قصص وعبر

في حكايات الأدب الشعبي

أن إعرابياً كان يعيش مع عائلته وأولاده في إحدى الواحات، وعندهم ماشية من غنم وإبل يرعونها، ويقوم كلب بحراستها من الذئاب. وذات يوم قام شاب طائش من جيرانهم بقتل الكلب، فقام الأولاد إلى أبيهم ليُعلمونه بما حصل، فكان جوابه الفوري: اقتلوا مَن قتل الكلب!
استهاب الأولاد الموقف: هل يُعقل أن نقتل رجلاً لأنه قتل كلباً؟
بعد فترة هجم لصوص على ماشيتهم وساقوا الإبل والغنم، فهرع الأولاد إلى أبيهم وأخبروه بـ «الكارثة» التي حلّت بهم، فكان جوابه الحاسم: أذهبوا واقتلوا مَن قتل الكلب! تشاور الأبناء في ما بينهم، وخلصوا إلى أن أباهم مسّه الخرف، لأنه ما العلاقة بين قتل الكلب وسرقة الماشية؟
بعد فترة أخرى، هجمت عليهم قبيلة مجاورة، وسبى رجالها إحدى بنات الإعرابي، ففزع الأبناء وراحوا إلى أبيهم يسألونه ما العمل، وكيف نرد على هذه الإهانة، فصرخ بهم الأب: اقتلوا من قتل الكلب! وجلس الأولاد يفكرون في أمر أبيهم: هل جنّ أم أصابه الخرف؟ فقال أحدهم لإخوته دعونا ننفذ إرادة الوالد ونرى ماذا سيكون عليه الأمر. استل سيفه وذهب إلى قاتل الكلب، وفصل رأسه عن جسده.
انتشر خبر قتل قاتل الكلب في الواحة، فقال اللصوص قتلوا قاتل كلبهم، فماذا سيفعلون بنا وقد سرقنا غنمهم وإبلهم، فكان أن تسللوا في عتمة الليل وأعادوا ما سرقوه من الماشية. وعلمت القبيلة التي سبت بنتهم بقتل قاتل الكلب، فبادرت إلى إعادة البنت إلى أهلها، وخطبوها لأحد شبابهم.
وتختم الحكاية: جمع الأب أولاده وقال لهم: عندما تتساهلون ببعض حقوقكم، سيتجرّأ آخرون عليكم، ويعتاد الطامعون بكم، الاعتداء عليكم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، لأن سكوتكم شجّعهم على التطاول عليكم، والنيل من حقوقكم!
منقول عن صفحة القاضي نبيل صاري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى