الأخبار اللبنانية

قليل من الواقعية يا جماعات الحراك

لا شك ان الحراك اكد حضوره من خلال المطالب المحقة المتصدية للفساد والطغمة السياسية الناهبة للمال العام وغير ذلك من تفاصيل هي موضع الاجماع الوطني.
واليوم بعد مرور 67 ماذا تحقق
لا شك ان تحقيق المطالب دونه تعقيدات لوجيستية واجرائية ودستورية يجب التعامل معها بواقعية بعيدة عن ضوضاء الشارع !!
ولعل من ابرز هذه التعقيدات بروز “حراك” ينمو كالطفيليات على ظهر الحراك البريء، ويحاول ان يحرفه عن المسار الصحيح، حتى بلغ الامر تنظيم حلقات حوارية تدعو الى التطبيع مع دولة الاحتلال في فلسطين، واخرى تستحضر الارهاب التكفيري تحت عناوين اسلامية، واخرى لجمعيات مدنية كجمعية NJOواخرى وصولية تسعى للاستثمار الشعبوي واخرى لا نريد ان نتحدث عنها…
ونرى اليوم التباينات بعد تكليف الدكتور حسان دياب بتشكيل الحكومة العتيدة، والعقبات التي تؤخر التشكيل ولا تلغيه بانتظار المزيد من المفاوضات وهي لا تنقطع…. وهي ضرورية….
واللافت ان الحراك او بعض الحراك يتأرجح بين توجهين.. الاول يدعو الى مقاطعة الرئيس المكلف والثاني اعطائه فرصة لاثبات ما يقول، سيما وان بلدنا غارق في عيوبه البنيوية والاخلاقية ولم نرث منه الا التحسر والتوجع.
حتى الان الناس تتظاهر وتتجمع في الساحات رغم تناقص اعدادها، دون ان تحقق خطوة علاجية واحدة، وهذا لا يمكن ان يتم الا من خلال مسار دستوري واليات لحظها القانون ولا يمكن القفز فوقها…
اما من يتصور ان الشعب اللبناني الذي تجذرت في صفوفه الاحزاب والانتماءات الطائفية، والمتخندق في منظومات مذهبية كالتي تبعثر صفوف الشوارع والساحات حاليا، قد ارتقى الى مصاف الشعوب الوطنية، فهو واهم، لان الشعب اللبناني هزه الضيم لم يعرف الدولة الوطنية اللاطائفية، بل تربى في ظل نظام طائفي بغيض عاجز يلجأ اليه عند حاجته.
والعبور من الدولة الطائفية الى الدولة الوطنية لا يتم بكبسة زر، وهو ما يجب ان يدركه الحراك، وان مسيرة الالف ميل تبدأ بخطوة اولى نراها اليوم في فرصة المساعي القائمة لتشكيل الحكومة النظيفة الجديدة، فلا نفوتها ولا خير في التردد.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي
بيروت في 24/12/2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى