الأخبار اللبنانية

أبو جمرة لـ “البناء”: أتوقع ولادة الحكومة العتيدة هذا الأسبوع

كل تأخير في “التشكيل” يؤدي إلى خروقات أمنية وتدخلاتٍ خارجية

توقع نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللواء عصام أبو جمرة أن تبصر الحكومة العتيدة النور نهاية الاسبوع الراهن، داعياً الرئيس المكلف سعد الحريري إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية قائمة على الشراكة الحقيقية بين الأفرقاء اللبنانيين.
وأعرب عن تفاؤله في انعقاد اللقاء الأخير بين العماد ميشال عون والحريري، محذراً من المماطلة في التشيكل. واعتبر أبو جمرة أن كل تأخير يؤدي الى مزيدٍ من الخروقات الأمنية والتدخلات الخارجية.
وقال: “إذا لم يوّفق الحريري هذه المرة في مهمته، فسيعتذر، وعندها يجب ألا يكلف مرةً أخرى لتشكيل الحكومة، لان تكليفه للمرةً الثالثةً قد يؤدي الى افتعال مشكلةٍ في البلد”.
وتعليقاً على الحوادث الأمنية الأخيرة، اكد أن هذا الأمر في ذمة القضاء، مشيراً إلى أنه من الناحية النظرية هناك تقاطع بين هذه الحوادث ومواقف السفيرة الأميركية ميشيل سيسون.
كما لفت إلى أن هناك انسجاماً بين مواقف الأخيرة، ومواقف قائد “القوات اللبنانية” سمير جعجع.
حاوره حسان الحسن
* نسمع ونقرأ كلاماً إيجابياً وتفاؤلياً في شأن تشكيل الحكومة من أفرقاء في فريقي المعارضة والموالاة، ونقرأ ونسمع في الوقت عينه كلاماً يدعو إلى عدم الإفراط في التفاؤل من أطراف آخرين في الفريقيين المذكوريين، أين أصبحت التشكيلة الحكومية المرتقبة؟
بعد مرور أربعة أشهر وبضعة أيام على تكليف النائب سعد الحريري تشكيل الحكومة، وبعد إنعقاد قمة دمشق بين العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد، على الحريري أن يحسم وأمره، ويشكل حكومة وحدة وطنية ترضي الأطراف التي ستتشارك في إدارة الحكم، لان كل تأخير قد يؤدي إلى خروقات أمنية، وتعطيلٍ اقتصادي، وتدخلاتٍ أجنبيةٍ.
فمن الناحية الأمنية، ظهرت بوادر الخروقات في عين الرمانة، وطرابلس، و مخيم عين الحلوة وغيرها.
وظهرت أيضاً التدخلات الأجنبية، كموقف السفيرة الأميركية ميشيل سيسون، والذي تبعه موقف أكثر نشاذاً صادراً عن “القوات اللبنانية”.
أنا أؤمن أن الرئيس المكلف أو أي شخصٍ غيره يسعى الى تأليف حكومة، لا يمكنه ذلك في حال ربط نفسه بالصراعات التي تدور في المنطقة، عندها تستغرق معه عملية التأليف خمسين شهراً وليس خمسة أشهر. ولن تؤلف.
فإذا كان جدياً في مسألة التأليف، فعليه أن يلتفت الى الداخل، ويدر ظهره الى الخارج، وأمامه حلان لا ثالث لهما، إما أن يؤلف حكومة من الغالبية النيابية، إذا استطاع ذلك، وفي حال كانت هذه الغالبية تملك أكثرية ثلثي المجلس النيابي لكي تمرر المشاريع الدستورية التي تتطلب موافقة ثلثي البرلمان، فلو كان لديه ستة وثمانون نائباً، فكان يستطيع أن يعمل ما يشاء.
والحل الثاني هو أن يشارك المعارضة، فاذا كان يريد أن يشاركها، فعليه أن يحترم أصول الشراكة، ولا يمكن أن يقبل أي شريك مساهم في مشروعٍ بنسبة أربعين بالمئة أن يقبل أن تكون أرباحه في هذا المشروع بنسبة عشرة بالمئة. ولكي تكون المشاركة فاعلة يجب أن يحصل الشريك على حقه كاملاً.
فيجب أن يعلم الحريري أنه شريك في هذا الوطن ولا يملكه، وأن مكونات المجتمع اللبناني، شركاء وليسوا موظفين لديه. وهناك تقدم كبير لدى الحريري في فهم هذا الأمر.
إلغاء الدولة الرديفة
* أين بشائر هذا التقدم؟ بالأمس عضو كتلة المستقبل النائب نهاد المشنوق قال إنحلت عقدة توزير جبران باسيل، ولكن لا أظن أن وزارة الإتصالات ستكون من حصة المعارضة. فأين كانت تكمن العقدة في باسيل أم في وزارته؟
ـ لا مشكل لدينا في حال حصلنا على وزارة مماثلة من حيث الفاعلية والتأثير، كحصولنا مثلاً: على وزارة الدفاع، أو الداخلية، أو المالية ونكون هنا إنتقلنا الى منطق المداورة.
وفي المناسبة أجدد مطالبتي بإلغاء الدولة الرديفة المتمثلة بالمؤسسات التابعة لرئيس الحكومة، كمجلس الإنماء والإعمار والهيئة العليا للإغاثة صاحبا الصلاحيات المطلقة، فهما يستطيعان أن يصرفا ما يشاءان من المال من دون العودة إلى اي وزير. ولا مبرر لوجود هذه المؤسسات غير “السمسرة”. وهل أن الوزير لا يجيد أن يطلب قرضاً؟ وهل رئيس مجلس الإنماء أعلم منه؟
* في جولة الاستشارات التي تمت بين العماد ميشال عون والرئيس المكلف، هل تم التطرق إلى دور هذه المجالس؟
ـ أكيد أكيد، وسيتضمن البيان الوزاري إعادة تنظيم دور هذه المجالس، وأبرز أعمال الحكومة المقبلة هو تنظيم أعمال هذه المجالس، وانا كنت من أول المطالبين بالحاق المجالس بالوزارات المعنية.
ثم طالبت ربطهم برئيس الجمهورية مادام توافقياً، وتخفيف وزر هذه المجالس عن رئيس الحكومة، فقامت الدنيا ولم تقعد.
* في شأن المداورة على الوزارات، بالأمس اعلن مصدر في تيار المستقبل عدم تنازل التيار المذكور عن وزارة المالية، فكيف ستطبق المداورة؟
ـ نحن عندما وافقنا على المداورة برهنا اننا إيجابيين، ومن وافق على طرح المداورة عليه أن يقبل بأن تشمل كل الوزارات.
“الصهر المعطل”
* كيف إنحلت عقدة “الصهر المعطل”؟
ـ إن هدف الأكثرية هو استعادة وزارة الإتصالات لما تتمتع من أهمية مالية وأمنية وخدماتية، وكان هناك هدف آخر أيضاً بحسب مفهومهم، هو أن استهداف باسيل قد يؤدي الى “زكزكة” العماد عون، فاليوم إنحلت العقدة.
* كيف كانت أجواء اللقاء الأخير بين العماد عون والرئيس المكلف ؟
ـ الأجواء إيجابية، وآمل أن تسفر عن ولادة حكومة في أسرع وقت ممكن، وأتمنى للحريري التوفيق في مهتمه، لانه اذا لم يوّفق هذه المرة، فسيعتذر، وعندها يجب ألا يكلف مرة أخرى لتشكيل الحكومة، لان تكليفه مرةً ثالثةً قد يؤدي الى افتعال مشكلةٍ في البلد.
ففي حال اعتذر مجدداً فعليه أن يضغط على من كان يكلفه ألا يكلفه تشيكل الحكومة مرةً ثالثة”.
فكل الحجج التي استعملوها سابقاً سقطت، ارادوا تمييع الوقت حتى موعد حصول القمة السورية- السعودية، لأنهم مرتبطين بالخارج.
واليوم أقول عبر جريدة “البناء” عندما يشارك الحريري الناس ويعطيهم حقهم في هذه المشاركة، يترك على هؤلاء الشركاء ان يصّفوا علاقاتهم مع الخارج اذا كان لديهم علاقات، وفي حال ثبت بعد ذلك أن للشركاء المذكورين علاقاتٍ خارجية، عندها له الحق أن يطالبهم بأن يفكوا ارتباطهم بالخارج.
وأنا أتصور أن الحكومة ستبصر النور هذا الاسبوع.
* هل ستعود إلى طاولة مجلس الوزراء؟
ـ أنا لا أفرض نفسي لاي منصب، هذا الأمر متروك للعماد ميشال عون رئيس التيار الذي انضوي في صفوفه، وهو من ينتقي الوزراء، ولكنني مع نظرية تعديل نتائج الإنتخابات بالتوزير واختيار الوزراء من المناطق التي خسرناها في الانتخابات النيابية لمتابعة شؤون من أيّدنا فيها خصوصاً في المناطق التي خسرناها بفوارق ضئيلة.
* أين ترى موقع النائب وليد جنبلاط اليوم؟
ـ لايزال في صفوف الأكثرية ويحاول أن يؤدي دوراً توافقياً بين هذه الأكثرية وبين بعض قوى المعارضة.
إنسجام سيسون وجعجع
* بحسب خبرتكم العسكرية والأمنية الكبيرة، هل ترى أن الحوادث الامنية الأخيرة الممتدة من طرابلس إلى الجنوب مروراً بعين الرمانة هي وليدة الصدفة، وتدخل ضمن أطار نشاط بعض المشاغبين أم هي منظمة دولياً؟
هذا الأمر متروك لذمة القضاء ولا نستطيع أن نطلق الإتهامات جزافاً من دون الاستناد الى وقائع، لكن من الناحية النظرية، أرى أن هذه الحوادث تتقاطع مع عدم رضى السفيرة الأميركية في لبنان ميشيل سيسون عن قمة دمشق، ومع التشنج الذي بدا عند بعض الأحزاب.
ونلاحظ انسجاماً في الموقف بين سمير جعجع والسفيرة الأميركية، ولست ادري اذا كان هناك من تنسيق بينهما.
ولكن علينا أن نترك للتحقيق كشف حقيقة هذه الحوادث ومن يقف خلفها، وأدعو القضاء الى إنزال أشد العقوبات بمفتعلي الفتن.
ذكرى 13 تشرين
* ماذا تقول في الذكرى التاسعة عشر لعملية الثالث عشر من تشرين؟
ـ كان يوماً مأساوياً في تاريخ لبنان بعد سقوط الشرعية اللبنانية، ولكنه شكل إنطلاقةً للمقاومة التي بذلت قصارى جهدها لتحرير لبنان من أية وصايةٍ أو احتلالٍ أجنبي. فكانت ثمرتها إندحار العدو “الإسرائيلي” من لبنان، ثم مصالحة العماد عون مع سورية وإقامة افضل العلاقات معها بعد خروجها من لبنان، فهي اليوم تعتبر أن العماد عون اليوم صديق صدوق يبني علاقاته مع الآخرين على أساس الاحترام المتبادل.
* كلمة أخيرة للبنانيين في المناسبة
أقول لهم الاستقلال يأخذ ولا يعطى، وليكونوا ملء الثقة أننا لن نفرط باستقلالنا ولن نكون أتباعاً عند بعض الخاضعين للخارج. وأوجه تحية إكبار وإجلال الى شهداء الشرف الذين استبسلوا في الدفاع عن لبنان. وآمل ألا نسمح لأحد أن يدخل الى بلدنا وأن يسقط لنا شهداء مجدداً.
• عناوين فرعية
الحريري شريك في الوطن وليس مالكاً له
نوافق على مبدأ المداورة إذا كانت شاملة
لن نفرط باستقلالنا ولن نكون أتباعاً للخارج

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى