الأخبار اللبنانية

الشيخ هاشم منقارة في حديث الى جريدة اللواء

ملف الحركات والجماعات الإسلامية في طرابلس: أين كانت وأين أصبحت؟
أمير حركة التوحيد الإسلامي – مجلس القيادة الشيخ هاشم منقارة:قريباً سوف تعلن جبهة العمل الإسلامي بداية عهدها الجديد مع رئيس جديد

رفض أمير حركة التوحيد الإسلامي (مجلس القيادة) الشيخ هاشم منقارة الموقف الوسطي بين مشروعين كبيرين في المنطقة، أحدهما مشروع رفض الانتماء لأميركا وأوروبا ودعم المقاومة ومنع سحب سلاحها، والمشروع الآخر الذي يهدف إلى الموافقة على المعاهدات المشبوهة التي تنال من كرامة العرب والمسلمين·

وأكد الشيخ منقارة استمرار نشاط جبهة العمل الإسلامي بعد وفاة الداعية فتحي يكن “الذي تأكدت صدقية طروحاته وتسارع الجميع إلى تنفيذها والعمل بها”·

وقال في صدد العلاقات مع الحركات الإسلامية أنها مبنية على مقدار مواقفها من هذين المشروعين، نافياً أن تكون السلفية مذهباً مؤكداً “أنني سلفي صوفي”·

جاء ذلك في الحوار الذي أجريناه مع الشيخ منقارة في الحلقة السابعة من ملف “الحركات والجماعات الإسلامية في طرابلس” الذي تنشره “لــــواء الفيحاء والشمال” على حلقات·

إشارة إلى أننا لم نلحظ أثناء توجهنا إلى مكتبه بجوار مسجد عيسى بن مريم في الميناء أي ملامح لما يسمى المربع الأمني مثل الحواجز أو المسلحين أو ممنوع الوقوف، وهو ما أكده الشيخ منقارة على هامش الحوار الذي بدأ بالسؤال التالي:

حركة توحيد وإسمان

“ ما هو تفسيركم لوجود حركتي توحيد تسببان أحياناً الالتباس في أذهان المواطنين ولدى الوسائل الإعلامية؟

– القضية بكل بساطة انه من المعلوم إنني من مؤسسي حركة التوحيد الإسلامي أوائل الثمانينات وخضنا آنذاك عدة مواجهات ثم اعتقلت وسجنت حتى خرجت في العام 2000، ونحن نعتبر أن حركة التوحيد الإسلامي ما زالت هي وجهتنا التنظيمية في بناء العمل الإسلامي داخل طرابلس منذ الثمانينات وحتى الآن·

وقد حاولت بعد خروجي من السجن أن أعيد اللحمة إلى حركة التوحيد، ولكن يبدو أن الأمر كان أكبر من ذلك لأسباب لا مجال للتحدث عنها في هذا المجال، ولكن منذ ذلك العهد كانت حركة التوحيد – مجلس القيادة برئاستنا، وحركة التوحيد – مجلس الأمناء (بإمرة الشيخ بلال شعبان(.

وعلى هذا الأمر لم نختلف في الأمور الأساسية وإنما حول بعض التصورات والتوجهات في بنية العمل الإسلامي بصورة عامة·

“ ولكن الحركتين تشكلان أساس جبهة العمل الإسلامي، ما يعني أنكما لستما على تباين؟

– وهذا يؤكد أننا متفقان مع بعضنا بعضاً في الخط العريض للعمل الإسلامي·

حركتنا جهادية

“ هل حركتكم دعوية أم سياسية أم اجتماعية أم جهادية؟

– حركتنا إسلامية شوروية جهادية تتحرك من خلال نظرتها الإسلامية بكتاب الله والسنة المطهرة، وهي تقوم على مبدأ إعادة الحل الحقيقي لهذه المجتمعات المتأزمة بكل أشكالها الاقتصادية والاجتماعية والسلوكية·

وتهدف حركتنا إلى تسديد المسار الذي خرج عنه القطار، وإعادته إلى الخط الواجب علينا جميعاً أن ندعو إليه، وعلى هذا فهناك نشاطات كثيرة نقوم بها على الصعيد الخيري والاجتماعي والصحي والسلوكي فضلاً عن السياسي والدعوي وكلها لنا فيها باع، وبعض المؤسسات يتطور عملها وينمو بفضل الله يوماً بعد يوم·

العلاقة مع حركات إسلامية

“ كيف هي علاقتكم بالحركات الإسلامية المنضوية في إطار جبهة العمل الإسلامي؟

– علاقتنا في الأصل تبنى على شرع الله، وهي علاقة أخوية بين الإخوة، وبين الحركات، أما الحديث عن بعض التباين في الآراء حول قضايا ثانوية فهذا أمر طبيعي، وخاصة بعد وفاة الداعية فتحي يكن، حيث أن رحيل رئيس الجبهة رجل بمستواه لا بد أن يحدث بعض الإشكاليات البسيطة التي نرى أنها في المرحلة الأخيرة لاحتوائها·

من يرأس جبهة العمل الإسلامي؟

“ هل تم التوافق على اسم الرئيس الجديد لجبهة العمل الإسلامي؟

– سيتم هذا الأمر بعد تذليل بعض العقبات·

“ هل من الممكن أن يكون هذا الرئيس من طرابلس؟

– ممكن··

“ ممكن أم محتمل؟

– ممكن ومحتمل

“ وهل هو الشيخ هاشم منقارة؟

– ليس المهم من هو الرئيس الجديد، فالأمر يتعلق بتوافق الإخوة في الجبهة، وأود أن الفت نظر الذين ينتظرون أو يتمنون وفاة الجبهة وأقول لهم انتظروا إعلان بداية عهدها الجديد إن شاء الله·

العلاقة مع الجماعة الإسلامية

“ وكيف هي علاقتكم مع سائر الحركات الإسلامية؟

– أن سقف علاقتنا مع الجميع هو الإخوة الإسلامية، أما الحديث عن خلافات فلا أنكره في بعض الأمور التي تعتبر في أساس البنية الحركية الإسلامية، والنظرة تجاه أعداء الأمة والموقف من الشقيقة سوريا ومسايرة الآخرين على حساب الدين، والنظرة الثاقبة في وضع الأمور في مكانها الصحيح·

وبالنسبة للجماعة الإسلامية فلا نزيد على ما قاله الشيخ فتحي يكن رحمه الله في وصيته، ولا يجوز الزعم بان هناك تغييراً حدث في مضامين هذه الوصية، ونحن كنا نسمع عنه في كثير من مجالسه الخاصة نفس كلام الوصية الذي لم يخرج عن السياق الذي تكلم فيه الداعية يكن·· ونؤكد هنا انه كان يحب الكثير من إخوان “الجماعة” الذين كانوا يزورونه فرادى، وكان يقول لي – رحمه الله – أنه لا يريد أن يفرِّق “الجماعة” بل يريدهم في نظرة واحدة بإتباع الحق·

وقد ثبت أن الشيخ فتحي كان محقاً في طرحه السياسي لخدمة الدين وكذلك المسلمين، والسّنة خاصة، وقد عاد الجميع إلى ما كان يدعو إليه في السابق·· وهذا ما نلحظه في بعض التصرفات التي قامت بها “الجماعة”، وغيرها، في يوم ما، في مكان ما، في طرح ما كانوا ينادون به غير ما ينادون به الآن·

إن اللعب على الألفاظ ليس من شأني أو شأن فتحي يكن أو شأن جبهة العمل الإسلامي في طرح المسائل كما هي، وليس هناك من لونٍ رمادي في العمل الإسلامي، وإنما لون ابيض ساطع تطرح فيه كل القضايا بدون أي مزايدة أو رياء·

أنا سلفي·· صوفي

“ وماذا عن علاقتكم بالحركة السلفية؟

– علاقة جيدة، ولكن أقول أن السلفية ليس مذهباً وإنما هي مرحلة زمنية لا يمكن أن نعتبرها مثل المذاهب الأربعة· وبشكل عام فنحن كلنا سلفيون يتبعون السلف الصالح، وليس هناك من يدعي القول أنه هو وحده السلفي وسواه غير سلفي· وفي الإجمال فان السلفية ليست حكراً على احد·

“ أي أنت سلفي، بشكل أو بآخر؟

– أنا سلفي صوفي·

من يشق الصف الإسلامي؟

“ لنتحدث بصراحة، فان عامة المسلمين يرون أن هناك انشقاقاً في الصف الإسلامي، انتم – وغيركم – تسهمون في إحداثه، ما رأيك؟

– بل على العكس فنحن حريصون على وحدة الصف· وخير مثال على ذلك أننا في الحركة ومؤسساتها ورموزها قلنا للشيخ فتحي يكن:

تفضل أنت قائد المسيرة· وذلك حرصاً منا على توحيد الجهود والطاقات، مع تبرئنا من بعض المشاريع المشبوهة لنصل إلى تعميم المشروع الجهادي المقاوم، ورفض أي مشروع آخر يجعلنا عبيداً لغير الله ولا لأي جهة أميركية أو أوروبية أو أي جهة مهما كان شأنها في وسطنا العربي والإسلامي·

عقبات في وجه التنسيق

“ ولكن الا يمكن التنسيق بين الحركات الإسلامية إذا كان هناك صعوبة سلاح المقاومة، وآخر يدعو إلى سحبه، فأيهما أرضى؟

– أنا موافق على ذلك، ولكن الخطوة الأولى لأي عمل تنسيقي وتوافقي ان يكون هناك استعداد للقيام بهذه الخطوة، وإذا كان هناك اختلاف في التكتيك فكيف نستطيع أن نتوافق في القضايا الإستراتيجية؟ فهناك من يكفر فكيف نتعاون معه؟ أو من يطرح الحل بالشكل الفوقي وليس من القاعدة وهذا خلاف كبير·

إن قاعدة الإصلاح “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” وهي من الأدنى من القاعدة إلى الأعلى، فهل القضية الدعوية هي فكرية ثقافية، أم سلوكية أخلاقية؟ إنها الاثنان معاً، إنها دعوة قلب وفكر وعقل، دعوة عمل وتطبيق، وليس هناك من حل إلا أن نعود إلى الأصل الصحيح·

لا وسطية بين مشروعين

“ ولكنّ هناك رأياً يقول بأنه غير ملزم بطروحات أي من فريقي الساحة السياسية اللبنانية بالكامل، وأنه يؤيد من كل منهما ما يوافق الشريعة في الدرجة الأولى؟

– لا حل وسطياً بين مشروعين، أولهما يريد ان يقاوم العدو الاسرائيلي وآخر لا يريد مقاومتها ويكن العداء لسوريا الشقيقة··

مشروع يريد أن يثبت ويجب إعلان رأي حقيقي في قضية المقاومة، وأي أمة تريد أن تعلن المقاومة المسلحة فنحن معها· ونتساءل هنا لماذا اعتبرت الأمم المتحدة أن كل من يقاوم العدو الإسرائيلي أو يدافع عن المقاومة هو إرهابي؟ ولماذا عمدت إلى استصدار قرار وضع “اليونيفل” على الحدود مع “إسرائيل”·

ولمن يغمزون من قناة المذهبية أقول أننا نحن المسلمين السنة مقصرون في واجب المقاومة لان هناك من تخلى عنها وأصبح في ركاب من يريد اللجوء إلى المعاهدات مع العدو كما يفعل بعض العرب·

وفي الخلاصة إذا لم أكن متوافقاً مع من يتصدى لإسرائيل، فيجب أن أسدده بالنصح، لا أن اطعنه في الظهر وأثير حساسيات مذهبية·

العلاقة مع “حزب الله”

“ ولكن اقترابكم من “حزب الله” لم يخفف من حدة المشاعر المذهبية؟

– بل على العكس، دفناها بفضل الله وخصوصاً عندما وقف الشيخ فتحي إماماً للسنة والشيعة في ساحة رياض الصلح، وهذه كانت أكبر ضربة لمن كان يريد أن يسعّر الفتنة المذهبية داخل البلد· ولا ننسى اعتراضه على قرار دخول السراي الحكومي، الأمر الذي منع من ازدياد حدة التوتر·

7 أيار عمل مسيء

“ ولكن حدث اجتياح 7 أيار، ولم يقم أحد بمنعه؟

– 7 أيار لم يكن فتنة سنية شيعية، مع العلم أننا انتقدنا ما جرى مع أنها في الواقع سياسية، وحرب بين مشروعين، وفي كل الأحوال اعتبرناه عملاً مسيئاً، وكاد الأمر نفسه يحصل في طرابلس من بعض الغوغاء· وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم فقد أفضى 7 أيار إلى صلح الدوحة ومرحلة الاستقرار التي نعيشها·

ننكر “فتح الإسلام”

“ لم يكن لكم موقف واضح من بعض الأزمات مثل مخطط “فتح الإسلام”؟

– أبداً، فقد كان لنا موقف واضح في حينه وأؤكد الآن إنكاري الشديد لفتنة “فتح الإسلام” علماً بأننا قمنا حينذاك بدور معين في حدود معينة، والمشكلة أن هذه المنظمة لم تتطلع إلى نتائج ممارساتها أبداً·

وفي هذا المجال أتساءل لماذا لم يتم بناء مخيم البارد إلى الآن رغم الوعود التي أطلقت منذ سنوات دون تحقيق لها، فهل يجوز أن تستمر مأساتهم دون حل؟

لسنا مع التوطين

“ هل يعني ذلك انك مع توطين الفلسطينيين في لبنان؟

– نحن لم ولن نسمح بتوطينهم، إنهم إخواننا وأهلنا وأحباؤنا، ولكن حقهم في العودة إلى ديارهم مشروع ويجب دعمه، ومع تأكيدنا على ضرورة تحسين أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية كما ينادي بذلك العديد من الهيئات والشخصيات السياسية في هذا الشأن· أين الإرهاب في طرابلس؟

“ تتهم طرابلس بالتطرف والإرهاب فكيف ننزع عنها هذه الصفة؟

– طرابلس هي مدينة متدينة، مدينة العلم والعلماء والشرف والأخلاق والعروبة والوطنية··· نعم إنها مدينة الإسلام والمسلمين ولكن أين هو الإرهاب؟

إننا نعمل في الحركة الإسلامية منذ الثمانينات فمن قام بأية عملية إرهابية؟!

بعض الإعلام مشبوه

“ ولكن هذا ما يثيره بعض وسائل الإعلام من خلال تركيزها على مناطق التوتر السابقة بين بعل محسن والتبانة؟

– لا يخفى أن هناك دوراً مشبوهاً لبعض وسائل الإعلام، المرئي خاصة، لتشويه صورة المدينة الشريفة بكل من فيها·· وهذه المدينة رغم وجود تباينات في بعض الحركات والفاعليات تبقى صورتها الوضاءة تحكي أصالتها وطيبتها ورفضها لأي تطرف أو تحجر ليس من مصلحة أحد·

“ ما هي الكلمة التي تريد أن توجهها لهذه الوسائل الإعلامية المغرضة؟

– على هذه الوسائل الإعلامية أن تتقي الله فينا، ونلفت هنا إلى أننا قد هوجمنا من قبل الأقلام المأجورة التي شنعت على الداعية يكن، ثم سارت في جنازته·

“ نحن لا نشق الصف الإسلامي واسألوا من يعرقل كل خطوات التنسيق بين الحركات الإسلامية

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

iPublish Development - Top Development Company in Lebanon
زر الذهاب إلى الأعلى