الأخبار العربية والدولية

سيادة المطران عطا الله حنا : ” ستبقى بلادنا المقدسة ارضا للمحبة والاخوة الانسانية

فلا مكان للكراهية والطائفية في هذه البقعة المقدسة من العالم ”

القدس – قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم بأننا نرفض كافة مظاهر العنصرية والتمييز العنصري بكافة اشكالها والوانها وايا كان مصدرها وايا كانت الجهة التي تمارسها ، فظاهرة العنصرية هي ظاهرة مقيتة تتنافى وقيمنا الاخلاقية والانسانية والروحية ولا يمكن ان نقبل بها بأي شكل من الاشكال .
هنالك من يمارسون العنصرية باسم الدين وهنالك من يمارسون العنصرية بإسم الانتماء القومي او الخلفية الثقافية او لاسباب اخرى وكل هذا مرفوض من قبلنا جملة وتفصيلا فلا يجوز ان تمارس العنصرية بحق اي انسان في هذا العالم سواء كان مسيحيا او مسلما او يهوديا او غير ذلك ، فالبشر جميعا وان تنوعت انتماءاتهم الدينية او خلفياتهم العرقية والثقافية او لون بشرتهم فهم ينتمون الى اسرة بشرية واحدة خلقها الله .
وما اود ان اقوله لكم بأنني افتخر بانتمائي لكنيستي ووطني ولهذه البقعة المقدسة من العالم التي فيها تجسدت محبة الله للبشر ولكننا نرفض الكراهية والطائفية والحقد والتمييز العنصري لاننا نعتقد بأن الله محبة ومن لا يمارس المحبة في حياته لا يمكن ان يكون مؤمنا بأي شكل من الاشكال .
يحق لاي انسان ان يفتخر بانتماءه الديني ولكن لا يجوز ان يتحول الدين الى سور يفصل الانسان عن اخيه الانسان ولا يجوز ان تتحول الاديان الى مبرر للكراهية والحقد والعنصرية في حين اننا نعتقد باننا جميعا اولاد ادم والله في خلقه لم يميز بين انسان وانسان .
للاسف الشديد البشر هم الذين يميزون في اكثر من مكان في هذا العالم ولكن الله في خلقه لم يميز بين انسان وانسان فقد خلقنا بنفس الطريقة وحبانا نعمة الحياة واعطانا هذه النعمة لكي نكون دعاة خير ومحبة واخوة انسانية في هذا العالم .
يؤسفنا ويحزننا ان نسمع من يستغلون منابرهم الدينية للتحريض على الكراهية والتطرف والعنف في حين ان هذه المنابر يجب ان تستغل من اجل نشر ثقافة المحبة والرحمة والاخوة والتعاطي الانساني بين الانسان واخيه الانسان .
اما نحن في فلسطين فنحن نعاني من احتلال غاشم يضطهدنا جميعا ولا يستثني احدا على الاطلاق ولذلك وجب علينا كفلسطينيين ان نوحد صفوفنا وان نكون عائلة واحدة كما كنا دوما وان نلفظ وان نرفض اي خطاب اقصائي يبث الكراهية في مجتمعنا ايا كان مصدره وايا كانت الجهة التي تنشره .
بلادنا هي ارض المحبة والسلام ولا يجوز ان نسمح لاحد ان يحولها الى بلد تعصب وكراهية وطائفية فرسالة فلسطين كانت وستبقى رسالة الاخوة والوحدة والتضامن دفاعا عن انبل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
ان اولئك الذين يبثون سموم فتنهم في مجتمعنا انما هم الوجه الاخر للصهيونية وهؤلاء بغالبيتهم الساحقة انما هم مرتبطون باجندات خارجية لا تمت للوطن وقضيته العادلة بأية علاقة.
ثقافتنا كفلسطينيين كانت وستبقى ثقافة الوحدة والاخوة والتلاقي بين كافة مكونات شعبنا دفاعا عن انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث .
وهذه هي ثقافة مشرقنا العربي بكافة مكوناته .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى