الحريري: للوصول عبر الإتفاقيات اللبنانية-الاردنية إلى السوق العربية المشتركة

وأكد أن لبنان والأردن يواجهان التحديات نفسها إن كان على مستوى انعكاسات المخاطر الإقليمية وأهمها تلك الناجمة عن تعنت اسرائيل في وجه الحق الفلسطيني أو على المستوى الاقتصادي والمالي.
ورأى رئيس الوزراء الاردني سمير الرفاعي أن “سياسة الاعتدال والإنفتاح والحرية الاقتصادية، وتشجيع المبادرات الخّلاقة من قدرات أبناء الوطن، هي سمة نتشارك فيها مع أشقاءنا في لبنان، معتبراً أن آفاق التعاون بين بلدينا ليس لها حدود.
وأعرب عن مضي بلاده في موقفها الثابت والملتزم بدعم الدولة اللبنانية وعملها من أجل صيانة استقلال لبنان وحرية قراره وفرض سيطرته على كامل الأراضي، و”دعم جهودها لإستعادة كامل أراضيها المحتلة وفق ما تضمنته الشرعية الدولية”.
مواقف الرئيسين جاءت خلال مأدبة عشاء تكريمي أقامها الحريري في السراي الكبير على شرف الرفاعي والوفد المرافق، حضرها الرؤساء أمين الجميل، حسين الحسيني، سليم الحص ، ميشال عون، نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر، عميد السلك الدبلوماسي السفير البابوي غبريال كاشا، الوزراء ميشال فرعون، علي الشامي، محمد الصفدي، وزير الصناعة والتجارة الأردني عامر الحديدي، سفير الأردن زياد المجالي، وعدد من الوزراء والنواب ورجال السلك الديبلوماسي ورؤساء الهيئات الاقتصادية وعدد من الشخصيات.
وخلال المأدبة القى الرئيس الحريري الكلمة الاتية: “يسرني دولة الرئيس أن أرحب بكم هنا في بيروت أنتم والوفد المرافق آملا في أن تكونوا قد أمضيتم وقتا طيبا في بلدكم لبنان”.
أضاف: “لقد كانت الاجتماعات والمحادثات التي أجريناها في هذه الدورة وهي السادسة للجنة العليا المشتركة بين بلدينا مفيدة جدا ومثمرة. فقد انتهت إلى توقيع ١٦ اتفاقية نأمل أن تنعكس بالفائدة على الشعبين الشقيقين اللبناني والأردني”.
وإذ أكد ان “العلاقات بين لبنان والأردن مميزة بالفعل على جميع المستويات: على مستوى قيادتي البلدين وحكومتيهما كما على مستوى الشعبين الشقيقين وعلى مستوى قطاعات الاقتصاد والمجتمع فيهما”، لفت إلى أن بلدينا يواجهان التحديات نفسها إن كان على مستوى انعكاسات المخاطر الإقليمية وأهمها تلك الناجمة عن تعنت اسرائيل في وجه الحق الفلسطيني أو على المستوى الاقتصادي والمالي، موضحاً أن “لبنان والأردن يتشابهان أيضا في كونهما بلدين ترتكز ثروتهما الوحيدة على كفاءة الشباب والشابات في كلا البلدين وعلى إرادتهم في العلم والعمل والإنتاج إضافة إلى طاقة القطاع الخاص على الابتكار والمبادرة”.
إلى ذلك، أبان الرئيس الحريري أن “التبادل التجاري بين لبنان والأردن زاد في الفترة الأخيرة حتى بلغ حجمه 300مليون دولار العام الماضي وقد وصل عدد الزائرين الأردنيين إلى لبنان في العام الماضي أيضا حوالي ٢٢٥ ألفا بفعل إلغاء التأشيرات بين بلدينا،هذه تطورات إيجابية لافتة تواكبها حكومتانا ومن شأن الاتفاقات التي وقعناها اليوم أن تزيدها زخما ونموا”.
ودعا إلى أن تكون هذه الاتفاقات الجديدة خطوة إضافية على طريق وضع منطقة التجارة الحرة بين بلدينا موضع التنفيذ كما على طريق الانفتاح والاقتصادي الكامل مع الدول العربية المجاورة وصولا إلى اقامة السوق العربية المشتركة وهو كما تعلمون كان أحد أبرز طموحات الرئيس الشهيد رفيق الحريري.
رئيس مجلس الوزراء جزم بـ”أن هذا الطموح الذي يجسد مفهومنا للعروبة الحديثة يسير قدما بإذن الله وبفضل فعالية القطاع الخاص في كل من لبنان والأردن وأغتنم فرصة وجود أبرز ممثليه بيننا اليوم لأدعوهم ليكونوا سباقين في المبادرة والاستثمار والتوظيف”، مؤكداً أن الحكومتين اللبنانية والأردنية ستتحملان مسؤوليتهما في تأمين الإطار القانوني والتشريعي والاستقرار السياسي والنقدي والمالي لدعم مثل هذه المبادرات والمشاريع الاستثمارية التي تضمن فرص العمل للشباب اللبناني والأردني”.
وقبل الختام كرر الترحيب بالوفد مغتنماً الفرصة “لتوجيه الشكر للخبراء والمستشارين، والفنيين اللبنانيين والأردنيين ولممثلي مختلف الإدارات اللبنانية الذين جهدوا طوال هذا الأسبوع لإنجاح اجتماعاتنا”.
وتابع: “لقد اتفقنا خلال اجتماعات اليوم على متابعة الاتفاقيات التي وقعناها وعلى تحويل البروتوكولات الى اتفاقيات، ونأمل خلال زيارتنا المقبلة الى الأردن ان نوقع 32 اتفاقية ونزيد التبادل التجاري من 300 مليون الى 500 مليون دولار. وعلينا ان نحدد اهدافا ونعمل على تحقيقها”.
وختم قائلاً:” إلى اللقاء في عمان العام المقبل للدورة السابعة للجنة الأردنية اللبنانية المشتركة”.
ثم ألقى الرئيس الرفاعي كلمة جاء فيها: “أرجو ان أعبر عن سعادتي والوفد المرافـق لي، أن نكون اليوم معكم على أرض لبنان الشقيق، وفي بيروت العزيزة على قلب كل أردني. أما كرم الوفادة وحميمية اللقاء وأخوية الحوار المنفتح فهي من شيمكم ، فشكراً على ما غمرتمونا به”.
أضاف: “لقد جاء العمل الدؤوب لفريقينا خلال الأيام الثلاثة الماضية ، والذي توّج اليوم بانعقاد الدورة السادسة للجنة العليا المشتركة ، وما تم انجازه بين حكومتي بلدينا الشقيقين، ترجمة لتوجيهات مولاي صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم وأخيه فخامة الرئيس ميشيل سليمان حفظهما الله ، لتعزيز وتطوير العلاقات بين بلدينا الشقيقين لمستوى طموحات قيادتي البلدين ، في تكريس ومأسسة هذه العلاقات ، ليكون نتاجها إثماراً مستمرًاً ومتطوراً لما فيه مصلحة شعبينا الشقيقين “.
ورأى الرفاعي أن “مجمل المؤشرات كانت تبين أن العلاقات الاقتصادية بين بلدينا كانت في نمو مضطرد خلال السنوات الأخيرة ، ومنذ إنعقاد الدورة الخامسة للجنة العليا عام 2005 ، وهذا كان دليلاً على أننا نمضي على المسار الصحيح ، ومع ذلك، فإن طموحاتنا التي تباركها قيادتانا الحكيمتان تهدف الى الإستمرار في استشراف مواضع التطوير الإيجابي وصولاً الى مستوى يعود بالنفع على شعبينا ويجعل علاقاتنا مثالا يحتذى به في العلاقات بين الأشقاء”.
وأكد أن المملكـة الأردنيـة الهاشميـة قيادة وحكومـة وشعباً ليسـعدها أن يكـون لبنان الشقـيق منيـعـا، قوياً ومزدهراً وأن نرى أبناءه متوافقين ومتعاضدين لما فيه خير بلدهم، لافتاً إلى “أن لبنان السّيد المستقل المسـتقر والعصي على التدخـلات الخـارجية في شؤونه ، والذي يسيـر على طريـق البنـاء والإزدهار ، هو سند لأشقائه العرب، وسيمضي الأردن في موقفه الثابت والملتزم بدعم الدولة اللبنانية وعملها من أجل صيانة استقلال لبنان وحرية قراره وفرض سيطرة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، ودعم جهودها لإستعادة كامل أراضيها المحتلة وفق ما تضمنته الشرعية الدولية”.
إلى ذلك، جزم الرفاعي بـ”أن شعوب منطقتنا بحاجة ماسة لأن تنعم بالأمن والسلام كمفتاح رئيس لتحقيق التنمية الشاملة بكل أبعادها ولترفل شعوبنا بالتقدم والإزدهار”، مشيراً إلى أن “الأردن يعمل بقيادته الهاشمية الحكيمة على تكثيف الزخم الإقليمي والدولي من أجل تحقيق السلام في منطقتنا، وهو السلام الذي ينطـلق من مرجعيـات دوليـة متفق عليها، ووفـق مبـادرة السـلام العربيـة في قمة بيروت عام 2002، وذلك لكي يتمكن الشعب الفلسطينـي من إقامـة دولتـه المستقـلة، ذات السيـادة والقابلة للحيـاة، وعلى كـامـل الأراضـي الفلسطينيـة المحتـلة عام 1967 فـي الضفـة الغربيـة وقطـاع غــزة، وعاصمتها القدس الشريف، وهو السلام الذي يعيد الأراضي اللبنانية والسورية المحتلة لأصحابها الشرعيين، لذلك لا بد من تكاتف الجهود من أجل تحقيق السلام العادل والشامل حتى لا تبقى منطقتنا عرضة للتهديدات والأزمات التي تعيقنا عن تحقيق التطور والنمو المنشودين”.
واسترسل :”إنني والوفد المرافق إذ نبدي إرتياحنا لما تحقق ولله الحمد من إنجازات كبيرة من خلال فعاليات هذه اللجنة الكريمة، والتي يأتي انعقادها تجسيداً لعمق وتميز العلاقات الأخوية التي تربط بلدينا الشقيقين، وتأكيداً للرغبة الصادقة في تطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بما يضمن مستقبلا أفضل للأجيال القادمة في بلدينا الشقيقين، الأمر الذي عبرتم عنه دولتكم خلال زيارتكم الكريمة لبلدكم الثاني الأردن في بداية هذا العام”.
كما رأى أن “سياسة الاعتدال والإنفتاح والحرية الاقتصادية، وتشجيع المبادرات الخّلاقة من قدرات أبناء الوطن، هي سمة نتشارك فيها مع أشقاءنا في لبنان، لذلك نحن نرى أن آفاق التعاون بين بلدينا ليس لها حدود”.
وختم قائلاً: “سنعمل بعون الله على ان يظل منحناها صاعدا وسأبقى على تواصل مع أخي دولة الرئيس سعد الحريري لتحقيق الغايات النبيلة التي يصبوا إليها الأردنيون واللبنانيون، مكرراً مره أخرى شكري وزملائي على كرم ضيافتكم ، وفقنا الله لعمل الخير لشعبينا”.
بعد ذلك، زار الرئيسان الحريري والرفاعي ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقرآ الفاتحة عن روحه وعن ارواح رفاقه الشهداء الابرار، ثم جالا في ارجاء جامع محمد الامين في وسط بيروت.
من جهة أخرى،غادر رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري بيروت، اليوم (السبت) متوجها الى الرياض في زيارة خاصة، وذلك فور وداعه رئيس الحكومة الاردنية سمير الرفاعي قبل الظهر في مطار رفيق الحريري الدولي.
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development