إقتصاد وأعمال

دبوسي: بيروت روحنا.. وطرابلس الكبرى بخدمة الوطن

يحرص رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال توفيق دبوسي إنطلاقا من موقعه ومسؤولياته على طرح المشاريع الوطنية الانقاذية الضخمة التي تستطيع أن تنقذ الشعب والمجتمع والوطن، حيث قدم منذ سنوات المنظومة الاقتصادية المتكاملة وطنيا وإقليميا ودوليا للنهوض بلبنان والمنطقة إنطلاقا من طرابلس الكبرى.
بعد زلزال بيروت، إستنفر الرئيس دبوسي على أكثر من صعيد، للتأكيد على جهوزية مرفأ طرابلس ليغطي مؤقتا الثغرة التي خلفها مرفأ بيروت، وذلك ضمن منظومة تكاملية تضامنية تساعد على ديمومة الأعمال المرفئية في لبنان تمهيدا للانطلاق بالمشروع الكبير الذي يخدم الوطن وسائر المنطقة المحيطة.
الاعلامي نقولا حنا إستضاف الرئيس دبوسي في برنامج “مشاكل وحلول” على شاشة تلفزيون لبنان، من حرم مرفأ طرابلس حيث تناول الدور المرتقب لمرفأ لبنان من طرابلس الكبرى بعد الزلزال الكبير الذي ضرب مرفأ بيروت وعاصمتنا الوطنية.
البداية كانت مع دعاء بالرحمة للشهداء الذين سقطوا في هذا اليوم الكارثي وتمني الشفاء العاجل للجرحى وكل المصابين، وإعتبر أن ما حدث في الأمس القريب هو رسالة لشحذ الهمم والدخول في مرحلة جديدة لبناء وطننا لبنان وطن الرسالة بكل مكوناته ومناطقه.
وأعلن دبوسي عن جهوزية مرفأ لبنان من طرابلس بكل فريق عمله والمؤسسات الأمنية والجمركية المتواجدة فيه وكل الوزارات المختصة، لافتا الى أننا نقوم بدورنا الوطني من خلال تعاوننا وتكاملنا مع كل الجهات المعنية لنستثمر كل مواقعنا ومرافقنا الإستراتيجية التي يمتلكها لبنان من طرابلس ومن مرفئها المشابه لمرفأ بيروت من حيث الحجم والمساحة والأعماق البحرية وتميزه بإمكانات وقدرات تفوق مرفأ بيروت من حيث الطموحات والامكانات المستقبلية ونحن في غرفة طرابلس والشمال نعتبره مرفقاً محورياً ضمن إطار مبادرتنا نحو إعتماد طرابلس عاصمة لبنان الإقتصادية.
وقال دبوسي: نحن من خلال موقع تواجدنا في حرم مرفأ لبنان من طرابلس نرى أننا أمام خط مستقيم بطول 23 كلم بخط بحري ويمتد من مرفأ طرابلس وصولاً الى مطار القليعات في محافظة عكار ونحن من خلال مشروعنا الوطني الإستراتيجي نتطلع الى القيام بعملية ردم أعماق البحر بطريقة تقنية ومنهجية علمية، وهذا المشروع هو تقدمة من غرفة طرابلس والشمال الى الدولة اللبنانية ونعمل على طرحه على مستويات الإستثمارات اللبنانية والعربية والدولية إضافة الى أن القدرات المرفئية اللبنانية السورية المشتركة توفر خدمات تطال مليونيّ ونصف مليون من الحاويات في حين أن حجم الملاحة الدولية هو 60 مليون حاوية ولا يوجد في المنطقة مرفأ إقليميا دوليا قادرا على القيام بهذا الدور ويكون منصة لكل المشاريع المستقبلية إلا مرفأ لبنان من طرابلس، فضلا عن منصة أخرى للنفط والغاز ومطار الرئيس الشهيد رينه معوض في القليعات والمنطقة الإقتصادية الخاصة المجاورة التي تبلغ مساحتها الحالية 550 ألف متر مربع قد خصصنا لها في مشروعنا الإستثماري الإفتراضي 5 ملايين متراً مربعاً ضمن منظومتنا الإقتصادية المتكاملة.
وأضاف دبوسي: إن المشروع الإستثماري الإستراتيجي المتمثل بالمنظومة الإقتصادية المتكاملة ليس مشروعاً طرابلسيا وشماليا وحسب وإنما هو إقليمي دولي وحينما نشير الى أن حجم حركة الملاحة الدولية هي 60 مليون حاوية على مستوى المنطقة فهذا يعني أن المنظومة الإقتصادية المتكاملة تمتلك القدرات الكاملة لتلبية الخدمات الكبرى التي تتطلبها تلك الحركة ونحن قد أعددنا دراسة المنظومة الإقتصادية المتكاملة بشكل علمي ودقيق وطرحنا مرتكزاتها عندما إلتقينا في مناسبات مختلفة جهات دولية متعددة لا سيما “موانىء دبي العالمية” التي جذبتها تلك المنظومة حينما كنا في دبي في دورة الإمارات العربية المتحدة ضمن الوفد الرسمي الذي ترأسه دولة الرئيس سعد الحريري في المؤتمر الثاني للإستثمار اللبناني الإماراتي في خريف العام 2019 وقد عرضنا المنظومة وقد تم إعتبارها بأنها أكبر مشروع للإستثمار يقوم به لبنان ويجذب كل الشركات العربية والدولية التي ترغب بالإستثمار فيه والذي سيكون منصة للمستثمرين في لبنان من طرابلس الكبرى التي تمتد من البترون حتى أقاصي محافظة عكار .
وبالنسبة لجهوزية مرفأ طرابلس كبديل مؤقت لمرفأ بيروت في هذه المرحلة أكد دبوسي أن مرفأ لبنان من طرابلس قادر على توفير التغطية الكاملة لكافة الخدمات وتلبية كل إحتياجات حركة الملاحة الدولية وأن اللبنانيين باتوا يشهدون على إمكانات مرفأ طرابلس بوضعه الحالي بالمقارنة التي يجب أن لا تفوتنا لجهة أن حركة مرفأ بيروت كانت تقدر بمليون وثلاثماية ألف حاوية ولكن هذه النسبة قد هبطت الى النصف وذلك بفعل الأزمة الإقتصادية من جهة وجائحة كورونا من جهة ثانية، وأشدد على أن مرفأ طرابلس قادر على القيام بالدور المطلوب منه بدعم من مؤسسات القطاع الخاص بقيادة غرفة طرابلس والشمال وكذلك ادارة مصلحة إستثمار المرفأ التي تعتمد على مراكز أساسية للجمارك اللبنانية والمؤسسة العسكرية ومختلف الأجهزة الأمنية وفي مناخ من التعاون الكامل من مدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر الرجل العملاني الذي لديه شغف بتأدية عمله بنجاح ووزير الأشغال والنقل البحري الدكتور ميشال نجار هو رجل أكاديمي يثبت في كل حين حضور لبنان في مختلف المحطات”.
وعن التحديات وكيفية مواجهتها، أكد دبوسي على أن التحدي الأول هو تسجيل النجاح في تغطية الثغرة التي تركها مرفأ بيروت والنجاح الثاني في تحقيق الطموحات المستقبلية فإما العمل النهضوي وإلا لا سمح الله التعرض لدمار مشابه لما شهدته بيروت، وإما القيام بحركة إعمار تشبهنا وتشبه كل لبنان، علما أنه ليس المطلوب من الدولة اللبنانية أن تتكلف بأية أعباء في حين أن القطاع الخاص اللبناني والعربي والمستثمرين اللبنانيين المقيمين والمنتشرين في مختلف بلدان العالم قادرين على إثبات قدراتهم بالنهوض بلبنان وعلى الدولة اللبنانية أن تثق بذاتها وأن تهتم بالوطن كإهتمام أصدقائنا في العالم به حيث تأتي زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لتؤكد على إهتمام فرنسا والعالم بلبنان وأن الدولة اللبنانية يترتب عليها إصدار القرارات وإعتماد المشاريع الضخمة الطموحة التي تجذب المستثمرين التي تساعد على معالجة الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية وحينما أطلقنا مبادرتنا نحو إعتماد طرابلس عاصمة لبنان إقتصادية فقد طرحناها على السلطات المعنية وعلى الرأي العام ولكنها لم تعلن رسمياً وهذا يعني وفي نفس السياق أن بيروت هي روحنا وعاصمتنا الإدارية والسياسية وهي ست الدنيا ولكن علينا أن نشير الى ضرورة أن تكون المرافىء خارج إطار المدن وأن تكون في قلب المياه البحرية وهذا ما يرسخ لدينا القناعة كنتاج لما شهدناه خلال الزلزال المشؤوم الذي ضرب مرفأ بيروت وأن المنظومة الإقتصادية المتكاملة بكل مضامينها من مرفأ دولي إقليمي ومطار القليعات الذي نريده مطاراً دولياً ذكياً يشابه كبريات المطارات الكبرى المتقدمة في بلدان مختلفة ستكون على إمتداد شريط بحري خارج طرابلس أيضاً ونحن لا نرى في مشروع المنظومة الإقتصادية المتكاملة حلماً بقدر ما نرى فيها حاجة وطنية وإنسانية وإقتصادية وإجتماعية لبنانية وعربية ودولية توفر الكثير من حوافز الجذب للمستثمرين وكذلك تأمين فرص عمل متنوعة وأعود لأشدد على أن تؤمن الدولة بذاتها وشعبها ومما يؤسف له أن الثقة مفقودة بإدارة دولتنا للبلد وأنا لا كلام لي في السياسة ولن أكون مشدوداً اليها لا في الماضي ولا الحاضر ولا في المستقبل ولكن من موقعي الرئاسي لغرفة طرابلس والشمال لا بد لي دائماً من أن أعمل بشكل حثيث ودائم على طرح المشاريع الوطنية الإنقاذية الضخمة التي تنقذ الشعب والمجتمع والوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى