الأخبار العربية والدولية

الهم المصري الاكبر ليس في ليبيا ولا في حكومة السراج المدعومة تركياً

بل في سد النهضة الاثيوبي المدعوم اسرائيليا وما سبّبه من اضرار لمصر

ما من حديث بالغ الحماوة هذه الايام سوى ارتفاع منسوب التوتر على الساحة الليبية بفعل التدخل التركي الروسي والاماراتي والمصري في الشأن الليبي ضد ومع حكومة الوفاق الليبية المدعومة من تركيا بالجنود والمرتزقة والدبابات والطائرات.
واذ ترى مصر ان حقول النفط في سرت والجفرة تشكل اكبر احتياط نفطي في افريقيا، لا يجوز ان تقع هذه الثروة بيد حكومة الوفاق المدعومة تركياً، بعد توقيع ليبيا و تركيا معاهدة رسم الحدود البحرية ما يتيح لتركيا تواجدا بحريا مقابل الشواطئ الاوروبية الجنوبية.
وفيما قالت وكالة الاناضول التركية الرسمية ان معركة تحرير سرت باتت قاب قوسين او ادنى من انطلاقها الا ان ساعة الصفر لم تحدد. كل ذلك يتزامن مع تحركات عسكرية مصرية قرب الحدود مع ليبيا ومن ابرز شواهدها مناورة حية اطلق عليها اسم 2020 والتي تشي بمتغيرات جادة وسريعة .
مقابل هذا كله ثمة متاعب اخرى تواجه الحكومة المصرية وهي تداعيات سد النهضة الاثيوبي وما سيسببه من تصحر مساحات زراعية كبيرة في مصر.
والاخطر من هذا كله دخول اسرائيل الجدي وتمترسها خلف الجانب الاثيوبي، وهي التي تعاني اصلا من ازمة مائية كبرى، ولدى اسرائيل الان “طابقا كاملا” في وزارة الموارد المائية والكهربائية في اديس اباب “فضلا” عن تدريب 500 مهندس اثيوبي في تل ابيب.
وامس فشل اجتماع الاتحاد الافريقي في الوصول الى حل للخلافات بين مصر واثيوبيا.
ويشكل سد النهضة ضياع خمسة مليارات متر مكعب من الماء وتصحر مليون فدان، وهو ما لم تسمح به مصر التي هي هبة النيل ومن غيره لا تكون مصر.
ومن البديهي ان تتراكم هموم الامن القومي وتندرج هذه الهموم على اربعة عناوين اساسية وهي:

الخطر الذي تمثله الجماعات الارهابية التكفيرية.
الاستهداف الاسرائيلي الدائم لمصر.
حرمان مصر والسودان من جزء كبير من حصتهما من مياه النهر الاطول في العالم.
الازمة الليبية وانخراط قوى دولية واقليمية تريد اركاع مصر وتعطيل دورها العربي منذ اتفاق كامب ديفيد الملعون.

وبالاضافة الى ذلك، ربما لا يعرف الكثير من العرب والمسلمين ان اسرائيل تنشر نظام صواريخ حديثة في اثيوبيا وهي رفضت النداءات الدولية لفكفكة هذه الصواريخ الى جانب صواريخ mr– spy der مضادة للطائرات حول سد النهضة.
وترفض اثيوبيا الوساطة التي طلبتها مصر مؤخرا.
في ضوء ذلك كله، في اي وجهة يجب على مصر ان تتحرك بقواتها؟
الى ليبيا ام الى اثيوبيا التي تريد حرمان مصر من هبة الله؟
ولا شك ان حكومة الوفاق الليبية برئاسة السراج والرئيس التركي اردوغان يدركان ” الحشرة ” المصرية وهما ماضيان بعلم الولايات المتحدة سواء رضي بذلك الاتحاد الاوروبي او لم يرضَ.

عمر عبد القادر غندور
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى