سيادة المطران عطا الله حنا :” ان سرقة جرن المعمودية التاريخي يوم امس انما يعتبر استهدافا مباشرا

لتاريخنا وتراثنا وعراقة وجودنا في هذه الارض المقدسة”

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأن سرقة جرن المعمودية التاريخي والاثري والذي يعود الى الحقبة البيزنطية انما يعتبر عملا اجراميا بامتياز وتطاولا على تراثنا المسيحي العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة .
لقد سُرق هذا الجرن من قرية تقوع في محافظة بيت لحم وهي جريمة نكراء هدفها طمس المعالم الحضارية والتاريخية والتراثية لوجودنا في هذه الارض المقدسة منذ الاف السنين .
انه استهداف مباشر لتراثنا المسيحي المرتبط بهذه الارض المقدسة ، وهي ليست المرة الاولى التي يتم فيها طمس المعالم المسيحية التاريخية في بلادنا ففي مدينة القدس تحديدا وعندما تم شق طرق جديدة في اماكن متعددة كانت تكتشف اثار مسيحية ولوحات فسيفساء تاريخية مرتبطة بالحضور المسيحي العريق والاصيل في هذه الارض المقدسة ، حيث كانت تطمر تحت التراب وتخفى معالمها وبعضها كان ينهب ويسرق ويوضع في بعض المتاحف الاسرائيلية .
ففي كل زاوية وفي كل قرية ومدينة في بلادنا المقدسة هنالك اثار مسيحية وجب الحفاظ عليها باعتبارها جزءا من تاريخنا وهوية بلادنا ، أما ما يحدث في مدينة القدس فحدث ولا حرج فهنالك محاولات لطمس المعالم المسيحية والاسلامية في محاولة بائسة للنيل من طابع مدينتنا وهوية قدسنا .
ان هذا النهب لحضارتنا وتاريخنا وتراثنا يجب ان يجعلنا اكثر وحدة في مواجهة هذه المخططات المعادية فنضالنا واحد ولا يجوز ان نسمح لاحد بأن يثير الفتن والتشرذم والتفرقة في وطننا اذ يجب ان نكون كما كنا دائما موحدين في مواجهة مخططات تصفية القضية والنيل من معالم بلادنا ومدينتنا المقدسة بشكل خاص.
نطالب بأن يعود جرن المعمودية هذا الى اصحابه وان يوضع في احدى الكنائس او المتاحف الفلسطينية كما ونرفض رفضا قاطعا التعدي على الاثار سواء كانت مسيحية ام اسلامية وخاصة في مدينة القدس .
خلال السنوات المنصرمة وفي اماكن متعددة ومختلفة في القدس عندما كانت تجرى حفريات من اجل فتح انفاق او شوارع جديدة كانت تكتشف اثارا لكنائس قديمة ومعالم مسيحية تعود للقرن الخامس للميلاد .
من واجبنا كأبناء للشعب الفلسطيني ان نرفض اي تطاول على تراثنا وتاريخنا واماكننا المقدسة وان نكون موحدين على قلب رجل واحد ، فنهب اثارنا ومعالمنا الدينية هدفه تهميش حضورنا والنيل من تاريخنا وعراقة وجودنا في هذه الارض المقدسة.