قصص وعبر

بائع النوادر للكاتب الموهوب المهندس موسى الملا

وسيكون ضمن مجموعته القصصية القادمة , هنيئا له على هذا النص المبدع , صوتُ البائع الجوال يصدح في أرجاء الحي:
(يلي عندو سعادة يلي عندو فرح يلي عندو حزن يلي عندو دمعات قديمة للبيييييييع)…

أُحبُ الباعة المتجولين، أسرعت لأمي وقلت لها أنَّ عندي ضحكتين قديمات أريد بيعهما،قالت لي افعل ما يحلو لك..
اتجهت للبائع وصرخت له يا عم يا عم
بكم الضحك اليوم..؟
قال لي :
ضحكةُ الطفلِ بليرة وضحكةُ العجوز بألف وعلى حسب العُمر نشتري .
دُهشت من فرق السعر وأخبرته :
ياعم الضحكُ ضحكٌ لم فرقُ الأسعار، أو أنك تغشُني لأني صغير.
قال لي:
يا صغيري ضحكةُ الكبار نادرة هذا سبب غلائها .

لم أفهم ما يقول ولكني بعته الضحكتين، وأشتريت بثمنهما بسكوتاً

رجعت للمنزل سألت أمي إن كان لدى أبي ضحكاتٍ قديمة فضحكة الكبار غالية .
بحثت أمي في كُل أرجاء المنزل،لم تجد أي ضحكة لأبي ( أبي لا يضحك )؟
ولكنها عثرت على كثيرٍ من دمعاته أعطتني إياها، وقالت لي هذا مصروفك للغد .

في اليوم التالي وعند سماع صوت العم الذي يشتري الأحاسيس والمشاعر
أسرعت إليه وسألته عن ثمن دموع الكبار.فتلك غالية كضحكاتهم قلت له.
فقال لي :
إن دموع الكبار رخيصة وهو لا يتاجر بها .
وقال:
الكبار يبكون دائماً يا ولدي .

في شارع المجزرة هناك نهرٌ من الدموع .
وفي المقبرة هناك نهرٌ آخر .
حتى أن أرملة الشهيد يوسف تمتلك أكثر من برميلين دموع لم أشترهما .
يا بُني أنا أشتري ضحكات الكبار أما دموعهم فلا….لا أشتريها…

أنا تاجر نوادر…
أشتري شرفاً من العاهرات…
وكذباً من الأمهات…
حِكماً من المجنون….
و……….
و وفاءً من المسؤول
يا بُني لا عمل لي بدموع الكبار
كُل الكبار يبكون…

وقبل أن يذهب همس في أذني قائلاً:
اليوم…يوم الجمعة إن وجَدت صدقاً في خطبة الشيخ أحضره..
ذاك غالٍ سأشتريه منك .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى