الأخبار اللبنانية

الوزير كرامي يطلق االمرحلة لثانية من حملة امانة عمر

شدد الوزير فيصل كرامي على ان الأولوية اليوم هي للأمن و”هو من اختصاص الدولة وقواها ومؤسساتها الشرعية حصراً”، مثمّناً “صراحة وجرأة وزير الداخلية مروان شربل في قول الأمور كما هي، والذي قال ان الخطة الأمنية الموضوعة لطرابلس موجودة على الورق لكن ما يمنع تنفيذها أن القوى السياسية الفاعلة على الساحة الطرابلسية لم تقدّم الغطاء السياسي لهذه الخطة”. مستغرباً “أنني شخصياً حضرت معظم اللقاءات التي تمّت في المدينة عقب كل خضة امنية، وسمعت فيها من كل المشاركين، من كل الوزراء والنواب وفي مقدمهم رئيس الحكومة، ومن التيارات السياسية والقوى الموجودة على الأرض، سمعت منهم جميعاً أنهم يرفعون الغطاء، وها نحن اليوم نعرف من وزير الداخلية أن الغطاء لا يزال موجوداً”. وقال:” ومن الآخر: أنا فيصل كرامي أرفض هذا الواقع وأرفض الاستسلام له، ولن أحرج أحداً بمطالبته بأن يسمّي الأسماء، بل سأقول للدولة ولوزير الداخلية اننا نحن أهل طرابلس سنرفع هذا الغطاء شاء من شاء وأبى من أبى”، داعياً الطرابلسيين الى “حراك جدي كبير نلتقي فيه جميعاً كطرابلسيين لكي نقدّم للدولة السند الشعبي المدني الواسع الذي يتيح لها أن ترفع هذا الغطاء، بل أن تمزقه شر تمزيق”. كلام الوزير كرامي جاء خلال أعلانه عن الخطوة الثانية من حملة “أمانة عمر” المتمثلة باطلاق “مركز الرعاية النفسية من الصدمات” وذلك في قصر آل كرامي في “كرم القلة” بطرابلس، بحضور الوزير السابق الدكتور أحمد سامي منقارة، رئيس مجلس إدارة المستشفى الإسلامي الخيري في طرابلس المحامي محمد الصوفي، مدير المستشفى عزام اسوم، وقيادات وكوادر حزب التحرر العربي، مستوصفات الكرامة للعمل الخيري في طرابلس والشمال وحشد من الإعلاميين.
بداية ألقى الدكتور طلال البب كلمة مستوصفات الكرامة للعمل الخيري في طرابلس الذي قدّم شرح حول “مركز الرعاية النفسية لضحايا الصدمات”، المرحلة الثانية من حملة “أمانة عمر”، وقال:” طرابلس لم تعد مدينة متروكة ، لقد أصبحت المدينة أمانة في أعناقنا، أمانة حمّلها زعيم هذه المدينة وكبيرها دولة الرئيس عمر كرامي لأبنائه في المدينة، فكانت “أمانة عمر” التي أطلقها معالي الوزير فيصل كرامي”. أضاف : “بعد التفجيرين الكبيرين اللذين وقعا في طرابلس منذ شهر تقريباً، أشارت التقديرات الى حاجة عشرات بل مئات الطرابلسيين للدعم النفسي، كما تؤكد الاحصائيات أن الكوارث الجماعية تترك جروحاً نفسية عند سكان منطقة وقوع الكارثة والمنطقة المحيطة بها. هذه الحاجة استدعت تأسيس “مركز الرعاية النفسية لضحايا الصدمات”، المرحلة الثانية لحملة “أمانة عمر” بعد المرحلة الأولى المتمثلة بـ”المستشفى الميداني” ـ الوحدة الطبية المتنقلة. ان هذا المركز تستضيفه مستوصفات الكرامة بإشراف متخصصين نفسانيين وأطباء لتقديم العناية النفسية المجانية لمن يحتاج اليها من أهالي المدينة، وخصوصاً الذين يقعون تحت الصدمات النفسية اثر الحوادث والكوارث التي نسأل الله أن يجنبنا و مدينتنا إياها، وليس هذا بغريب عن هذا البيت الكراميّ المفتوح دائماً لجميع الطرابلسيين”. ختم الدكتور البب :” ايها الطرابلسيون، لقد أظهرتم بطولات وسموتم فوق الجراح والآلام بعد أن أصبتم في التفجيرين الارهابيين وبينتم أن للرجولة معان مضافة في طرابلس، ووقفتم بإيمانكم ووعيكم في وجه الفتنة المستوردة من الخارج. إنكم مع الوزير فيصل كرامي وحملة “أمانة عمر” والعاملين في هذه الحملة من أطباء ومسعفين وممرضين ولوجستيين وأصدقاء جزء من هذه المعاني العظيمة. ولا بد لي من توجيه التحية والشكر الى الدكتور وليد حشيمة الذي له فضل كبير على تأسيس هذا المركز. وبأذن الله نكون جميعاً في خدمة مدينتنا وأهلها وتلك أغلى الأمانات. عاشت طرابلس كبيرة بأهلها”.
ثم ألقى الوزير فيصل كرامي كلمة جاء فيها :” أحبّ أن أبدأ بالتحية لكل القيّمين على حملة “أمانة عمر” التي أطلقناها قبل أسبوعين عبر الإعلان عن إنشاء الوحدة الطبية المتنقلة التي تعتبر مستشفى “ميدانيا” لمواجهة الكوارث بشكل طارئ. وقد تابعت المحاكاة التجريبية التي تم تنفيذها خلال الأسبوع الماضي بهدف التأكد من الجهوزية الكاملة لهذا المستشفى ومعرفة الثغرات ومعالجتها وكنت فخوراً بالنتائج الأولى التي أظهرت المستوى الأحترافي والمسؤول لكل القيمّين والمسؤولين والمشاركين… والحقيقة “شي بيكبرّ القلب”، فبوركت جهودكم وبورك هذا الحب لطرابلس مكرراً شعار الحملة: طرابلس كبيرة بأهلها”. أضاف :” اليوم، نلتقي أيها الأخوة لكي نستكمل المسيرة بالإعلان عن الخطوة الثانية في حملة “أمانة عمر”، وهي قيام “مركز الرعاية النفسية من الصدمات” الذي سيكون تحت اشراف مستوصفات الكرامة. والواقع، أن كثيرين يعرفون مدى حاجتنا الى مثل هذا المركز، ويكفي أن أخبركم أن الأنهيارات النفسية والعصبية التي أصابت عدداً كبيراً من المواطنين عقب جريمة السلام والتقوى بقيت بعيدة عن الأضواء، وبعضها تفاقم وتحوّل إلى معاناة صامتة في البيوت… من هنا يأتي هذا المركز ليقدّم الإعانة المتخصصة للمصابين وذويهم، بحيث يكون جاهزاً لمواكبة عمل المستشفى الميداني في الشق المتعلق بالرعاية النفسية. واني أكتفي بذلك عن حملة “أمانة عمر” التي أخذت مساراتها التنفيذية الجادة بنجاح وسرعة، أولاً بفضل توفيق من الله عز وجل، وثانياً بفضل الزخم العاطفي والوجداني العميق والصادق الذي يظلّلها هي التي ولدت من لحظة لهفة على طرابلس صرخ فيها عمر كرامي: مدينتنا بين ألطاف الله لا تقصّروا معها، فداها الأرواح والمهج… وكان ذلك كما أحب وأراد عُمرُ المدينة دولة الرئيس عمر كرامي”.
تابع كرامي :” استكمالاً لهذه الهموم التي نعيشها ونحاول مواجهتها، لا يخفى عليكم أن الأولوية هي للأمن، وهو المجال الذي لا عمل لنا فيه، ولا نرضى أصلاً أن يكون لنا اي تدخل فيه، لأنه من اختصاص الدولة وقواها ومؤسساتها الشرعية حصراً. لقد طالبت الدولة والحكومة والمسؤولين قبل أيام بخطة أمنية لطرابلس تحاكي الخطة الأمنية التي تم تنفيذها في الضاحية. وقلت من جملة ما قلت أن الأعذار مرفوضة خصوصاً اذا لم تكن مفهومة، وان على المسؤولين أن يوضحوا لنا ما هي الموانع التي تحول دون تنفيذ هذه الخطة بصراحة وبالأسماء والوقائع. وقد أتاني الرد من وزير الداخلية الصديق مروان شربل الذي أثمّن صراحته وجرأته في قول الأمور كما هي… ومعاليه قدّم الجواب بأختصار بليغ وقال أن الخطة موجودة على الورق، لكن ما يمنع تنفيذها أن القوى السياسية الفاعلة على الساحة الطرابلسية لم تقدّم الغطاء السياسي لهذه الخطة. مشكور الوزير شربل. وهذا الكلام مهم وخطير ولكنه ضروري”. تابع :”الغريب أنني شخصياً حضرت معظم اللقاءات التي تمّت في المدينة عقب كل خضّة أمنية وسمعت فيها من كل المشاركين، من كل الوزراء والنواب وفي مقدمهم رئيس الحكومة، ومن التيارات السياسية والقوى الموجودة على الأرض، سمعت منهم جميعاً أنهم يرفعون الغطاء، وها نحن اليوم نعرف من وزير الداخلية أن الغطاء لا يزال موجوداً”. وقال :” ومن الآخر: أنا فيصل كرامي أرفض هذا الواقع وأرفض الاستسلام له، ولن أحرج أحداً بمطالبته بأن يسمّي الأسماء، بل سأقول للدولة ولوزير الداخلية اننا نحن أهل طرابلس سنرفع هذا الغطاء شاء من شاء وأبى من أبى”.
تابع: “أيها الطرابلسيون، اني أدعوكم إلى حراك جدي كبير نلتقي فيه جميعاً كطرابلسيين لكي نقدّم للدولة السند الشعبي المدني الواسع الذي يتيح لها أن ترفع هذا الغطاء، بل أن تمزقه شر تمزيق. أنا لا أدعو الى تحرك يقتصر على مؤسسات وجمعيات وهيئات المجتمع المدني، بل أدعو الى تحرك يشمل كل المجتمع، بكل هيئاته وجمعياته وأفراده وقواه الحية، لكي نمارس حقنا في الدفاع عن أمن مدينتنا، ولكي نساند الدولة والشرعية في مواجهة هذه الموانع التي تعرقل تحصين طرابلس بالحدّ الأدنى المطلوب من الأمن الوقائي. بكل واقعية أقول لكم أن علينا أن ندرك أن لبنان في قلب وعمق أزمة دولية كبرى، ولن نتشاطر ونطالب بما ليس في المستطاع، وكلّنا يعلم أن الحكومة مثلاً لن تولد إلا بضوء أخضر ممن يملكون أزرار الأضواء الخضراء وهم ليسوا في لبنان… فعبثاً نحاول وعبثاً نتصارع في السياسة بلا جدوى. والحال نفسه ينطبق على أمن لبنان، فهو رهينة قرارات مصدرها خارج لبنان. ولكن بالمقابل، فأن لدينا الهوامش الواسعة التي يمكن أن نتصرف فيها بشكل وقائي عبر استنفار كل النيات والجهود والممارسات الصادقة والمخلصة للتلاقي على ضفة واحدة نوّحد فيها الكلمة والموقف في ما يتعلق بأمن الناس والمجتمع، وهو أمن شامل ينعكس على الأمن الاجتماعي والاقتصادي وحتى الأخلاقي، وكلكم يشكو اليوم من موجة الفلتان التي صارت ظاهرة نافرة، وكلكم يتمنى أن يبادر… وأنا أدعوكم لكي نبادر… وسيكون للحديث تتمة خلال الأيام المقبلة لكي نقوم معاً بتظهير وبلورة الخطوة المناسبة التي منها نبدأ يداً واحدة وصوتاً واحداً من أجل طرابلس آمنة تحت مظلة الشرعية”. ختم كرامي:” أجدد تحيتي إلى كل الكوادر المشرفة على حملة “أمانة عمر”، وإلى لقاء قريب نعلن فيه بإذن الله عن خطوات جديدة في إطار هذه الحملة التي وضعت لنفسها خريطة عمل وبنك أهداف نسأل الله أن يقدّرنا على السير فيها واستكمالها ودائماً تحت شعار “طرابلس كبيرة بأهلها”. ودمتم كباراً لمدينة تستحق أن ترجع كبيرة. حمى الله لبنان. حمى الله طرابلس”. ثم قام الدكتور منقارة بتسليم شهادات مشاركة في التدريبات النظرية “دورة التعامل مع ضحايا الصدمات النفسية” التي اقيمت بالتعاون بين جامعة المنار- مؤسسة رشيد كرامي للتعليم العالي ومركز الدراسات النفسية لكل من الدكتور وليد حشيمة، الاستاذة سمية العلي، الاستاذة زانة اسماعيل، الاستاذ أيمن مطر، الاستاذة فاتن غانم، الاستاذة رولا سعده، الاستاذة فاتن سبسبي، الاستاذة أحلام رعد و الاستاذة نوفا المحمود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى