لقاء تضامني مع المستشفى الاسلامي في طرابلس

نظمت الرابطة الثقافية في طرابلس بالتعاون مع جمعية الوفاق الثقافية لقاء تضامنياً مع الجسم الطبي في
المستشفى الاسلامي الخيري وذلك في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي في عاصمة الشمال وشارك فيه رئيسا بلديتي طرابلس الدكتور نادر الغزال والميناء السفير محمد عيسى، ورئيس بلدية طرابلس السابق المهندس رشيد الجمالي ورئيس المجلس الثقافي للبنان الشمالي الدكتور نزيه كبارة، إضافة الى هيئات المجتمع البلدي الممثلة بالجمعيات: اللجان الأهلية، عطاؤنا، رابطة الجامعيين في الشمال، بناء الانسان الخيرية، الاصلاح والتعاون الاجتماعية، نحن نحب طرابلس، الرؤى والعمل، آراء الثقافية، كشافة الغد، ثقافات، الحزب الديمقراطي الشعبي، العمل النسوي، رابطة الطلاب المسلمين، اللبنانية الخيرية للاصلاح والتأهيل، محترف أنور خانجي، هيئة الاسعاف الشعبي، مؤسسة موريس فاضل الانسانية، فنون متقاطعة الثقافية، الجمعية النعمانية وأعضاء المجلس البلدي في طرابلس: فضيلة فتال، خالد تدمري، محمد شمسين، ليلى تيشوري وهبة المراد، كما شارك وفد من المستشفى الاسلامي برئاسة مديرته الدكتورة مهى قرق.
بعد النشيد الوطني تحدث رئيس الرابطة الثقافية أمين عويضة مرحباً بالحضور ومعرفاً باللقاء التضامني، مؤكداً وقوف أبناء طرابلس والميناء والمدن والقرى الشمالية الى جانب المستشفى الاسلامي كونه الملاذ الوحيد للمرضى لا سيما منهم الفقراء والمحتاجين وأصحاب الدخل المحدود. وذكّر بـ”أن هذا المستشفى قد بني أيام رجل الاستقلال الرئيس عبد الحميد كرامي من خلال مشروع قرش الفقير”.
كما تحدث رئيس بلدية الميناء السفير محمد عيسى قائلاً: “إنه من دواعي العجب التعرض لمؤسسات المجتمع وخاصة ذات الطابع الخيري؟ ومن المستغرب أن تكون هذه المؤسسات الانسانية موضع اعتداء! ونحن لا نفهم السبب، وهذا يستوجب السؤال عن وضع شبابنا في المجتمع، ماذا يتعاطون، فهل هي طريقة عيش لم نألفها.هناك ضغط نفسي واجتماعي وراء هذه الحوادث، اضافة الى غياب التوجيه والتربية لهؤلاء الشباب علينا أن نتضافر جمعاً للجهود ولدعم المستشفى الاسلامي لا أن نعمد إلى التكسير والتخريب. ما يحصل في المستشفى يدعو الى التساؤل، هل نحن على الطريق السوي والسليم أم أصبحنا على الطريق المؤدي الى الهاوية”؟ ودعا المجتمع الطرابلسي الى التفكير بطريقة جدية حفاظاً على الأجيال وعلى المؤسسات الرائدة وعلى سمعة طرابلس الناصعة.
من جهته المهندس الجمالي وجه التحية للهيئات الطرابلسية التي لبت الدعوة للتضامن مع المستشفى وقال: “الكل يعرف دور وأهمية المستشفى الاسلامي الذي شكل جزءاً من تاريخ المدينة وقام بدور أساسي بمعالجة المرضى والفقراء والمحتاجين وهو أحد أهم المستشفيات تجهيزاً، ويستقبل كل الناس، وأعرف مدى تعاون المستشفى مع الجميع ولي تجربة مع ادارته خلال تولي رئاسة بلدية طرابلس، وبالرغم من تأخرنا بدفع المستحقات المالية للمستشفى فانه كان دائماً يلبي جميع متطلباتنا الصحية والادارية والخدماتية، وتضامن مؤسسات المجتمع المدني مع المستشفى يعكس مدى تفاعل هذه المؤسسات مع مرفق رائد، وما هذه الاستجابة الا تأكيد على أهمية دور المستشفى. من هنا فإننا ندعو الى مزيد من الحماية الأمنية ومعاقبة المرتكبين، وأحيي إدارة المستشفى التي تحملت بصمت التعديات السابقة واستمرت تقدم خدماتها لمجتمع طرابلس والشمال”.
أما رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال فأكد “أن ما حدث كبير جداً ويجب معالجته بالسرعة اللازمة حفاظاً على مستشفى الفقراء والمحتاجين والمعوزين”، وقال: “المستشفى الاسلامي لم ترد أحداً، ونحن نعرف أنها تقوم بدور أكبر من مساحتها وأكبر من كادرها الطبي ولا أعتقد أن أحداً يمكنه القيام بدورها، نحن نقدر ونفهم مشاعر أهالي المصابين الذين يفدون الى قسم الطوارئ في المستشفى، لكن ليس لأحد الحق بالتعرض للمستشفى ومحتوياته وكادره الطبي، فهم ليسوا “فشة خلق”، والأكيد أن الضغط على المستشفى الاسلامي وهذه الأرقام الكبيرة التي ترتاده تفسر حجم التقصير من المستشفيات الأخرى. ما حدث مؤسف ويجرحنا في الصميم، وليس المطلوب وضع نقطة أمنية داخل المستشفى بل المطلوب معالجة المشكلة والخطأ لا يعالج بخطأ آخر”.
وتحدث رئيس جمعية اللجان الأهلية سمير الحاج فقال: “طرابلس ومعها الشمال تتضامن مع المستشفى الاسلامي، مستشفى الفقراء والدراويش، كون المستشفيات الخاصة لا تشبع ويتطلب الدخول اليها أموالاً طائلة، ولقد واكبنا فترة الأحداث الأليمة في الحرب الأهلية ونحن نتذكر النائب السابق الدكتور الراحل رياض صراف الذي لازم المستشفى الاسلامي، كون هذه المستشفى هي الوحيدة التي أبقت أبوابها مفتوحة فيما أغلقت بقية المستشفيات أبوابها. المطلوب من وزارتي الداخلية والصحة حماية المستشفى الاسلامي وتقديم الدعم اللازم لانجاح مسيرته، والتحية كل التحية لمن يدعم هذا المستشفى، ولا بد لنا أن نستنكر عمل “الزعران” من أبناء طرابلس أو الميناء”.
وتحدث والد المصاب الذي كان سبباً في الاعتداء على الجسم الطبي ومحتويات أقسام الطوارئ وغرف العمليات، فشرح الظروف الانسانية والمعانات التي كان يعانيها أهل المصاب نتيجة لحجم الاصابة ولرفض بقية المستشفيات استقباله وخوفاً على حياته وسلامته.
من جهتها مديرة المستشفى مهى قرق شكرت أصحاب الدعوة وبلديتي طرابلس والميناء ومؤسسات المجتمع المدني على هذا التضامن، وقالت: “المجتمع الطرابلسي يعرف المستشفى ومدى دورها وتواصلها مع كل أهالي المدينة والشمال، فهو يقدم الكثير من الخدمات، ونحن ضد أهلنا بل على العكس نحن نقدم لهم الخدمة الصحية والجودة التي لا يمكن أن تتوفر تحت أساليب التهديد والرعب، نحن نحاول أن نكون أفضل المستشفيات وقد فزنا بذلك من قبل وزارة الصحة، ولا أخفي عليكم أن الأطباء والممرضين يرفضون النزول للعمل بقسمي الطوارئ. ما قمنا به من إغلاق لأبواب المستشفى هو صرخة مدوية بوجه الجميع، فهذا الاعتداء ليس الأول ولقد تحملنا الكثير وتقدمنا بأربعة دعاوى سابقة. التهديد والاعتداء مرفوضان، وما نبحث عنه كرامة الأطباء والموظفين والممرضين، لأن كرامة هؤلاء من كرامة طرابلس وأهلها وهذه هي رسالة المستشفى الاسلامي ولا أحد يستطيع تغييرها والجميع يعمل على تنفيذها. نحن لا نرغب باغلاق أبواب الطوارئ، وحالياً نستغل هذا التوقف القسري عن العمل وأطلقنا ورشة تأهيل لقسمي الطوارئ، وهذا يؤكد أننا لسنا بصدد التوقف عن العمل نهائياً نحن نعرف أهمية المستشفى بالنسبة لكل أهالي الشمال وخاصة الفقراء والمحتاجين، إلا أن القضية هي قضية اجرام وتهديد بالقتل، وأتساءل هل ما حصل يدخل في إطار الحفاظ على حياة المريض أو المصاب؟ وهل التكسير والضرب يحقق المبتغى بسلامة المصاب؟ هناك 15 شاباً دخلوا الى غرفة العمليات المعقمة والتي كانت من المفترض أن تستقبل عملية زرع كلية، تصوروا مدى التلوث الذي حدث، أولادنا أمانة في أعناقنا، والذي ليس له ثقة بالمستشفى الاسلامي فعليه أن يذهب الى مستشفى آخر، ولسنا بحاجة لشرح تاريخ المستشفى فالجميع يشهد له”.
وبعد أن تحدث ممثلوا كافة الجمعيات وأعضاء المجالس البلدية، مؤكدين تضامنهم مع المستشفى ومطالبين بايجاد الحلول السريعة رحمة بأهالي المدينة وكل الشمال، ألقى رئيس الرابطة الثقافية أمين عويضة نص البيان التضامني الذي وقعه الجميع، فقال: “ان المجتمعين الذين تداعوا للبحث في الاعتداء الآثم على المستشفى الاسلامي الخيري وما رافق ذلك من تهديد بالسلاح لبعض أعضاء الجسم الطبي والتمريضي العاملين في المستشفى واهانتهم، وتخريب التجهيزات والمعدات الطبية يعلنون:
– استنكارهم الشديد لاقتحام المستشفى الاسلامي الخيري والتعرض المرفوض كلياً لبعض الأطباء والممرضين العاملين فيه، وتضامنهم مع المستشفى ادارة وأطباء وممرضين.
– ادانتهم للاعتداء الآثم على المؤسسة الاستشفائية الانسانية التي برهنت، منذ تأسيسها، ولا سيما خلال الأحداث الدامية التي جرت بطرابلس إبان الحرب اللبنانية. إنها للجميع ولا سيما للفقراء والمحتاجين وبدون تمييز.
– التمني على القوى الأمنية والقضائية العمل بحزم وبسرعة للكشف عن افاعلين والقاء القبض عليهم وسوقهم الى المحاكمة والاقتصاص منهم.
– دعوة نقابة الأطباء في طرابلس الى الادعاء باسم النقابة على الفاعلين امام المحاكم المختصة حفاظاً على كرامة النقابة وكرامة الأطباء.
Best Development Company in Lebanon
iPublish Development offers top-notch web development, social media marketing, and Instagram management services to grow your brand.
Explore iPublish Development