الأخبار اللبنانية

التسرب المدرسي.. واقع، مخاطر وحلول

 

نظمت الجمعية اللبنانية الخيرية للاصلاح والتاهيل ندوة تربوية حول: “التسرب المدرسي.

. واقع، مخاطر وحلول”… في مركز رشيد كرامي البلدي في طرابلس، بمشاركة قاضي محكمة الأحداث ميشال الفرزلي، مدير معهد العلوم الاجتماعية ـ الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية الدكتور عاطف عطية، والصحافي الزميل غسان ريفي، بحضور ممثلين عن الرئيسين أمين الجميل ونجيب ميقاتي، وعن الوزير محمد الصفدي، وعن النائبين محمد كبارة وروبير فاضل، وممثل عن القوات اللبنانية وممثل عن تيار المستقبل، وشخصيات سياسية وإجتماعية وتربوية وقضائية وحقوقية وحشد من المهتمين.
النشيد الوطني اللبناني بداية، ثم ألقت رئيسة الجمعية فاطمة بدرا كلمة عرضت فيها لنشاطات الجمعية لا سيما على صعيد الاهتمام بالسجناء وعائلاتهم وتنفيذ برنامج مواجهة آفة المخدرات والحد من إنتشار حبوب الهلوثة.. وأشارت الى أن ظاهرة التسرب المدرسي تقض مضاجع المجتمع الطرابلسي وهيئاته المدنية، وتنعكس كابوسا على كثير من العائلات الفقيرة التي تضطر لاخراج أولادها من المدرسة بسبب ضغوطات مالية، لافتة الى أن التسرب المدرسي هو مدخل للانحراف ،فعندما يدخل الطفل أو الفتى الى سوق العمل، فانه يواجه مختلف انواع المفاسد لجهة سوء معاملة رب العمل، او معاشرة أهل السوء، دون أن يكون على دراية بالمخاطر التي تحيط به، ودون أن يكون على مستوى من الفهم والعلم للتفريق بين ما هو سيء وبين ما هو حسن، لذلك قد يجد نفسه وقع بالمحظور فينتهي به الامر إما الى السجن أو الى الادمان وفي كلا الحالتين ثمة كارثة إجتماعية نجاهد في الجمعية اللبنانية الخيرية للاصلاح والتأهيل على تلافيها وعلى مواجهتها.
وشددت بدرا على ضرورة تضافر الجهود لتطبيق إلزامية التعليم ومجانيته ومجانية الكتاب المدرسي، ومن ثم إتخاذ العقوبات اللازمة بحق المواطنين الذين يخرجون أولادهم من المدارس في سن مبكرة.
ثم قدم الزميل غسان ريفي مداخلة عرض فيها للواقع المرير الناتج عن إستفحال أزمة التسرب المدرسي في طرابلس، مشيرا الى أن التعليم عند كثير من العائلات الفقيرة في المناطق الشعبية بات من الكماليات، وذلك نتيجة للأوضاع المعيشية البالغة الصعوبة، لافتا الى التقارير الدولية التي تعتبر طرابلس من الناحية الاجتماعية هي الاسوأ على ساحل المتوسط، وان اكثر من 50 بالمئة من أهالها يعيشون اليوم تحت خط الفقر.
وقال ريفي: ان طرابلس مدينة شابة وان اكثر من 50% من أهلها هم من فئة الشباب أي من عمر 17 الى 24 عاما، وفي موازاة ذلك تؤكد التقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية ان نسبة 58% من الشباب والفتيان الذين تتراوح اعمارهم بين 14 و19 سنة وخصوصا في المناطق الشعبية، هم في عداد المتسربين من المدارس، وأن 34% من هذه الفئة العمرية يصلون الى المرحلة الثانوية، اما من يسعفه الحظ ويدخل الى الجامعة ويكمل دراسات عليا فهم نسبة ضئيلة جدا لا تتعدى 8%… وفي عملية حسابية بسيطة، يتبين انه بعد نحو 15 سنة على أبعد تقدير سيكون أكثر من نصف شباب مدينة العلم والعلماء من دون شهادة جامعية، إذا لم نقل غير متعلمين…
ثم قدم القاضي ميشال الفرزلي مداخلةإعتبر فيها أن التسرب المدرسي قد يؤدي الى إنحراف أو تسول الحدث وقد يدفعه الى الجريمة، مؤكدا أن منع وقوع الجريمة أفضل من معاقبة مرتكبها.
وراى الفرزلي أن مسؤولية التسرب تقع على عاتق المدرسة التي عليها أن تلفت نظر الأهل الى غيابه المتكرر كونها على تماس مباشر ويومي معه، وإذا تقاعست المدرسة، فان المسؤولية تقع على عاتق الاهل الذين يجب عليهم توعية أولادهم وملاحقتهم والاهتمام بهم ومنعهم من الاتجاه نحو التسرب من المدرسة، لافتا الى أن إعلام قاضي الأحداث بوضع المتسرب مدرسيا يشكل إستباقا لانحراف الحدث، ما يمكن ان يؤدي الى حمايته، قبل ان يتطور هذا الانحراف الى جريمة.
ثم تحدث الدكتور عاطف عطية عرض فيها للقوانين اللبنانية المتعلقة بحماية الأطفال، لا سيما قانون الزامية التعليم الذي لم تصدر مراسيمه التطبيقية رغم إقراره قبل 11 عاما، لافتا الى ان عدم تطبيق إلزامية التعليم أدى الى تفشي التسرب المدرسي،  والى تفشي الجهل والأمية والتسول والتشرد، والى التدهور الثقافي والاخلاقي.
وشدد الدكتور عطية على ضرورة إقناع التلميذ بالتعليم من قبل المدرسة بالدرجة الأولى من خلال إهتمامها الكامل به وتهيئة الأجواء المناسبة له، ومن قبل الأهل الذين تقع على عاتقهم مسؤولية متابعة أبنائهم في كل تحركاتهم، مؤكدا ان أسبابا كثيرة تؤدي الى التسرب المدرسي وفي مقدمتها غياب هذا الاهتمام المطلوب مدرسيا وعائليا، الكسل، كره المدرسة، الرسوب، ومعاشرة ابناء السوء الذين يسهلون طريق الانحراف، مشيرا الى الدور الذي تلعبه المنطقة التي يعيش فيها التلاميذ، فاذا كان الجو العام فيها لا يعطي مسألة الالتحاق بالمدرسة الاهتمام اللازم، ويكون منحاها في الاطار اليومي خارج التعليم فان ذلك يشجع على التسرب المدرسي، وبالتالي فان المتسرب  يعيش حالة من الفراغ  ومن الانقياد كونه لم تكتمل شخصيته بعد، وهذا بالطبع قد يؤدي الى ما لا يحمد عقباه، فالمتسرب من المدرسة المتسكع في الشوارع والعاطل عن العمل قد يلجأ الى الادمان أو الى السرقة أو الى الجرائم الكبرى، ويكون في النهاية مصيره السجن..
بعد ذلك جرى حوار ونقاش بين الحضور والمحاضرين.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى