المجتمع المدني

وفد الجمعيات الطرابلسية يلتقي سماحة مفتي الجمهورية ويسلمه مذكرة مطلبية

نطالب بعقد طاولة حوار خاصة بطرابلس وتشكيل لجنة حكومية – شعبية لتوفير أسباب النجاح للمصالحات الشاملة بين أهالي التبانة وجبل محسن والجوار ونطالب  بتعزيز إشراف دار الفتوى على مساجد ومصليات طرابلس وإبعاد خطباء التحريض .
قام وفد من الجمعيات الأهلية في طرابلس بزيارة سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني وسلمه مذكرة بمطالب متنوعة وقد ضم الوفد : رئيس جمعية اللجان الأهلية سمير الحاج ، مسؤول اتحاد الشباب الوطني في الشمال المحامي عبد الناصر المصري ، رئيس المنتدى الاسلامي للدعوة والحوار الشيخ محمد خضر، رئيس جمعية كشافة الغد عبد الرزاق عواد ، رئيس جمعية أهل العطاء محمد تامر، مسؤول هيئة الاسعاف الشعبي في طرابلس حسن ثليجة ، رئيس جمعية بناء الانسان ربيع مينا ، رئيس جمعية لقاء العلم والثقافة والتنمية عبد الكريم فياض .
نص المذكرة
لا يخفى على أحد التقصير المزمن بحق مدينة طرابلس ، العاصمة الثانية للوطن ، والتي حرمت طوال العهود والحكومات السابقة من كل المشاريع الإنمائية والإعمارية ورغم الإنفاق الكبير الذي حصل في لبنان إلا أن حصة طرابلس منه لا تذكر ، وكل ذلك ساعد في تفاقم الأزمات الإجتماعية والإقتصادية في المدينة فإنتشر الفقر والبطالة والتسرب المدرسي وإجتاحت الحبوب المهدئة والمخدرات عدد كبير من الشباب اليائس .
إن الظروف المذكورة أعلاه شكلت بيئة خصبة لإنتشار مفاهيم التغريب الفكري والسلوكي من جهة والفقه المتشدد من جهة أخرى ، وقد ساهمت ثورة الإتصالات والتواصل في ضرب القيم الدينية والأخلاقية في حين ان وسائل الإعلام المختلفة تستمر في تظهير الأصوات المتشددة التي تعتمد أسلوب التحريض في حين يقصي الاعلام وبشكل متعمد الأصوات الوطنية المؤمنة من أبناء المدينة .
ولا شك ان كل تلك الأسباب استغلت في زمن الصراعات الإقليمية والدولية على أرض لبنان ، لتحويل طرابلس وأحيائها الفقيرة الى ساحة تقاتل وقتل ، ففي كل موجة من موجات الإقتتال يسقط العشرات بين قتيل وجريح بالإضافة الى تخريب الممتلكات العامة والخاصة ، وأخطر ما في الأمر ان الأحداث الأخيرة كشفت عن إنتشار واسع للسلاح في كافة أحياء المدينة وطالت الإعتداءات أملاكاً خاصة لمواطنين خارج مناطق الإقتتال آخذةً طابعاً مذهبياً، علماً وأن الإقتتال الحاصل بين الحين والآخر له طابع سياسي إنتخابي أكثر منه صراعاً مذهبياً بين المسلمين .
إزاء هذا الواقع فإننا نتقدم لسماحتكم ، بما لكم من موقع وطني وإسلامي كبير ، بجملة مطالب آملين ان تلقى عنايتكم وإهتمامكم بما يساعد في التخفيف من معاناة أهل طرابلس وعموم الشمال .
أولأً : من الضروري إطلاق ورشة إنماء وإعمار شاملة في المدينة وفي أحيائها الشعبية خصوصاً يكون في أولوياتها تأمين عمل للشباب ومواجهة الفقر والعوز وتفعيل الخدمات الصحية والإجتماعية .
ثانياً : الدعوة الى عقد طاولة حوار خاصة بطرابلس والشمال وتشكيل لجنة حكومية – شعبية بإشراف حكومي تضم في صفوفها ممثلين عن دار الفتوى ونقابات المهن الحرة والبلدية والمخاتير والجمعيات الأهلية والأهالي لتوفير أسباب النجاح للمصالحات الشاملة بين أهالي التبانة وجبل محسن والجوار .
ثالثاً : إن ملف الموقوفين الإسلاميين فيه ظلم كبير ولقد كان لسماحتكم مواقف واضحة مطالبة بإنصافهم لذلك نتمنى عليكم متابعة هذا الملف ليصل الى خواتمه ، فلا يجوز ان يستمر هذا الجرح نازفاً دون تحقيق العدالة بإنصاف المظلومين ومعاقبة المرتكبين .
رابعاً : نرى من الضروري تعزيز إشراف دار الفتوى على مساجد ومصليات طرابلس ووضع التشريعات المناسبة لذلك وإبعاد الخطباء الذين يعتمدون لغة التحريض بشكل يخالف سماحة الإسلام ورحمته عن منابر المساجد ، لأن منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيلة للدعوة الى الله سبحانه وتعالى بالحكمة والموعظة الحسنة وعلى من يعتليه تهدئة نفوس المسليمن ونشر الوعي الديني والقيم الأخلاقية في زمن تشتعل فيه الفتن في اكثر من مكان في وطننا العربي .
خامساً : نطالب سماحتكم بتوجيه كتاب الى جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة للطلب منها توخي الحذر عند إستضافتهم لأشخاص من طرابلس ينتحلون صفة المشايخ والعلماء لأن العالم والفقيه يجب ان يرتقِ في المراتب العلمية والدينية ويستوفي الشروط المطلوبة لهذه المكانة والمسؤولية الرفيعة ، ومن الواجب الوطني لوسائل الاعلام أخذ المواقف من منابعها الحقيقية وليس الركون لمبدأ الاثارة الاعلامية ولو على حساب الاستقرار والأمن الوطني ، فلا يجوز ان يدعي البعض مرتبة علمية ليس بها ثم يحسب عالماً من علماء اهل السنة والجماعة ناطقاً بإسمهم وداعياً بإسلوبه لما يخالف روح الإسلام وجوهر شريعته الغراء .

صاحب السماحة

إن اهل طرابلس والشمال يعانون الظلم والقهر وهم يحتاجون الى رعايتكم وعنايتكم لذلك فإننا نأمل ان يلقى ما جاء في هذه المذكرة إهتمامكم شاكرين لكم إستقبالكم .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى