الأخبار اللبنانية

نص المؤتمر الصحافي لعضو تكتل ” لبنان أولاً ” النائب محمد كبارة الذي ألقاه بتاريخ الخميس

قد يكون الصمت فضيلة إذا تحدث السفهاء، خصوصا إذا نطقوا بما يختزنه لا وعيهم من مفردات.

ليس أفضل من هذه الحكمة العميقة لوصف حال ميشال عون ومحاولته التطاول على رمز اللبنانيين السنة في السلطة السياسية بهدف تعطيل تأليف الحكومة  وضرب استقرار البلد، استمرارا للمخطط الإقليمي الذي بدأ مع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
لا نخاطب في عون عقله كوننا ندرك حاجته إلى مشورة متخصصة لمساعدته على استعادة وعيه، ولكننا نلفت من يحرك عون بالريموت كونترول، أي الحزب الآلهي المزعوم، إلى أن اللبنانيين السنة ليسوا ملهاة ولا مكسر عصا ولا محطة لقطارهم الفارسي، ولا صندوق بريد لرسائل أسيادهم.
نقول لمن يسعى إلى تعطيل تأليف الحكومة أن المقامرة باستقرار الشعب اللبناني وازدهاره هي في ذاتها مؤامرة، تعكس تصميم قوى الأقلية على تعطيل الحياة السياسية على الرغم من خسارتها في الانتخابات النيابية التي جرت في حزيران الماضي، وفشلها في الإمساك بالشرعية الدستورية.
لا نخاطب عون لأنه عصي على التخاطب، ولا لصلابة في موقفه.
نخاطب من يدير عون من بلدته في الضاحية، التي لا يستطيع حتى الصهر المدلل زيارتها إلا بموجب إذن مسبق، لنقول له أنه لا شرف في الاختباء وراء المشكلات النفسية والشخصية لخلق أزمات بهدف بيعها في الأسواق الإقليمية، علما أن سوريا وإيران غير مهتمتين بشراء ما يحاك في لبنان، لأن دمشق وطهران مهتمتان بأسواقهما المحلية الخاصة.
أما الحزب الآلهي، الذي لا يستطيع أن يعتمد تفسيرا ثابتا لمدى خطر التهديد الإسرائيلي على لبنان، فنذكره بأن الحصان الأعرج الذي كان قد سحبه من تسوية الدوحة بعد عدوان أيار العام 2008، لا يستطيع أن ينوب عنه في محاولة عرقلة تأليف الحكومة.
مهمة تعطيل تأليف الحكومة، على قذارتها، تحتاج إلى خبيث، لا إلى مجرد بسيط، لذلك نحذر من مؤامرة دفع البلد إلى حالة فراغ حكومي، تمهيدا لتنفيذ سيناريو مسلح جديد لفرض تسوية جديدة على غرار تسوية الدوحة السيئة الصيت، والتي أعطت الأقلية صلاحية تعطيل الحكم.

 

بوضوح نقول ان هذه الأقلية لن تحصل، وتحت أي مسمى، على ثلث معطل، لأن ذلك يلغي مفاعيل فوز الأكثرية في الانتخابات، ولن نسمح به. الضمانة التي تتطلبها إدارة البلد هي في عهدة فخامة رئيس الجمهورية بصفته حارسا للدستور الذي أقسم يمين الحفاظ عليه.
ولن يحصل عون أيضا على حقيبة الاتصالات لصهره، مهما عطل بأمر من أسياده ومهما ناور، فانجازات الصهر العظيمة تمنع عون حتى من مصارحة  أتباعه عن السبب الذي يدفعه إلى الإصرار على إعادته إلى المقعد السخي.
الحقيقة أن الحزب الآلهي الذي يدير عون يريد صهره في الاتصالات ليستكمل هو شبكة اتصالاته في لبنان التي شن عدوان أيار العام 2008 ليحتفظ بها. هذه المرة يريدون من صهر عون أن يحافظ عليها كي لا يضطروا إلى تولي مهمة فرضه فيها مباشرة.
هل عون مسؤول عما يقوم به أم أن المسؤولية عما ستسفر عنه مغامرته  يجب أن يتحملها من يدير عون؟
هذا هو السؤال المطروح على الشعب اللبناني. والجواب يبدو واضحا منذ الآن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى