الأخبار اللبنانية

هل يكون للقضاء موقف مما اورده مدير وزارة المال المستقيل ؟

في لبنان مثل عامي يقول: ” كلما عالجتها اراها تفتقت ” بالامس قدم المدير العام لوزارة المالية استقالته معلنا يأسه من تحقيق اي تقدم في الملفات المالية الشائكة !!
ولم يسبق للمدير المستقيل آلان بيفاني ان كان واحدا من متصدري وسائل الاعلام في سنواته العشرين في وزارة المال، واخرهم الوزير غازي وزنة.
المهم ان المدير المستقيل خرج عن صمته وقال في بيان الاستقالة في خلال مؤتمر صحافي “ارفض ان اكون شريكا او شاهدا على ما يجري، ولا ارغب في خوض مواجهات هنا وهناك”
وفي ضوء ما هو شائع ان الارقام المالية للخسائر اصابت قطاع المصارف والبنك المركزي وما اعلنته لجنة المال النيابية ليست واحدة، ما يعني ضخامة الخلل في وزارة المالية والمصرف المركزي، فوجد المدير المستقيل نفسه اعجز من ان يواجه هذا الخلل فخرج من المعمعة حتى لا يكون شريكا او شاهدا، كما قال !! وهذا لا يعفيه من المسؤولية طوال عشرين عاما من تواجده في اهم اعلى سلطة في وزارة المال.
ونفهم من تصريحه في مؤتمره الصحفي انه قدم العديد من الملفات الى الهيئات الرقابية والقضائية المعنية وابرزها تلك المتعلقة بالاصلاح الضريبي واعادة تكوين حسابات الدولة المالية المفقودة منذ العام 1993 الى العام 2017، وهو لا يريد ان يكون شريكا في الانهيار ويتحمل المسؤولية !! وقال انه طالب بتحديد المسؤوليات وبضرورة تحييد ودائع اللبنانيين وعدم استعمالها والمس بها وقدم خطة طالت لاول مرة منظومة مصالح مالية وسياسية لم يتجرأ احد من قبل الى التعرض لها، الا ان هذه الجهود فشلت في تفادي الخيارات الاسوأ بسبب تكاتف قوى الظلمة والظلم التي عملت على اجهاض ما قمنا به وان هذه المنظومة ماضية في اظهار ابشع ما لديها!! وحذر اللبنانيين من مرحلة جديدة قادمة للاستيلاء على ودائعهم بالمواربة ما سيؤدي الى سحق الطبقات غير الميسورة مع غياب اي برنامج اصلاحي والمضي في تأجيل الحلول الناجعة.
ونحن نرى ان العناوين التي اوردها المدير المستقيل كنا نعيش تداعياتها وان لم نكن نعرف تفاصيلها وهي لا شك صحيحة، وهي لا تعفيه من المسؤولية لعدم فضحها امام الرأي العام في حينه، وكان ينبغي ان يستقيل قبل ذلك بينما نحن اليوم في عين الانهيار، وحبذا لو يكون للقضاء رأي وموقف من كل هذه التفاصيل.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى