المجتمع المدني
“مؤسسة الصفدي” و”فرنكوفونيا لبنان” يكرمان الكاتبة والشاعرة عز ملك
بعد توجيهها الشكر لمؤسسة الصفدي على استضافة الندوة، اقترحت فوشيكور “أن نستكشف معاً بعضاً من التناقضات التي تغني المهنية الأدبية والشخصية لعزة ملك وترسم الجغرافيا الحميمة المعقدة التي خلقتها عزة. ثم تناولت بإسهاب مؤلفات عزة، لافتة إلى علاقة عزة الحميمة مع لبنان وفرنسا، القطبين الشمالي والجنوبي في حياتها، نجده في أحلامها وأشعارها بنكهات وألوان مختلفة… لغتان مختلفتان: اللغة الام واللغة المختارة، لتتأكد عزة ولتؤكد بأن الفرنسية تعني الحرة…عزة ليست النمودج الأخير، إنها الأولى بين النوافذ…”. ثم تناول فيغناست، تجربته الغنية مع الكاتبة عزة ملك في فرنسا، لافتاً إلى أن السبب الأساسي لاختيار عزة الكتابة باللغة الفرنسية، ليس كونها قاسماً مشتركاً بين لبنان وفرنسا، بل أيضاً لأنها تنشد الحرية من خلال كتاباتها، وعمق أفكارها. اما بركة فقد قدم مطالعة كبيرة حملت عنوان “الكلمات المهاجرة، من جهة إلى أخرى”، اثنى فيها على المحاضرين الموجودين، مركزاً على الكلمة وتجلياتها، وشروط استكمال الكلمات في سياق معين، وتسلسل المعاني التي تنساب داخل العمل، معتمدة على الخطوط التي تسمى “lexèmes”، التي تتكامل أو تتناقض مع بعضها البعض، مستشهداً بمؤلفات عزة ملك الأدبية والشعرية، واضعاً إياها في قالب تحليلي، ليختتم بالقول: إن القصائد المختارة “A Quatres mains et à deux coeurs”، لملك وسيكارد، مقابل بنية متقدمة، مفتوحة لجميع الأسفار المحتملة: اللغة، الزمان والمكان، الأسطورية، المبدئية والتي ما زالت،.. هذا ما يجعل دلالاتها أغنى وأكثر تحفيزاً.
ثم تحدثت المكرمة عزة ملك، فعبرت عن فخرها أكثر من أي وقت مضى، لنيلها هذه الدرجة الكبيرة من التميز من الحكومة الفرنسية. موجهة الشكر إلى جميع الذين ساهموا في نيلها هذه الرتبة والذين يكرمونها اليوم، مؤسسة الصفدي، المركز الفرنسي، وفرانكوفونيا-لبنان التي استعارت منها عبارة “المشاركة”، التي تحمل معان نبيلة وإنسانية عميقة، لأن المشاركة تعني معرفة الآخرين في اختلافاتهما، هي التضامن، الديمقراطية، الوحدة والتوحد كما في العائلة. وهو ما يحتاج إليه لبنان اليوم. ومن طرابلس، التي شكلت انطلاقتي، ضممت كلمة “الفرنكولوفنية”. فطرابلس تمثل بالنسبة لي الخلفية والمسرح لكتاباتي، إنها المدينة الفرنكوفونية الأولى في لبنان. هذه المدينة التي تتلقى طعنات في الظهر من أعداء الثقافة والسلام. واعتبرت أن التقاءنا جميعاً حول هدف واحد اليوم، هو بحد ذاته شيئاً مهماً. وختمت موجهة الشكر إلى مؤسسة الصفدي التي من خلال مكتبتها الغنية، برامجها التعليمية وحفلاتها وجمهورها، مركزها الثقافي، تمثل التميز الحقيقي والغنى الثقافيين، ويجب أن تعتبر اليوم مركزاً أساسياً مشعاً. إنها فخر لطرابلس، ولكل لبنان. واسمحوا لي اليوم أن أقول لكم بدون استخدام الكتابة، مدى تعلقي بمدينتي طرابلس.