الأخبار اللبنانية

حركة التوحيد الإسلامي تقيم احتفالاً دينياً حاشد في منطقة عدوة “الضنية”

أقامت حركة التوحيد الإسلامي احتفالاً دينياً حاشد في منطقة عدوة “الضنية” بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، بحضور رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ هاشم منقارة ، الداعية عمر بكري ،الحاج أحمد ضرة ، ممثلي عن الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية وأعضاء مجالس بلدية واختيارية ورجال دين ورؤساء نقابات عمالية وجمعيات خيرية واجتماعية ،رؤساء عشائر، إضافة إلى حشد جماهيري من أبناء الضنية غصت به قاعة المنطقة ومداخلها .
خير بداية كانت تلاوة عطرة من القرآن الكريم ثم كلمة للأخت ضحى حيدر حيث رحبت بالحضور ونوهت بالذكرى الشريفة المباركة ومعانيها ثم وصلة إنشادية في مدح الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم

ثم كانت كلمة رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الإسلامي فضيلة الشيخ هاشم منقارة .
وهذا نصها:
الحمد الله في كل وقت و حين و الشكر له على نعمة مَبعثِ سيد المرسلين و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له: القائل في كتابة المبين: “محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رُحماءُ بينهم تراهم رُكعاً سُجداً يبتغون فضلاً من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم مِن أَثَرِ السُجود ذلك مَثَلُهُم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أَخرَجَ شَطئَهُ فآَزَرهُ فاستغلظَ فاستوى على سوقِهِ يُعجِبُ الزارعَ ليبغظ بهمُ الكُفار .وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصلحِت منهُم مَغفرة و أجراً عظيما”. و أشهد أن محمدا خاتم الرسل و النبيين
محمدٌ سيد الكونين و الثقلين        خير الفرقين من عٌرب و من عجم
فاق النبيبن في خَلق و في خٌلقِ     و لم يٌدانوهُ في علم و لا كرمِ
وكُلُهُم من رسول الله ِمُلتَمسن       غرفا من البحر أو رجفا من الديمِ
فمبلغ العلمِ فيهِ انهُ بشرٌ              و أنه خير الخلقِ كُلِهِمِ
صلاوات ربي و سلامهُ عليهِ و على آله و أصحابه أجمعين

أيها الإخوة و الأخوات ها نحن اليوم نستقبل ذكرى نعتز بها إنها ذكرى ميلادُ فخر الأنبياء و إمام الأولياء و سيد الكائنات شمس الهداية الربانية و شمس دين الإسلام الذي قال فيه رب العالمين “يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهداً و مبشراً و نذيرا . و داعياً إلى الله بإذنه و سراجاً منيراً” وقال ” و ما أرسلناك إلا رحمة العالمين” و قال ” و ما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً و نذيراً” و قال ” هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق لنظهره على الدين كله و لو كره المشركون” وقال ” وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا” وقال ” إن كنتم تحبون الله فاتبعون يُحببكُم الله” و قال” لقد كان لكم في رسول الله أسوةٌ حسنة لمن كان يرجوا الله و اليوم الآخر و ذَكر الله كثيرا”, أرسله رب العزة سراجاً منيراً فبدد بنوره عن النفوس ظلمات القسوة و الطغيان فأشرقت القلوب بنور التوحيد مع طمأنينة العقل و سكينة الضمير و بشرعٍ ارتضاه الله لعباده يهدي إلى الحق و إلى طريق مستقيم بمبادئه السامية و مُثله العالية تُذعن لها العقول و تنفتح لها القلوب فشرح الله صدور من تخلفت عقولهم عن ركب التفكير العقلي المثالي و من اعتقدوا الوحدانية المشوهة القلقة التي لا تلتقي مع طمأنينة العقل و سكينة الضمير ومن ركِبوا الجهالة القاتلة و من أصابتهم الأمراض الخُلقية و النفسية و الصحية التي فتكت بمجتمعات بالغة الرقي المادي و التقدم الحضاري, ثم هي الآن تفتك بنا منذ بَعُدنا عن منهج النبوة و جهلنا فضل رسول الله صلى الله عليه و سلم علينا في النجاة من تلك المُهلكات ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم” ثم خالفنا سيرته الطيبة في أقواله و أفعاله ومواقفه التي حفلت بكل موقف جليل و بكل معاني الفضل و الخير و العدل و عوامل التقدم الإنساني و الإبداع البشري الخاضع لجلال عبودية الله رب العالمين. و حسبنا التزام سيرته صلى الله عليه و سلم و أخلاقه الطاهرة, وفي رحمته, وفي صَفحه, وفي عدله, وفي حبه وفي وفائه و في تعاونه وفي نصحه وفي صدقه وفي أمانته وفي إخلاصه وفي سائر مسالك خَلقِه و خُلُقِه.

ولا ريب أيها الأخوة و الأخوات أن حياته صلى الله عليه و سلم قدوه يفتقر إليها كل مسلم لنعيد بناء أعظم حضارة عرفتها البشرية على الإطلاق التي قام ببنائها المسلون الأوائل حيث كانوا يَتَتَبعون كل دقيقه و جليلة في سيرته صلى الله عليه و سلم و الذين بفضل استقامتهم على منهج كتاب الله و سنة حبيبه صلى الله عليه و سلم دخلوا التاريخ من أوسع أبوابه و حققوا أعظم حضارة إنسانيه في دنيا الحضارات التي تفتقر إليها البشرية في كل زمان و مكان لأنها العلاج الحقيقي لكل هذه المفاسد التي ملأت الأرض ظلما و جورا بعد أن ملأها صلى الله عليه و سلم و أصحابه قسطاً و عدلاً, ومن هنا وفي ظل هذه التغيرات الكبيرة العظيمة و الانتصارات المتتالية التي نعاينها اليوم داخل هذه الأمة التي قال فيها سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لا تدري الخير في أول هذه الأمة أم في آخرها  نؤكد أن أي مشروع لا يصب في مصلحة وحدة هذه الأمة ويدافع عن مصالحها و يدعم المشاريع المشبوهة التي تؤيد عدونا الأول إسرائيل و خصوصا ممن يؤيدها من غرب مجاهر بعداوته و دعمه لهذا العدو الحاقد و اخصها بالذكر أمريكا و أوروبا و شرق منافق يقول مالا يفعل نرفضه رفضا باتا ولا يعنينا بشيء  و إقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه و سلم و إيمانا بما أمرنا به الله عز وجل في قرأنه و بناء عليه فإن أي أداء داخل بلدنا أو خارجها فلا بد له من مراعاة القواعد التي توصِلونا إلى :

1_ دعم مشروع وحدة الأمة ضد مشاريع تفتيتها بدول متناحرة و بدول متصالحة مع إسرائيل
2_ رفض القرارات الأممية التي ساندت إسرائيل في اغتصابها لأرض فلسطين و المقدسات و خصوصا بيت المقدس
3_ إن أي حكومة لا تراعي خصوصية الصراع مع إسرائيل على أسس ثابتة معلومة و دعم مقاومتها هي حكومة ساقطة الشرعية بكل المعايير
4_ أن أي محكمه دولية لا تقوم على العدالة التي نعلم قواعد مرجعيتها و نعرف معاييرها  الأخلاقية فإنها محكمة باطله و عليه فإن دار الفتوى بما لها من دور ديني لا يحق لها أن تؤيد محكمة لا تلتزم المعايير الدينية و القواعد الإسلامية و تؤجج الفئوية و المذهبية بين أبناء الوطن والتبعية لتيار سياسي قد ضل الطريق و أضل الناس بعلم و بغير علم ضاربا بالمبادئ الشرعية عرض الحائط.
5_ نحن نقر برأي الأغلبية و لكنها لا تعني دائما الحقيقة و الصواب و التعامل معها تسهيلا للأمور و مقاربة العدالة و لكن عندما تصطدم الأغلبية بثوابت الشريعة و حقائق الدين والمتعارف عليه من الأمور الأساسية لا تعني لنا شيء لا من قريب و لا من بعيد.
6_ كما شرحنا و علمنا من حياة نبينا محمد صلى الله عليه و سلم فإن السنة طريق الأقوياء طريق الشرفاء و طريق الأتقياء و طريق الأولياء طريق السالكين و طريق الملتزمين بقضايا امتنا العربية و الإسلامية و عليه من خرج عن طريقة النبي في عباداته و سلوكياته و جهاده و دفاعه وسياساته الشرعية والتزام سياسة التفريق المذهبي و الفئوي و الوطني و الإقليمي والتسليم لقرارات الأممية جائرة ساومت على الحقوق الشعوب المستضعفة فإنه في غير طريق النبي و هو بالتالي في غير طريقنا السياسي المجاهد المقاوم.
7_ إن أي دور للسنة في لبنان هو دور الحاضن لمشروع الأمة الحامل لكل قضاياها الدينية و الشرعية و السياسية والاجتماعية و الاقتصادية و السلوكية و الأخلاقية تعليما و تنظيما وإعداداً و دعماً بشتى الوسائل للعلماء أن لا يقفوا على باب الأمراء بأخذهم دورهم الحقيقي في بث روح العلم و الدفاع عن الأمة الذين هم أولى الناس بدافع عن السنة و مشروع الأمة.
8_ نحن نحي هذه الثورات الشعبية في تونس و مصر و الثورة في كل بلد عربي و إسلامي تصحح لأوضاعنا التي أوردتنا مواقع الذل  أمام العالم كله وجعلتنا في آخر الأمم و تزيل الغبن عن الشعوب و تقف أمام الطغيان السياسي و المصلحي و الخياني و طغيان السلطة و التزوير الفاضح من الحكام بتحويل مقاصد أمتنا العالمية إلى مطالب الفقر و العوز و الحاجة إلى الغير فردا كان أو جماعات أو دول.
9_ نحن أمة واحده من المحيط إلى المحيط فدماؤنا و أعراضنا وأرضنا حرام على الكل حكاماً و محكومين فلا يجوز إراقة الدماء و التعدي على الأعراض و اغتصاب الأرض مهما علا شأن من أوعن لنفسه الربوبية على الناس كما يفعل بعض الحكام العرب و المسلمين اليوم يقتلون شعوبهم و يستحلون أعراضهم بذريعة الحفاظ على الأمن و عدم الفوضى وفتاوى بعض الأغبياء من العلماء الذين يُفتون بحرمة الخروج عن الحاكم وهم لا يرون مدى خوض هذا الحاكم بدماء الناس و التعدي على حقوقهم و خيانة الأمة مع عدوه الله إسرائيل بطريق مباشر أو غير مباشر.
10_دعوة العلماء بأن يستعيدوا دورهم الريادي بإصلاح ما فسد من أمر هذه الأمة و أن يراجعوا أنفسهم باستعادة هذه الذكرى العظيمة بمولد رسول الله صلى الله عليه و سلم بدفع الظلم و الدعوة إلى العدالة بين الناس و إعادة الاعتبار بدعم حقيقي لمشروع  حركات المقاومة ضد أعداء الأمة لا سيما في لبنان و فلسطين و الإنكار على السنيون الجدد دعمهم الخفي و المعلن لأنظمة الاعتلال العربي و الإعلان عن تحرير المقدسات خصوصا بيت المقدس و المسجد الأقصى و حق العودة للشعب الفلسطيني الذي أصبح بعلم الله على مرمى حجر بعد المعادلة الفذة التي أطلقتها المقاومة و أرستها قوى الممانعة في بلادنا الشامية معادلة احتلال الجليل .
11_ نعيد و نكرر أن التصرفات الغوغائية ( بما يسمى ب 14 آذار) لن تستطيع أن تغير في المعادلة الوطنية ولا الإقليمية و لا دوليه شيئا ذو قيمه لان سياسة الرهانات الخاطئة على القوى الخارجية قد سقطت و هي في الأصل لا تجدي نفعا في دعم أمتنا العربية و الإسلامية ولأن عصر الهزائم و أنصاف الرجال و الوقوف في المكان مبهم قد ولى إلى غير رجعة إن شاء الله تعالى.

و أخيرا لا آخرا استفيقوا أيها الناس يا أمة العرب و الإسلام يا أهل وطني على هذه الحقائق التي نراها جهارا نهارا من يقظة الأمة و جماهيرها و إرهاصات الانتصارات على أعداءها و السعي من الكثير بوحدتها على أهدافها و التمسك بتطلعاتها و آمالها واستقيموا أيها المسلمون على هدى كتاب ربكم و سيرة نبيكم عليه الصلاة و سلام الذي قال ” حياتي خير لكم و مماتي خير لكم” و جعلوا هذه الذكرى أيها الأخوة الأكارم انطلاقة راشدة تزيل العروش الفاسدة و تستعيد النفوس الضائعة و تصحح التصورات الشاذة المتخيلة فأنتم إن رجعتم إلى ما كان عليه نبيكم بحر هادر يأخذ بطريقه كل العوائق المصطنعة و يلفظ الغُثاء إلى حيث العبرة لمن اعتبر من أفراد و جماعات و تيارات و أحزاب و أنظمة و دول متخاذلة مستبدة .

انطلقوا و خذوا الكتاب بقوى و عيشوا أنوار صاحب هذه الذكرى العطرة محمد عليه الصلاة و السلام
ولد الهدى فالكائنات ضياء              و فم الزمان تبَسُمٌ و ثناءُ
و إلى لقاء النصر و التحرير و مواقف العزة و وحدة الأمة نسير دون هوادة و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلِبون و الحمد الله رب العالمين و صلاة و سلام على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى