اعتبرت جبهة العمل الاسلامي في لبنان أن الرفض الاسلامي القاطع لقانون حماية النساء
من العنف الاسري ليس نابعاً من عدم إنصاف المرأة وحمايتها والدفاع عن حقوقها التي أقرّها لها الاسلام منذ أكثر من أربعة عشر قرناً ونيّف ، بل على العكس من ذلك تماماُ ، فالاسلام يحرّم الظلم والكبت والاعتداء على الآخرين ومن باب أولى النساء والأطفال ويدعو الى رعايتهم وحمايتهم وتوجيههم التوجيه الصحيح ، ولعلّ هذه الاهمية تكمن للمرأة في الاسلام من خلال وجود سورة بأكملها في القرآن الكريم تحمل اسم ” سورة النساء ” ومن خلال الأحاديث الكثيرة التي أخبر بها ووصّى بها الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم أصحابه والمسلمين من بعده ومنها قوله ” إستوصوا بالنساء خيراً ” و ” رفقاً بالقوارير ” وتشبيهه صلى الله عليه وسلّم النساء بالقوارير نظراً لخصوصية المرأة وحفاظاً على فطرتها وجوهرها ومعاملتها بلطف وعناية . و ” ما أكرمهنّ إلاّ كريم ولا أهانهنّ إلاّ لئيم “.
إن الرفض الاسلامي القاطع يأتي لكون هذا القانون يمسّ ويطال ويخالف أحكام الشريعة الاسلامية الحنيفة ، ويتناقض معها ، بل ويتجرأ بشكل سافر على حق الزوج على زوجته وبالعكس، ويطال صلب الأحكام و الاحترام المتبادل الذي يحكم روابط الأسرة الاسلامية .
إن الله حرّم الظلم بين الناس ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم حرّم الأذى حتى للحيوانات ، فليس أرقى من شريعة الاسلام في حماية الأسرة ونظامها.
إننا في جبهة العمل الإسلامي نشيد برفض دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية لهذا القانون ، و نضمّ صوتنا إلى جانب الأصوات الرافضة له ونصدح بموقفنا في رفض إقرار هذا القانون بناءً على ما تقدّم .
