قصص وعبر

أعد ما أخذته منا.. كتب: عزام حدبا

في المآتم كثيرا ما نرى سيدة تبكي الفقيد بشدة حتى لنظنها من أهله ثم نكتشف لاحقا انها من المعارف فحسب وانها كانت تبكي فقيدها الخاص الذي رحل منذ سنين ولم تستطع أن تنسه حتى باتت كل المآتم مأتمه هو.. وكل العزاءات عزاءه هو.. ولو تعمقنا أكثر في الموضوع سنجد إنها لم تكن تبكيه بل كانت تبكي نفسها.. نعم نحن لا نبكي من فارقنا.. لكن نبكي أنفسنا.. نبكيها مع كل عزيز يغادر أو يرحل.. لا فرق إن غيبته الظروف أم الموت.. نبكي أنفسنا ولا نبكيه.. نبكي ما أخذه معه منا.. وما تركه لنا.. نبكي الجزء الذي فقدناه من أنفسنا.. ذكرياتنا.. أحلامنا.. آمالنا.. نبكي الفراغ والخواء الذي خلفه خلفه.. نبكي الأشلاء التي صرناها.. نبكي الحطام والركام والفوضى.. نبكي الجروح التي لن تندمل والكسور التي لن تنجبر.. نبكي الخيبة والخذلان والقهر والليالي الطوال .. نبكي بكاءنا ونحيبنا ودموعنا وآهاتنا.. ولسان حالنا يقول: لا تعد.. لكن أعد ما أخذته منا..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى