ثقافة

في ذكرى رحيل الزميل جورج يمين

“محبرة المحكية” هدية شعرية تغني العامية “محبرة المحكية” هو عنوان الكتاب الذي أصدرته “جمعية جورج يمين الثقافية” في الذكرى السنوية لغيابه. وقد شاءت الجمعية أن تقدم بالمناسبة زادا جديدا للعربية، بإغناء مكتبتها بالمحكية الرائجة في الجبل الللبناني وبعض من المحيط.

جمع الكتاب قصائد نخبة لعشرين شاعرا من المجلين في الشعر المحكي الجميل. أولئك الشعراء الذين تاهوا في جمالات الجبل اللبناني، أفلتوا من كل عقال وجنحوا بمخيلاتهم بكافة الاتجاهات، وبأبعاد من دون قياس. وبلغ التيه ببعضهم لتقديس المحكية، وجعلها غاية بحد ذاتها أمثال الشاعر سعيد عقلفي كتابه “يارا”،  العربي الخطاب، واللاتيني الحروف.

ليس عقل وحده من المجلين في هذا المضمار من الذين وردوا في الكتاب، فمن العتاق يونس الابن صاحب “لبنان يا قطعة سما”، وميشال طراد صاحب “جلنار”، والأخوان الرحباني صاحبا “يا حلو شو بخاف”، وأسعد سابا تحلم به والدته عائدا من المهجر ليربع جرس الكنيسة بيد واحدة، ومارون كرم المتسامح مع حبيبه الخائن الذي “باعه وحب الغريب” في” اندق باب البيت”، وأسعد سابا في “مين دلك بالهوا ع بيتنا”، إلى قصائد كثيرة ومتنوعة منها المغنى المعروف، ومنها المغمور قدمت في الكتاب لقاريء منتظر، لم يكن على الموعد.

ومن الأسماء المشاركة الشعراء جوزف حرب، ايليا أبو شديد، طلال حيدر، موريس عواد، عصام العبد الله وآخرين. لكن يبقى الفضل في تقديم هؤلاء الشعراء بنخب من أعمالهم للراحل صاحب المناسبة جورج يمين، كأنه ضحى بنفسه من أجل الآخر، فكانت له مجموعة من قصائد محكية جميلة من محبرته وريشته، متماسكة السبكة، قوية النظم والتركيب، واثقة التعبير:
“ردوا الكتب ع رفوفها
ت تنشقع ببيوتكن
متل الحفافي تنشقع
ولا تحزنوا ان شفتو عشب
بلش يفرخ بالحبر
والشوك ياكل هالكتب سطر وسطر..”

هدية الجمعية نحوا من ١٥٠ صفحة، علق على شعرائه جرمانوس جرمانوس، صممه شادي الحاج، مع صور تعبيرية لجوزف الحاج تفصل بين الأجزاء المخصص كل منها لشاعر.

للجمعية مساهمة مشكورة في إغناء العربية بعدة مؤلفات أغلبها للراحل يمين، مثل “ناثر الرياحين”، و”يضل القمر” ، و”مرايا النصوص”، و”ظلال الشعر”، و”المدى المفقود” وهو نظرة لكتاب لبنانيين إلى الطبيعة.

بالإضافة للكتب، ثمة اسطوانات لأشعار جورج وبعض منها المغناة.
لكن الكتاب يعد باستمرار الجمعية بالمزيد: “تروك القنديل ع الباب.. وفوت.. ضو كتير”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى