الأخبار اللبنانية

بمناسبة ذكرى فتح مكة المكرمة

إحتفال ديني حاشد للمؤتمر الشعبي اللبناني بطرابلس

بمناسبة ذكرى ‘فتح مكة’ المكرمة أقام مجلس طرابلس في المؤتمر الشعبي اللبناني إحتفالاً دينياً

حاشداً في قاعة مجمع التوجيه الإسلامي بحضور رجال دين وفعاليات سياسية وإجتماعية ونقابية وشعبية تقدمهم الدكتور مصطفى الحلوة ممثلاً وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي .

 

 

أفتتح الإحتفال بترحيب من فضيلة الشيخ كمال عجم الذي قال أن فتح مكة شكل منعطفاً أساسياً في الدعوة الإسلامية ، ومما يطالعنا في هذه الذكرى ما تحلى به الرسول الكريم من أخلاق حميدة عند دخول مكة ، فقد عاد إليها فاتحاً متسامحاً مع من ظلمه وأساء إليه وهو يقول لهم إذهبوا فأنتم الطلقاء واليوم يوم المرحمة معلياً شعائر العدل والمساواة ونبذ الفرقة والتمييز فالساعة لم تكن ساعة ثأر وتجبّر بل هي ساعة شكر لله على ما أنجز وعده وأتم نصره .

 

والقى فضيلة الشيخ عبدالرزاق إسلامبولي كلمة جاء فيها : الإسلام دين الأمن والأمان والسلام وقد أذن للنبي بقتال المشركين دفاعاً عن نفسه وعن المسلمين الذين إستضعفوا في مكة ثلاثة عشر سنة تعرضوا فيها لكل صنوف العذاب والقتل والحصار الإقتصادي؛ فالإسلام دين الرحمة لكل العالمين أما الجهاد والقتال فشرعا للدفاع عن النفس والدين والدعوة ، وهذا القتال الدفاعي لا يختلف اليوم في مشروعيته أي إنسان يملك عقلاً سليماً ووجداناً نقياً ، فشرعة حقوق الإنسان أعطت لكل شعوب العالم أفراداً وجماعات الحق في الدفاع عن نفسها وعن أوطانها ومعتقداتها ومقدساتها في حال تعرضت للعدوان ، وحق الدفاع عن الأوطان ، مكرس في كل الدساتير الوضعية .

وأضاف : إن أعداء الإسلام هم الذين يشعلون نيران الحروب وينشرون الفتن والإرهاب ويزرعون الحقد والكراهية في عقول الشعوب ، وهم الذين يكيدون المكائد ويستفزون بأكاذيبهم وإدعاءاتهم الباطلة وتصرفاتهم الحاقدة بعض المسلمين ليخرجونهم عن طورهم فيسهل عليهم بعد ذلك إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين مقدمة لإستباحة دمائهم وأوطانهم ومقدساتهم …

 

ثم ألقى الدكتور أسعد سحمراني مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي اللبناني كلمة  نقل في مستهلها للحاضرين تحيات الأخ كمال شاتيلا رئيس المؤتمر،ثم قال : إن فتح مكة مناسبة لا ككل المناسبات لأن هذا الفتح كان إعلاناً لإنتصار الإيمان على الكفر والتوحيد على الشرك ليتم تطهير البيت العتيق لكل حاج ومعتمر ، وهذا يذهب بنا بإتجاه نصر نرجوه جميعاً هو نصر على العدو الإسرائيلي لإخراجه من أرضنا وتطهير المسجد الأقصى وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية من إجرامه وتدنيسه ليكون ذلك فتحاً مبيناً يفرح به المؤمنون ويعلي رايات التوحيد والوحدة والتحرر والحرية والعزة والكرامة ..

وأضاف إن صناعة النصر تحتاج الى الرحمة والتراحم بين المؤمنين وأبناء الوطن والأمة ، كما تحتاج للقوة والإعداد والشّدة في مقاومة الأعداء الغاصبين والطغاة المحتلين لأن الحقّ بغير القوة ضائع .

وفي حالنا اليوم حيث مخططات الأعداء ومؤامراتهم تركز على زرع الفتن ، ونشر التفرقة والعصبيات الرديئة والنزعات الفئوية والمناهج القائمة على الغلو والتطرف مما يهدد وحدة الصف الإسلامي ووحدة الصف الوطني والوحدة القومية العربية ، إضافة الى زرع العداء بين الدول الإسلامية ، وكل هذه المخططات الشيطانية المعادية تحتاج منّا أن نتعلم من دروس فتح مكة المكرمة قاعدة تقوم على ما ورد في الآية الكريمة ‘ محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ‘ .

واعتبر السحمراني أن واقعنا اليوم يحتاج من العلماء وقادة الرأي وأصحاب الأقلام ومن كل ذي فكر أو عامل في الشأن العام أن يعملوا جميعاً مستلهمين منهج الأسوة والقدوة عليه الصلاة والسلام ليسود التراحم والتسامح فيثمر ذلك الحب والود فيلبي الجميع الإرادة الإلهية : ‘ إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص ‘ ، فبهذا نصنع وحدة الصف الإسلامي ونرسخ الوحدة الوطنية ليكون ثمر وموسم خير يعجب الزراع ويغيظ الكفار وكل معتدٍ ومحتل وغاصب أثيم مجرم .

وأشار الى أن أهل الفتح خرجوا يوم الفتح في مسيرة مظفرة وحشد متماسك النسيج تحكمه قاعدة الأخوة ، وكان الحشد مسلحاً يمتلك كل أسباب القوة والمنعة ، وفي هذه المواجهة كان الحشد يتسلح بالإيمان والتدافع الى ساحات الجهاد ، والتسابق على درب الشهادة فإذا بهذا المشهد يزرع الرعب في قلوب المشركين فيدفعهم الى التسليم بلا قتال فظهر الحق وعلت راية الإسلام وزهق الباطل ، وكان الحديث النبوي : ‘ أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت في الرعب ‘ ، يومها إنهزمت إرادة المشركين أمام إرادة المؤمنين دونما إعتبار لموازين القوة لأن القتال صراع إرادات والمقاومة قرار وإرادة.

واليوم يا أحبة أستطاعت مقاومتنا البطلة في فلسطين ولبنان والعراق وكل ساحات الأمة أن تصنع الرعب فجاء توازن الرعب بمقابل توازن القوة وكان النصر وبدأ الإنهيار البنيوي في صفوف المحتلين العدو الإسرائيلي والمحتل الأمريكي وحلفائهم ، وقريباً بعونه تعالى وبتأييده سترتفع راية النصر ليتلو المؤمنون السورة المباركة التي تحمل البشرى للأمة بالنصر والتحرير والفتح : ‘ إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبّح بحمد ربك وإستغفره إنه كان تواباً ‘.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى