الأخبار اللبنانية

الشعار يستقبل وفودا مهنئة بذكرى المولد

إستقبل مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، في دارته في طرابلس، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأورثوذكس المطران أفرام كرياكوس، مطران الروم الملكيين الكاثوليك في طرابلس المطران إدوار ضاهر، الذين قدموا له التهنئة بذكرى المولد النبوي الشريف، في حضور الوزير السابق عمر مسقاوي، النائبين السابقين عبد الرحمن عبد الرحمن، ومحمود طبو، المدير العام السابق لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، مستشار الرئيس سعد الحريري لشؤون الشمال عبد الغني كبارة، نقيب المحامين السابق رشيد درباس، رئيس جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية في الميناء القاضي ناصر الصالح، أمين فتوى طرابلس الشيخ محمد إمام، النائب السابق للرئيس العالمي للجامعة الثقافية في العالم أنطوان منسى، وحشد من المشايخ والفاعليات السياسية والإجتماعية والثقافية.

بداية، تحدث المطران بو جودة، فقال: “بمناسبة هذا العيد الفضيل أردنا مع أصحاب السيادة والآباء الأجلاء، أن نأتي لنقدم لصاحب السماحة أفضل التمنيات والتهاني، طالبين من الرب أن يكون هذا العيد بداية سلام لطرابلس”، معتبرا أن “اللقاء يتكلم أكثر من الكلام. في أن نكون جميعا مسيحيين ومسلمين مجتمعين مع بعضنا بعضا، كما نجتمع عادة، لكي نعبر عن ميزة هذه المدينة التي تمر بها أيام صعبة. لكن في الوقت عينه نعبر عن كون هذه البلاد، وهذه المدينة مدينة العيش المشترك بين مسيحيين ومسلمين”.

اضاف “كل واحد منا لديه إيمانه، ولديه إيمانه الإلتزامي، ولكن كلنا لدينا الإلتزام الوطني، ونريد أن نحاول قدر المستطاع أن يكون هذا الإلتزام عمل مشترك لأن الأيام الصعبة التي تمر بها مدينة طرابلس، ولا أحد يقدر أن يعالجها إلا أبناؤها بالذات”.

وتابع “أنا وجهت نداء، وقلت: يا أبناء طرابلس قوموا من الصمت الذي أنتم فيه. لا تتركوا الأشخاص الذين يخلقون هذا الجو البشع أن يسيطر على المدينة. أنتم أبناء هذه المدينة، عشتم من القديم، وتعيشون اليوم هذه الحياة مع بعضكم بعضا مسيحيين ومسلمين ان تعبروا عن هذا الموقف بلقاءات متعددة، وبتصرفات متعددة حتى نعيد لهذه المدينة وجهها الصحيح، الذي تميزت به منذ القديم”.

وختم “صاحب السماحة أرجو أن يكون هذا العيد بداية لهذه المرحلة الجديدة التي سنعيشها مع بعضنا بعضا، وأريد أن أذكر بكلام قداسة البابا فرنسيس بمناسبة اليوم العالمي للسلام، الذي يقول فيه أن السلام هو ثمرة الأخوة. نحن أخوة بالإنسانية أولا، والإنسانية نريد أن نعبر عنها بلقاءاتنا التي سنعيشها مع بعضنا بعضا، حتى نثبت هذه الأخوة الإنسانية، والإخوة الوطنية، حتى نعيد إلى هذه البلاد صورتها الحقيقية، وإلى هذه المدينة صورتها الحقيقية”.

بدوره، قال المطران كرياكوس: “نحن نشكر الله أولا، الذي يجمعنا في هذا اليوم المبارك، الذي فيه جئنا لكي نعبر عن تضامننا اولا، مع سماحة المفتي، وكل فاعليات طرابلس لمناسبة هذا العيد الكريم، الذي نتمناه خيرا للجميع، نحن كرجال دين رسالتنا قبل كل شيء، أن نبث روح الله في كل عمل ونشاط نقوم به، والروح الإلهي ليس فيه إلا سلام ومحبة وإيخاء بين جميع الإخوة والعائلات، التي تعيش في هذه المدينة، في هذا الوطن. وأقول إن الإيمان الصحيح عند كل المؤمنين بالله، الإيمان الصحيح هو الذي يبني وطنا صحيحا. نحن متمسكون بإيماننا بالله، ونحن في هذه الإيجابية، هذا الأمل والرجاء، أن هذا السلام هذا الروح، الذي يميز بلدنا، هذه الوحدة في التنوع التي نتمسك بها ونؤمن بها، هذه هي التي تبني وطننا الآن، وفي المستقبل، حتى تعطيه المثل النموذج لمنطقتنا والعالم كله”.

وشكر ختاما “سماحة المفتي الذي استضافنا اليوم، وكل الذين ساهموا في هذا اللقاء المبارك، ونشكر الله، ونشكركم جميعا”.

من ناحيته، قال المطران ضاهر في كلمته: “بداية، أريد أن أتقدم من سماحة المفتي، ومن أصحاب الفضيلة، وأصحاب المعالي والسعادة، ومن جميع الحاضرين بأحر التهاني بذكرى المولد النبوي الشريف، وونسأل الله في هذا العيد المبارك أن يحل على لبنان وعلى طرابلس السلام والوئام، خصوصا أننا اليوم بأمس الحاجة إليه، حتى نعيش السلام والمحبة”.

اضاف “جميعنا يعرف أن مدينة طرابلس مدينة العلم والعلماء. هذه المدينة وأهلها حقيقة محبون للعلم وللدين وملتزمون به، ولكن كلمة الحق يجب أن تقال: ان جميع أهل طرابلس، وعلى رأسهم سماحة المفتي، والحاضرين هم من الأشخاص الذين يهمهم كثيرا العيش الواحد، والعيش المشترك. واقول من إختباري الشخصي الذي عشته في المدينة أنني لم ألق رفضا من أحد، وكل شخصيات طرابلس وزعمائها، وكل أهل طرابلس لديهم القبول للآخر، وليس لديهم الفكر الإلغائي، كما نسمع من بعض الجهات، والكلمة الثالثة التي أضم صوتي الى أصحاب السيادة في قولها، إنه علينا جميعا أن نشهد بإيماننا، وبديننا حتى ولو كان هناك إختلاف، لأن في النهاية نحن نعبد الإله الواحد الأحد، الله واحد للجميع، ولكن كل واحد يعبر عنه بطريقة، والقيم التي تجمعنا هي أكثر بكثير من التي تفرقنا”.

وتابع “نحن أردنا اليوم، وأصحاب السيادة، أن نأتي إلى هذا البيت الكريم حتى نعبر ليس بزيارة بروتوكولية، ولكن زيارة معايدة من القلب وصادقة، كي نقول نحن واضعون أيدينا بأيدي بعض، ونشهد كما قال قداسة البابا الراحل يوحنا بولس الثاني “لبنان أكثر من بلد إنه رسالة، رسالة تعايش ورسالة محبة ورسالة سلام”، راجيا ان “تتجسد ويكون وجه طرابلس كما عشتوه. كما انا بينكم، وأحب أن أعيشه، وإن شاء الله بهمتكم ودعاكم، وتصميمكم، أتمنى اعيادا مجيدة، وينعاد عليكم بالصحة والعافية”.

وتوجه الشعار إلى الحضور “إخواني أصحاب السيادة، أصحاب السماحة والمعالي، فاعليات المدينة. أيها الإخوة والأخوات، مرحبا بكم في دارتكم. واهلا وسهلا بكم في قلب يسعكم جميعا، ويسع أبناء الوطن، ويسع في محبته العالم كله”، مهنئا “العالم كله، ولا أقول العالم العربي والإسلامي وحده، لأن محمدا عليه السلام أرسل رحمة للعالمين، بل أهنئ العالم كله، لذكرى خاتم الأنبياء والمرسلين”.

وذكر أن “محمدا عليه الصلاة والسلام، قال “أنا أولى بعيسى بن مريم منكم”. فالأنبياء إخوة لعلات أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، ونحن نعتقد بأن قيمنا الدينية، وأصول الرسالات السماوية كلها، إنما تستقي من معين واحد، هو دين الله تبارك وتعالى. من هنا نعلن أنه لا يجوز أن يكون هناك تباغض أو تقاتل نتيجة الإختلاف في الدين، أو المعتقد، أو ما يعبد الناس ربهم عليه”.

وقال: “إننا كرجال دين وأهل علم، إنما نمثل سماحة الدين، وقيمه ونبله، ونريد أن نعلن دائما وأبدا بأن الأديان أو أن الرسالات السماوية كلها، إنما جاءت لخير البشرية. كل الرسالات السماوية، محمد عليه الصلاة والسلام، وقبله عيسى بن مريم عليه الصلاة، والصلاة ومن قبلهما موسى عليه الصلاة والسلام. كل الأنبياء والمرسلين إنما جاءوا برسالة لخير البشرية وهدايتها، ولتحقيق الأمن والسلام والمحبة، ولينقذوا العالم من براثن الوثنية والجهل، الى النور والهداية، وقيم الدين”.

أضاف “إخواني وأخواتي في هذا اليوم المبارك، نعلن أن مهمة أهل العلم ورجال الدين ينبغي أن تتركز على تحقيق أمن البلاد، وعلى تحقيق السلم الأهلي، بل السلم العالمي لأن الدين مصدر محبة وأخوة ورحمة للعالمين، ولا أتصور أبدا، رجل دين أيا كان يضع على رأسه إشارة تدل على أنه يحمل رسالة الدين، أن يكون منذر جيش، أو أن يكون داعيا للفرقة أو البغضاء أو التقاتل أو التهديد في لبنان، أو في مطلق بلد من بلاد العالم. نحن رسالتنا الى العالمين إنما هي الإخوة والمحبة والأمن والسلام”.

وإذ كرر “التهنئة في هذا اليوم المبارك الأغر”، قال: “لا يسعني، وانا أستقبل قادة الشمال الذين يعبرون عن مرجعياتهم الروحية والدينية، والقيم السماوية والأرضية التي بعث الأنبياء من أجلها. إلا أن أرحب بكم في طرابلس، بلد العي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى