المقالات

لماذا اندلعت الحوداث في طربلس مرتين بعد الأزمة السورية؟ – بقلم: حسان الحسن

إن الحوادث الأمنية التي شهدتها مدينة طرابلس الأسبوع الفائت، لسيت وليدة الصدفة، أو حصراً نتيجة عامل الاحتقان بين منطقتي باب التبانة وجبل محسن، بفعل الأزمة السورية التي تسهم في تأجيجها بعض التيارات السياسية في لبنان، من خلال عمليات تهريب السلاح وتسلل “المقاتلين” إلى سورية عبر الحدود اللبنانية، بالإضافة إلى تسيير تظاهرات مستفذة للطائفة العلوية في الشوارع المتاخمة لجبل محسن.

فمنذ بدء الأزمة السورية في آذار الفائت، لم تتطور الاستفزازات بين “التبانة” و”الجبل” إلى اشتباكات مسلحة إلا عقب حدثين:

الأول- غداة تشكيل الحكومة الميقاتية الثانية التي نالت فيها طرابلس “حصة الأسد”، بهدف إفشال المهرجان الشعبي الذي أعد للوزراء الطرابلسيين آنذاك.

الثاني- بعد تطبيق الجيش اللبناني خطة ضبط الحدود اللبنانية – السورية في عكار، والمتزامنة مع نجاح الجيش السوري في تطويق العمليات الإرهابية التي تستهدف استقرار بلاده.

وفي هذا الصدد، تؤكد مصادر متابعة لحيثيات الواقع الميداني في سورية، أن وحدات الجيش وحفظ النظام تحقق نجاحات مهمة في عمليات استئصال البؤر المسلحة، من خلال التقدم البطيء والمدروس الذي تتبعه حافظاً على أرواح المدنيين والعسكريين في آن.

وتكشف المصادر عن عمليات فرار في صفوف المجموعات المسلحة، خصوصاً في محافظة حمص، لافتة إلى أن عدداً كبيراً من “المقاتلين” السوريين سلم للقوات النظامية، في وقت لاذ بالفرار قسم من المسلحين الأجانب إلى خارج الحدود.

وعن عمليات تهريب السلاح وتسلل المسلحين عبر الحدود اللبنانية – السورية، تؤكد المصادر تراجع العمليات المذكورة، وعدم انقطاعها في شكل نهائي، معتبرة أن بعض المناطق الحدودية اللبنانية لا تزال تشكل خطراً على الأمن القومي السوري.

يبدو أن انتشار الجيش على الحدود، وتقدم القوات السورية في عملية الحسم الأمني في حمص، شكلا عائقاً مهماً في وجه المؤامرة التي تستهدف سورية، عندها لجأ بعض أدوات التخريب إلى إشعال فتنة مذهبية في طرابلس بين أهل السنة والعلويين، ريثما تنعكس على الأوضاع في سورية، وتسهم في تأجيج الصراع المذهبي فيها، وبالتالي تعيد إنتاج الأزمة بعدما تمكنت القيادة في دمشق من إحباطها وتطويق ذيولها.

وكالمعتاد، تلقى الخارجون على القانون خيبة أمل جديدة، من خلال انتشار الجيش عند خطوط الاقتتال، ورده على مصادر النيران من أي جهة أتت، ولم تنه الحوداث الأمنية في طرابلس عن متابعة عملية ضبط الأمن على الحدود الشمالية – الشرقية.

وفي الوقت عينه، أدى انفجار مخزن السلاح في زيتون أبي سمراء إلى إرباك المسلحين، وكشف زيف ادعاءات فريق “ربيع الدولة” الذي سعى التعمية على الانفجار المذكور، وإخفاء معالمه بواسطة أدواته الأمنية.

ولم يتضح أمام الرأي العام، من هي الجهة التي تملك هذا المخزن والظرف الذي وقع فيه الانفجار وحجم الإصابات؟

المصدر: جريدة الثبات اللبنانية – بقلم حسان الحسن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى