنانية والفلسطينية ومسؤولو اللجان والروابط الشعبية.
الحكيم
افتتح اللقاء باسم “هيئة بيروت في تجمع اللجان” السيد راجي حكيم رئيس اتحاد الجمعيات والروابط والفعاليات البيروتية بالوقوف دقيقة صمت اجلالاً لارواح شهداء غزة وفلسطين والامة العربية ثم بكلمة ترحيب بالحضور مع التأكيد على أن هذه الجريمة الصهيونية لن تمر دون عقاب لمرتكبيها وللمتواطئين معهم، فيما انتصار المقاومة في غزة بعد انتصارها في لبنان والعراق سيفتح الطريق واسعاً امام اتساع نهج المقاومة في كل مكان.
الحافظ
بعد ذلك، كانت كلمة لعضو مجلس امناء المنتدى القومي  العربي الدكتور زياد الحافظ الذي ذكر انه كان في الولايات المتحدة الأمريكية أبان العدوان ولمس تحولاً بسيطا في  الراي العام والاعلام الامريكي لمصلحة القضية العربية عموما والفلسطينية بشكل خاص، وان كان  ما زال منحازاً لمصلحة اسرائيل، فان هذا التحول البسبط بدأ منذ حرب تموز وتصاعد حتى العدوان الإسرائيلي على غزة.
واضاف الحافظ: أن نجاح المقاومة في غزة هو نتيجة عمل تراكمي بدأ في لبنان والعراق وتوج في ملحمة غزة.
بشور: حقائق ست
بشور استهل كلمته بالاشارة الى حقائق ست ابرزتها “ملحمة غزة” التي كانت اكثر من حرب لأن الحرب تجري عادة بين قوى متكافئة ، واكثر محرقة لان الذي احترق فيها هو المشروع الصهيوني ذاته، واكثر من مواجهة لأن نتائجها هي نتائج بالغة الاهمية على صعيد التاريخ والاستراتيجيا معاً.
أما الحقائق الست حسب بشور فهي:

1- محورية القضية الفلسطينية لدى ابناء الامة العربية والإسلامية واحرار العالم ، وهي قضية جرت ، وما تزال، محاولات كثيرة لطمسها أو تجويفها أو تجريدها من عناوينها الكبرى أو تجزئتها وتقزيمها.
2- محورية المقاومة كفعل وكخيار وكفكر وكثقافة وكاسلوب في حركة النضال العربي والاسلامي لمواجهة العدوان وازالة كل العوائق من وجه مشروع النهوض الحضارية، خصوصاً أن حملات ضخمة، عسكرية وسياسية واعلامية، قد جرت من اجل اسقاط خيار المقاومة وسلاحها.
3- الفعالية المتنامية للحركة الشعبية العربية والإسلامية والعالمية المناهضة للعنصرية والاستعمار، وهي فعالية اثمرت بوقف العدوان من جهة، وفي الدفع باتجاه المصالحات العربية من جهة ثانية، وفي فتح الافاق لقيام جبهة عربية اسلامية عالمية ممتدة من كوبا وفنزويلا وبوليفيا وشعوب امريكا اللاتينية في اقصى الغرب الى اندونيسيا وماليزيا وباكستان وايران وتركيا في قلب الشرق، وهي الجبهة التي برزت ملامحها في قمة الدوحة بعد أن تجلت قوتها في الشارع على مدى 22 يوماً.
4-  تراكم خبرات المقاومة وتجاربها من ساحة الى اخرى، ومن معركة الى معركة ثانية فقد كان واضحاً كيف استفاد المجاهدون في غزة من تجربة المقاومين في جنوب لبنان الذين استفادوا دون شك من الوهن الذي اصاب الغطرسة الأمريكية على يد المقاومة في العراق وافغانستان، مثلما تشير المقاومتان العراقية والافغانية الى استفادتهما من كل تجارب حروب التحرير من مصر الى الجزائر الى اليمن الى السودان الى دول المغرب العربي الى الثورات السورية والعراقية والفلسطينية في مواجهة الاستعمار وصولاً الى حروب فيتنام وغيرها وغيرها.
5- أن الحرب هي صراع ارادات وان الخسارة والربح تتحددان في مدى صمود الارادة وانكسارها، وقد كان واضحاً أن ارادة الشعب الفلسطيني في غزة لم تنكسر وان صرخة استسلام واحدة، رغم كل الجرائم الوحشية ، لم تصدر عن أي مواطن في غزة.
6- ضرورة تلازم الشروط الموضوعية مع الشروط الذاتية في أي معركة ينبغي أن تتوفر لها شروط الانتصار، واذا كان المقاومون في غزة قد حرموا من بعض الشروط الموضوعية التي توفرت للمقاومة في لبنان وخصوصاً المدى الاستراتيجي الرحب الذي وفرته سوريا في تلك المعركة، لكنها ادركوا بالمقابل أن هناك تحولات استراتيجية هامة في المنطقة والعالم تسمح لها بالصمود وكسر ارادة العدوان وافشال اهدافه.
اوباما والمنطقة
وفي الرد على سؤال حول انعكاسات تسلم اوبام للرئاسة الأمريكية على الاوضاع في المنطقة قال بشور : ليست الصدفة وحدها هي التي جمعت بين موعد تسلم اوباما وبين وقف العدوان الصهيوني واعلان خطاب المصالحة العربية في الكويت، بل هناك اكثر من رابط فلقد كان المطلوب امريكيا من اوباما تحقيق امرين اولهما الخروج من الازمة الاقتصادية والمالية الخانقة وهذا يتطلب اعادة توزيع الموارد والانفاق نحو الداخل  على حساب المشاريع العسكرية التوسعية في الخارج، وثانيها تحسين صورة  الولايات المتحدة في الخارج، لا سيما في العالمين العربي والاسلامي وهذا يحتاج الى تخفيف حدة التوتر في المنطقة، لا سيما على صعيد الصراع الصهيوني – العربي، أو على صعيد العلاقات العربية – العربية، والعربية – الاسلامية، لأن احتدام هذا الصراع سيؤدي الى احراج الادارة الجديدة في وقت تتجنب فيه مثل هذا الاحراج.
الحوار الفلسطيني
وحول امكانية نجاح الحوار الوطني الفلسطيني لاحظ بشور أن قوى عديدة ستسعى لافشال هذا الحوار، لكن هناك هذه المرة عوامل عدة تسهل نجاحه اولها الانتصار في غزة الذي لا يستطيع احد القفز فوقة وتجاهل دور حماس التي اثبتت وجوداً عسكرياً بعد أن اثبتت عبر الانتخابات وجوداً سياسياً، وثانيها سقوط منطق احتكار التمثيل الفلسطيني لطرف واحد وهو منطق سار به بعض المسؤولين العرب فاججّوا نار الصراع بدلاً من اطفائها، وثالثها أن اعمار غزة لا يتم الا عبر توافق – فلسطيني لأن الارض بيد المقاومة وفيما الشرعية المعترف بها من قبل الدول المانحة بيد السلطة الفلسطينية، فلا بد اذن من توافق بينهما ، ثم أن هناك ضغطا شعبياً فلسطينياً وعربياً واسلامياً كبيراً من اجل الوحدة التي تجلت في الميدان بين المقاتلين من كل التنظيمات، كما في المسيرات والتظاهرات في القدس والضفة واراضي             48 والمخيمات حيث كان ابناء التنظيمات كلها  يسيرون كتفاً الى كتف، ولا بد هنا من التنويه بدور الفصائل الفلسطينية في لبنان التي تصرفت بشكل موحد طيلة ايام العدوان وهو ما انعكس ايجاباً على صعيد المخيمات والوضع اللبناني.
وحول رأيه ببيان سفارة العراق في لبنان الاحتجاجي على مهرجان احياء ذكرى استشهاد الرئيس صدام حسين في طرابلس قال بشور: يبدو أن الذين كتبوا البيان لا يعرفون لبنان ولا يعرفون قدسية حق التعبير في لبنان ولا طبيعة التنوع في المجتمع اللبناني، كما أن كاتبي البيان لا يعرفون كذلك أن اقطار عربية عديدة تحيي هذه الذكرى لانها لا تقبل أن يقدم جيش احتلال على اعدام رئيس عربي وفي عيد الاضحى بالذات، وذكّر بشور كاتبي البيان بأنه في كلمته في مهرجان طرابلس اوضح انه إذا كان من حق كل انسان أن يكون له رأيه واعتراضاته ونقده لصدام حسين الحاكم، فان من واجب الجميع أن ينتصروا له ولرفاقه حين يكونون في ساحات المقاومة أو في سجون الاحتلال أو على منصات الاعدام.
21/1/20

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى